جهود تطوعية اجتاحت الأحياء السكنية في شهر الرحمة، وأصبح في كل حي مشروع إفطار صائم يقوم من خلاله سكان الحي بممارسة العمل التطوعي وتطبيق أسس التكافل الاجتماعي، كما تشارك النساء في إنجاح هذا المشروع من خلال عزل نصيب للمسجد من إفطار العائلة، تبعثه مع الصغار في لوحة تكافلية يفخر بها المسلم، ويرتجي من خلفها القبول والأجر. مندوب الجمعية التعاونية يلقي محاضرة فاعل خير " الرياض" وقفت على برنامج إفطار الصائم بجامع الفاروق بحي الجزيرة الذي تكفل بإفطار 550 صائما يوميا، والمنشأ منذ عام 1417ه على نفقة الشيخ عبدالرحمن الثنيان – يرحمه الله - والتقت بالمشرف على برنامج إفطار الصائم في الجامع علي بن سعيد خبزان، الذي أوضح أن البرنامج قائم منذ إنشاء المسجد ولكن كان ينفذه جماعة أهل المسجد والحي وبعض المتطوعين الذين يقومون بطهي الطعام بداخل المسجد، وقبل ما يزيد على الثلاثة أعوام اتجهنا للشيخ فهد بن عبدالرحمن الثنيان الابن الأكبر لمؤسس الجامع وطلبنا منه التكفل ببرنامج إفطار الصائم على أن يتم التعاقد مع أحد المطاعم لتنفيذ البرنامج، فوافق على الفور وتكفل بكافة التكاليف لأن يكون هذا البرنامج صدقة لوالده – رحمه الله- إلى جانب ما يقوم به من جهود في تغيير سجاد الجامع والمكيفات وصيانتها بشكل مستمر، وقال: بالفعل تم التعاقد مع أحد المطاعم لتوفير (التمر والماء واللبن، والأرز والدجاج، الشوربة والسمبوسة إلى جانب الفواكه(، كما أنه تم فتح باب التطوع لشباب الحي ليقوموا بتجهيز الطعام وتوزيعه وتحضيره للصائمين، وتم كذلك الاستعانة ب15 آخرين يقومون على خدمة الصائمين، مقابل مكافأة مالية تعطى لهم نهاية الشهر نظير ما قدموه من خدمة لبيت الله والصائمين. متطوعون يعطون كل صائم نصيبه من الإفطار عوائل مستفيدة وأوضح السيد علي أن مشروع الإفطار لا يشمل الجاليات فقط، بل هناك عوائل سعودية محتاجة من داخل الحي وخارجه تأتي يوميا لأخذ حصتها من الأفطار، إلى جانب عاداتنا القديمة في أن تعزل كل أسرة ما تجود به نفسها لإفطار المسجد فيحضره الأطفال والصغار قبيل صلاة المغرب في تلاحم مجتمعي جميل. صغار يوزعرن الإفطار إشراف الجمعية التعاونية وزاد أن مشروع الافطار الخيري الذي يقيمه الجامع تشرف عليه الجمعية التعاونية لتوعية الجاليات بحي السلي، وتقوم بارسال مندوب كل يوم للوقوف على مشروع الافطار وتوعية الجاليات المفطرين وتفقيههم بأمور الدين والدنيا من خلال مندوبها بعدة لغات، إلى جانب الجهود التي يقوم بها امام الجامع الشيخ عبدالمجيد العواجي والمؤذن محمد الأسمري، موضحا أن البرامج الخيرية في الجامع لا تقف على الافطار فقط، بل ان جماعة المسجد تحرص على عمل لقاء شهري في الجامع يجمع الأهالي والشباب على سفرة عشاء ومحاضرة دينية تتناول أهم القضايا المطروحة في الوقت الحالي، إلى جانب حلقات تحفيظ القرآن التي يقوم عليها متطوعون من خيرة شباب الحي ويقومون فيه بتحفيظ الأطفال والشباب وتكريمهم نهاية العام، ولا تقف المناشط على القسم الرجالي فقط بل تشمل النساء كذلك في إقامة المحاضرات الدينية الأسبوعية وتخصيص مصلى خاص لهن. متطوعون صغار يوزعون طعام الإفطار متطوعون صغار من جهته قال المتطوع رياض الغامدي: أقوم أنا وشباب الحي بتقسيم المهام بيننا حسب عمر كل متطوع، حيث يوكل للأطفال توزيع الفواكه على السفر والكبار بتقسيم الأطعمة وسكبها، مضيفا أن انخراطه كشاب في مثل هذه البرامج ساهم كثيرا في صقل شخصيته وزرع حب الخير وعمله في نفسه منذ طفولته حيث انه يشارك في برنامج افطار الصائم منذ ما يزيد عن 9 أعوام، ووافقه الرأي المتطوع محمد البخاري الذي أكد حزنه مع اقتراب نهاية شهر رمضان المبارك، واصفا ما يقوم به بالممتع والفعال، حيث انه يشعر بلذة يومه بعد أن يشاهد جموع الصائمين تتوافد على الجامع وهو بدوره يقوم بتجهيز الأطعمة لهم وكسب أجر افطار صائم..