تسببت نصيحة وزير الصحة المكلف المهندس عادل فقيه للمواطنين بالابتعاد عن لحوم الإبل وحليبها كإجراء احترازي من فايروس كورونا في تراجع الطلب على لحوم الإبل (الحاشي) بنسبة كبيرة وصلت إلى نحو 90 في المئة، وانخفاض الأسعار 25 في المئة. وقال عدد من أصحاب المطابخ ومحال بيع اللحوم إن فايروس كورونا سبّب لهم خسائر كبيرة، إذ تراجع سعر الحاشي الحي من 4 آلاف ريال إلى 2800، فيما تراجع سعر كيلو اللحم من 50 ريالاً إلى نحو 40، مؤكدين أن الطلب على لحم الحاشي تراجع في شكل كبير سواء أكان مطبوخاً أم غير مطبوخ. ورصدت «الحياة» في جولة على المحال المتخصصة في بيع لحوم الإبل تراجعاً في طلب لحوم الحاشي، على رغم أنها متوافرة بكميات محدودة عكس السابق، فيما تتوافر لحوم الماعز والأغنام في شكل كبير. ويقول محمد خالد صاحب أحد محال اللحوم في الرياض: «إن فايروس كورونا سبّب لهم خسائر كبيرة، خصوصاً أن المحل متخصص في بيع لحوم الإبل منذ أكثر من ثمانية أعوام، وكان يشهد إقبالاً كبيراً من مختلف الجنسيات، أما الآن فلا يأتي أحد يسأل عن لحم الحاشي، ما جعلني أتجه إلى توفير لحوم الأغنام والماعز التي عليها طلب وإن كان محدوداً». وأشار في حديثه إلى «الحياة» إلى أنه في مثل هذا الوقت من كل عام خصوصاً قبل شهر رمضان، كانت جميع محال اللحوم تحقق مبيعات كبيرة وتجني أرباحاً جيدة، غير أن هذا الوضع تغير العام الحالي، وستتكبد محال اللحوم وبخاصة المتخصصة في لحوم الحاشي خسائر كبيرة نتيجة تخوّف الناس من لحوم الإبل وتحذير وزارة الصحة منها، متوقعاً أن ترتفع أسعار لحوم الأغنام والماعز بما لا يقل عن 20 في المئة. وأضاف: «نصيحة وزير الصحة بالابتعاد عن لحم الإبل وحليبها كإجراء احترازي من فايروس كورونا، وعدم أكله أو شربه إلا بعد طهيه دفع الناس إلى مقاطعتها عموماً»، لافتاً إلى أن بعض محال بيع اللحوم توقفت عن العمل نتيجة إحجام الناس عن الشراء، متوقعاً أن تتوقف محال أخرى إذا استمر الوضع الحالي إلى أن يتم تحديد السبب الرئيس لفايروس كورونا. من جهته، قال إبراهيم حسن أحد البائعين في محل لحوم: «موضوع فايروس كورونا تسبب في عزوف عملائنا عن شراء لحوم الحاشي، ما أدى إلى تراجع مبيعاتنا بأكثر من 90 في المئة، وهبطت الأسعار بنحو 25 في المئة»، لافتاً إلى أن الإقبال ضعيف جداً ومن يأتي إلى المحل يسأل عن لحوم الأغنام أو الماعز، كما أن «بعض من يعرفون أن المحل يبيع لحم الحاشي يرفضون الشراء». وذكر أنه «قبل اكتشاف فايروس كورونا كان المحل يبيع بمعدل 10 إلى 13 رأساً من الإبل في اليوم الواحد، وللأسف الآن نبيع رأساً واحداً فقط في اليوم، كما أن الأسعار تراجعت بنحو 25 في المئة، إذ كان سعر الكيلو قبل أزمة كورونا 50 ريالاً من دون عظم، والآن يراوح بين 35 و40 ريالاً، ما ألحق بنا خسائر كبيرة بسبب تراجع السعر والطلب معاً». ولفت حسن إلى أن لديه عدداً من الإبل الحية (الحاشي الصغير) في أحد الأحواش اشتراها قبل انتشار مرض كورونا بسعر وصل إلى 4 آلاف ريال، «أما الآن فلا أجد مشترين لها، وهبط سعرها إلى 2800 ريال»، موضحاً أن عملاء المحل لم يعودوا للشراء منه خوفاً من المرض الذي يقال إن سببه الإبل. أما أحد العاملين في المطابخ (فضل عدم ذكر اسمه) فأوضح أن الطلب على لحم الحاشي توقف، ما جعل المطبخ يوقف اعتماد لحم الحاشي ضمن وجباته، مشيراً إلى أن لحوم الأغنام والماعز هي المطلوبة إضافة إلى الدجاج. ورجح ارتفاع الطلب على لحوم الإبل بعد أشهر عدة، مذكراً بما حدث مع الدواجن إبان انتشار مرض أنفلونزا الطيور الذي سبّب خسائر كبيرة للمستثمرين في قطاع الدواجن في ذلك الوقت نتيجة إحجام الناس عن الشراء. وكان وزير الصحة المكلف طالب قبل أسبوعين في مؤتمر صحافي المتعاملين مع الإبل ورعايتها، وبخاصة المريضة منها، بالحذر خشية انتقال الفايروس إليهم.