احتضن جامع الصالح في العاصمة اليمنية صنعاء أمس مصالحة تاريخية ضمت أقطاب الحكم السابق واللاحق في البلاد، على رأسهم الرئيس الحالي عبدربه منصور هادي والسابق علي عبدالله صالح والقائد العسكري علي محسن الأحمر وعدد من أبناء رئيس البرلمان السابق الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر. وأدى هادي وصالح والأحمر صلاة عيد الفطر المبارك بجامع الصالح، بحضور رئيس مجلس النواب وعدد من الوزراء وأعضاء مجلسي النواب والشورى وكبار مسؤولي الدولة من مدنيين وعسكريين، ما اعتبرته مصادر سياسية في صنعاء بمثابة مصالحة تأريخية جاءت بعد ساعات من خطاب ألقاه هادي ودعا فيه إلى مصالحة وطنية لا تستثني أحداً. وأكدت مصادر حضرت صلاة العيد أن هادي نجح في جمع القادة السابقين في خطوة لترجمة مساع بذلها بالتنسيق مع أطراف إقليمية ودولية لإنجاح مصالحة بين القوى السياسية السابقة وذلك بعد تمدد خطر جماعة الحوثي واقترابها من العاصمة صنعاء. ولأول مرة تعانق هادي وصالح منذ أكثر من عامين عند انتخاب هادي رئيساً للبلاد، حيث يعد هذا اللقاء تتويجاً لوساطات قام بها عدد من القيادات الحزبية في المؤتمر الشعبي العام الذي ينتمي إليها الرجلان. وأشارت المصادر إلى أن صالح تجنب مصافحة اللواء الأحمر الذي مد يده لمصافحته، إلا أن هادي عاد وجمع الرجلين قبل خروجهما من الجامع. وكانت دعوة هادي لمصالحة وطنية لا تستثني أحداً قد حظيت بترحيب عدد من القوى السياسية لمواجهة الأزمات التي تواجه البلاد، بخاصة في ظل الحروب التي تواجهها البلاد في مناطق الشمال مع جماعة الحوثي وفي الجنوب ضد تنظيم القاعدة، بالإضافة إلى ما خلفته الصراعات بين القوى السياسية على أداء الحكومة في مجال توفير الأمن والخدمات الأساسية. وكان الشيخ أكرم أحمد الرقيحي قد أكد في خطبتي صلاة العيد أن دعوة هادي للمصالحة ضرورة وطنية ملحة فضلاً عن كونها استجابة لقيم الدين الإسلامي الحنيف التي تحث على الاصطفاف والوحدة ونبذ الفرقة والشتات وإصلاح ذات البين بين أبناء المجتمع، مشدداً على ضرورة استجابة الأحزاب والقوى السياسية كافة ومساندة جهود الرئيس هادي بهدف تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني. وأبدى مجلس التعاون الخليجي دعمه لجهود الرئيس هادي الهادفة لإخراج اليمن إلى بر الأمان، من خلال تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وأكد الأمين العام للمجلس الدكتور عبداللطيف الزياني في اتصال هاتفي أمس مع الرئيس هادي لتهنئته بحلول عيد الفطر، عن مساندة دول مجلس التعاون للجهود الرئاسية الهادفة إلى التسريع بتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، كما رحبت بعثة مجلس التعاون في اليمن بما تضمنه الخطاب السياسي الذي وجهه هادي ودعا فيه القوى السياسية والمكونات المجتمعية اليمنية كافة إلى اصطفاف وطني شامل لا يستثني أحداً.