ما أن يهل شهر رمضان حتى نلاحظ تواجد عدد كبير من المتسولين بجوار المساجد وفي الأسواق والأماكن العامة لاستدرار عطف الناس لجمع المال.. فهل تعتبر مثل تلك العطايا صدقات؟ وهل كل سائل يسأل الناس تقدم له الصدقة بهذه السهولة.. هذا سؤال طرحناه على عدد من العلماء والفقهاء وخرجنا بالمحصلة التالية: عطاء مشروط الدكتور سعود الفنيسان «أكاديمي وفقيه» الأصل في الشرع أن يعطى السائل إذا طلب وكان بحاجة لذلك يقول تعالى (فأما اليتيم فلا تقهر)، ولكن إذا علم أنه صاحب غنى وكذب وحيل فلا يجوز أن يعطى من الصدقة ولو سأل، خصوصاً أن البعض يستعطف ضمائر الناس بحيل وطرق ملتوية فهؤلاء يجب التبليغ عنهم ومنعهم. التأكد أولا الدكتور عبدالله الطيار «فقيه» إذا علم أن السائل لا يصلي مع المسلمين، وإنما يقف على باب المسجد من أجل التسول فقط، فهذا لا يعان على الإثم ولا يعطى من الصدقة، ويؤمر بالصلاة مع المسلمين، فإذا كانت السائلة امرأة فلا يجب أمرها بصلاة الجماعة لأن صلاة الجماعة غير واجبة عليها، وكون إعطاء مثل هؤلاء من الصدقة فلا بأس بذلك، أما إذا كان ذلك من الزكاة فيجب أن يتثبت أنهم فقراء، وإذا شك المسلم في أمر السائل فعليه أن يتحقق من حاجته قبل أن يدفع له الصدقة. تغليب الظن الدكتور فهد الجهني «فقيه» إذا غلب الظن أن المتسول محتال أو اتخذ التسول مهنة فينبغي أن يمتنع من الإعطاء، وذلك من باب الدعوة للبر والتقوى لأن امتناع المجتمع عن إعطاء أمثال هؤلاء حماية لهم من استمراء هذه العادة والوقوع في من نهى الرسول صلى الله عليه وسلم من سؤال الناس، كما أن ذلك فيه دفع لهم للبحث عن مصدر كسب شريف ومشروع، أما إذا جهل الحال وتصدق المسلم على شخص فإنه يؤجر بحسب نيته حتى لو كان في واقع الأمر ليس محتاجاً والأصل في ذلك حديث (إنما الأعمال بالنيات).