في حين فضل الكثير من المواطنين الابتعاد عن لحوم الإبل "الحاشي"، وعدم إدراجها ضمن خياراتهم على الموائد الرمضانية بسبب أنها مصدر مباشر لنقل عدوى فيروس "كورونا"، اكتظت مجازر بيع لحوم الأغنام والأبقار مع بداية الشهر الكريم بالزبائن لشرائها، كما شهد سوق بيع الأغنام حراكاً كبيراً في بيع الأغنام، قابله تجاهل واضح للحوم الإبل. يأتي ذلك، في ظل حرص الأسر على تنويع الوجبات الرمضانية واستخدام اللحوم في الوجبة الرئيسة على الإفطار "السمبوسة" و "الشوربة"، إضافة لوجبة العشاء أوالسحور التي تكون في الغالب "كبسة لحم"، بعد أن كان "الحاشي" في الأعوام الماضية ينافس اللحوم الأخرى على المائدة الرمضانية، إلا أن التحذيرات المتواصلة من وزارة الصحة بعدم تناول لحوم الإبل قلص الطلب عليه. وأوضح المواطن عوض محمد العمري، أنه ابتعد عن لحم "الحاشي" بسبب ربطه بانتقال فيروس "كورونا"، لافتا إلى أنه منذ أشهر لم يحرص على شرائه. ويتفق معه المواطن عبدالله خصيف القرني، مبينا أنه فضل لحوم الأغنام على موائد رمضان "الإفطار والسحور" هذا العام، وأنه يعرف الكثير ممن ابتعدوا عن شراء لحوم الإبل للسبب السابق. فيما أكد المواطن ناصر الشهراني، أنه حرص على شراء لحم "البقر" قبل رمضان مع مجموعة من زملائه، حيث تناقشوا في كيفية الحصول على أنواع اللحوم لوجبتي الفطور والسحور، وتوصلوا إلى شراء لحم "البقر"، بينما آخرون من زملائهم اتجهوا لشراء لحوم الأغنام من سوق الغنم، فيما لم يؤكد أحدهم رغبته في شراء لحم "الحاشي". وفي الرياض وعلى الرغم من التطمينات التي بثتها وزارة الصحة حيال أن طهو لحم الإبل جيدا وغلي حليبه من شأنه أن يقضي على الفيروس، إلا أن تلك التطمينات لم يكن لها تأثير ملحوظ على خيارات المستهلكين، الذين وجهوا بوصلتهم نحو الأغنام والأبقار. أسواق المواشي في العاصمة الرياض، كانت محطة لجولة قامت بها "الوطن" للوقوف على خيارات المستهلكين. ولوحظ أن هناك عزوفا كبيرا عن شراء لحم الإبل خشيةً من فيروس "كورونا" الذي راح ضحيته عدد من المواطنين والمقيمين. وأكد البعض خلال حديثهم ل"الوطن" بأنهم فضلوا شراء لحوم الأغنام والأبقار وغيرها دون الالتفات إلى الإبل، مؤكدين أن الوقاية خير من العلاج والحيطة مطلوبة في جميع الاحتمالات. من جهته، بين ماجد العتيبي أنه تعود في كل عام وتحديداً في شهر رمضان المبارك تناول السمبوسة المحشية بلحم الحاشي، منوهاً بأنها تعد الوجبه الرئيسية له ولكن في السنة الحالية أجبر على شراء الغنم هروباً من الفيروس. بدوره، قال خالد السلمي بأن تحذير الخبراء وذوي الاختصاص من تناول اللحوم غير المطبوخة والحليب غير المغلي للإبل تكفي بأن تجعل الإنسان يوقي نفسه من ذلك . وواصل بأن المواطن أصبح واعيا لكافة الأمور ويستطيع أن يتحكم بنفسه والسيطرة على منزله من خلال الابتعاد عن المأكولات التي يوجد بها ولو 1% نسبة من احتمال الإصابة بالفيروس. أما أبو فيصل "أحد بائعي المواشي" فقد أكد بأن هناك مؤشرا واضحا حول عزوف المواطنين من شراء الإبل، مؤكداً بأنه أجرى احتياطاته منذ فترات سابقة حيال ذلك الأمر وحاول أن يوفر أكبر عدد من الأغنام ليبتاعها في الفترة الحالية سواءً لشهر رمضان أو حتى لعيد الفطر المبارك. وكانت منظمة الصحة العالمية قالت بأن تفشي فيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية "كورونا" القاتل ما زال يمثل مشكلة صحية خطيرة لا سيما مع اقتراب شهر رمضان وموسم الحج، حيث يتوافد عدد كبير من المعتمرين والحجاج على المملكة العربية السعودية لكن الزيادة الحديثة في حالات الإصابة في المملكة بدأت تتراجع.