شهدت العاصمة اليمنية الجمعة تظاهرة حاشدة لأنصار جماعة الحوثي للمطالبة بإسقاط الحكومة والتراجع عن قرار رفع أسعار المحروقات. واغلق المشاركون القادمون من محافظات مختلفة شارع المطار واقاموا صلاة الجمعة بناءً على دعوة عبدالملك الحوثي زعيم الجماعة. وهاجم خطيب صلاة الجمعة الحكومة اليمنية واصفا ايها بالفاسدة داعيا إلى اسقاطها مؤكدا ان الوضع الذي بات يعيش فيه اليمنيون لا يمكن احتماله بالمطلق. وبدأ الحوثيون عقب صلاة الجمعة خطواتهم التصعيدية بنصب مخيمات اعتصام بعدد من المناطق في العاصمة اليمنية صنعاء بينها مخيم اعتصام شمال حديقة الثورة أمام البريد المركزي في صنعاء، واعتصام امام وزارتي الداخلية والكهرباء شمال صنعاء. واعلن عبد الملك الحوثي زعيم جماعة الحوثي المسلحة التمسك بمطالبة بإسقاط قرار الحكومة رفع سعر الوقود واسقاط حكومة الوفاق وتشكيل حكومة وطنية. واكد الحوثي في خطاب متلفز مساء الخميس استمرار الاحتجاجات وما اسماها التحركات الشعبية لتحقيق تلك المطالب. ودعا الحوثي انصاره الى الانتقال الى المرحلة الثانية من الاحتجاجات، بالتجمهر في شارع المطار واقامة الصلاة. واشار ان المرحلة الثانية تتضمن بعض الخطوات التي قال انه لن يفصح عنها. واكد الحوثي ان اللجنة الحكومية التي التقاها أمس ابدت بعض التفهم والاستجابة للمطالب، لكنه قال ان المشاورات لم تصل الى الاستجابة الكاملة للمطالب. وكان الحوثي اعطى الحكومة مهلة تنتهي الجمعة لتحقيق المطالب، ما لم فانه سينتقل الى خطوات اخرى قال انها مؤلمة. ونفى الحوثي ان تكون جماعته تهدف إلى مهاجمة وحصار العاصمة صنعاء، لكنه دعا في الوقت ذاته مسلحيه إلى مواصلة الاحتشاد من جميع المحافظات إلى العاصمة للتصعيد ضد ما وصفها ب"الحكومة الفاسدة". وطلب الحوثي من الرئيس هادي ووزير الدفاع عدم اعتراض المسلحين وقال أتوجه الى الرئيس ووزير الدفاع ان لا ينزلقوا في سفك دماء الناس. وأضاف "لا يمكن ان يتم مهاجمة صنعاء او مواطنيها، صنعاء غير مستهدفة والمستهدف هي تلك المطالب ونحن إلى جانب الشعب (...) التحرك الشعبي من داخل صنعاء ومن محيط صنعاء ومن جميع المحافظات وستستمر في توافدها". كما نفى زعيم جماعة الحوثي المسلحة من أن تكون مظاهرات أنصاره "طائفية"، متهماً من أسماهم ب"الفاسدين" بتشويه صورة المظاهرات التي تنفذها جماعته. وحاول الحوثي خلال خطابه دغدغة مشاعر سكان العاصمة صنعاء، وقال إنهم أكثر من يعاني من "الجرعة وفساد الحكومة". وأضاف "ما يحدث في صنعاء جو ثورة، من يعاني من الحكومة هم سكان صنعاء". وهاجم زعيم الحوثيين الدول العشر التي قال إنها تعمل ضد الحقوق المشروع للشعب، متهما بريطانيا وأمريكا بالتحكم في قرارات ومصير اليمن. من جانبها اعلنت اللجنة الحكومية استمرار النقاشات مع زعيم الحوثيين الى يوم الجمعة. واكدت اللجنة انه اجرت مع الحوثي نقاشا مستفيضا ومعمقا حول مختلف القضايا سادته روح الصراحة والوضوح وكانت نتائج النقاش ايجابية ومطمئنة، واتفق على مواصلة النقاش يوم غد الجمعة بهدف التوصل إلى اتفاق يحقق مصلحة الشعب والوطن. هذا واكد عضو في اللجنة ل"الرياض" ان اللجنة ستلتقي عصر الجمعة مجددا عبدالملك الحوثي، مشيرا الى ان لقاءها الخميس اثمر فقط في تخفيف حدة خطاب الحوثي. هذا وعبرت دول مجلس الخليج عن بالغ قلقها لإخلال جماعة الحوثيين بالتزاماتها وتعهداتها وفقا لمخرجات الحوار الوطني الذي يرسم خارطة المستقبل في اليمن بعيداً عن العنف ومحاولة الاستقواء.وقال أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج عبد اللطيف الزياني،خلال اتصال هاتفي بين الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إن مجلس التعاون الخليجي والمجتمع الدولي يعد من يتعارض مع مخرجات مؤتمر الحوار الوطني المتفق عليها معرقلا ومتمردا بالإجماع لعملية الانتقال السياسي، حسبما ذكرت وكالة (سبأ) الحكومية للأنباء. وأكد رفض دول الخليج المطلق لتعارض البعض مع مخرجات الحوار، ودعمها الكامل لهادي.