لم تكتف المتسولات باستغلال أطفالهن طيلة أيام شهر رمضان المبارك، أمام المساجد وعند الإشارات المروية، وسط أجواء صعبة جداً تحت أشعة الشمس الحارقة والأدخنة المنبعثة من عوادم السيارات، بل إن فرحة العيد آخر ما يمكن توقعه لأطفال المتسولات. ورصدت "الوطن"، عددا من المتسولات صحبن أطفالهن معهن إلى مصليات العيد لاستدرار عطف المحسنين والحصول على أكبر قدر من المال. وسبق أن أعلنت وزارة الشؤون الاجتماعية أن غالبية هؤلاء المتسولين من غير السعوديين، ولا يستحقون الزكاة ولا الصدقات، حيث تم القبض على أعداد كبيرة من المتسولين وبحوزتهم مبالغ كبيرة من المال، الأمر الذي يعطي دلالة على عدم حاجة المتسولين وأن غالبيتهم العظمى استغلاليون يستعطفون المواطنين لبلوغ الثراء. في سياق متصل، نبه مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، في تصريحات صحفية، مخرجي زكاة الفطر إلى عدم جواز إعطاء من يترصدون للمزكين من المتسولين في الشوارع من غير المستحقين لها، والذين يتحايلون على الناس بأخذها ثم بيعها. وشدد المفتي في تحذيراته للمزكين على ضرورة التأكد من أحقية من يعطونهم، والبحث عن الأسر المحتاجة المتعففة من الأقارب والجيران والفقراء، محذراً من التكاسل والتساهل في أدائها، داعياً إلى إخراجها بنفس مطمئنة وراضية.