يفضل الكثير من الشباب في محافظة القنفذة خلال شهر رمضان الانخراط في الأعمال التطوعية وخدمة الصائمين، حتى وإن كلفهم ذلك الإفطار خارج منازلهم طيلة الشهر، ودون أي مقابل مادي. ويؤكد العاملون بجمعية البر الخيرية في محافظة القنفذة، أنهم لا يجدون أي صعوبة في استقطاب الشباب لمساعدتهم في برامجهم، خاصة تلك البرامج التي تحتاج لأعداد كبيرة من الشباب لتنفيذها كمشروع الإفطار الرمضاني، ومخيم الحجاج السنوي، ومشروع حفظ النعمة الذي استفادت منه أكثر من 5000 أسرة. وأوضح رئيس الجمعية، الدكتور حامد الفقيه، أن الجمعية اعتادت سنويا أن تقيم الكثير من المشاريع الخيرية التي تحتاج إلى أعداد كبيرة من الشباب للعمل بها، ومن فضل الله أنهم لا يجدون أي صعوبة في ذلك، فالشباب يتسابقون للعمل بهذه المشاريع ومساندة الجمعية ببرامجها، مستشهدا حاليا بتنفيذ الجمعية لمشروع إفطار الصائمين، الذي يتم من خلاله توزيع ما لا يقل عن 600 وجبة ساخنة يوميا، وأخرى جاهزة في خمسة مواقع تتوزع على المساجد بمدينة القنفذة وموقع لمرتادي الطريق الدولي، الذي يربط منطقة جازان مع منطقة مكةالمكرمة ويرتاده الكثير من المسافرين القاصدين لبيت الله الحرام لأداء مناسك العمرة. وأضاف الفقيه أنه يعمل في هذه المشاريع الشباب السعودي المتطوع، وهم يحرصون بأنفسهم على المشاركة فيها بصفة مستمرة لخدمة الصائمين، وأن الكثير منهم يفطر بصفة مستمرة بعيدا عن أسرته ليخدم الصائمين، وليستشعروا بأنفسهم قيمة هذه الأعمال التي يبتغون بها وجه الله. ويشير كل من موسى الزبيدي، وأبو بكر الزيلعي، وحسن الرفيدي من الشباب المتطوعين إلى أنهم اعتادوا منذ سنوات على المشاركة في مشاريع إفطار الصائمين، وأن متاعب العمل والجوع والعطش تختفي مع ابتسامة الصائم والدعاء لهم؛ مما يحفزهم لبذل المزيد من الجهد، وأنهم يفطرون في كثير من الأيام بعيدا عن أسرهم، إذ إن الوقت قصير بين تجهيز مشاريع الإفطار والعودة إلى أسرهم، فيفضلون خدمة الصائمين وتوفير إفطارهم على لذة الطعام مع أسرهم. ويضيفون: هذه المشاريع ليس الغرض منها الإفطار فقط، فهي تعطي رسالة عن العطاء والتعاون والتكاتف والتؤازر والإيثار وتقوية روابط المحبة والصداقة بين المسلمين بغض النظر عن أي جنسية، وفيها تعارف والتقاء بالأصدقاء، الذين تمر أشهر أحيانا دون لقاء بينهم، فيجلسون على سفرة، ويجددون الذكريات ويطمئنون على أصدقائهم.