تسببت كثرة الأقاويل حول ارتباط "الإبل" بانتشار فيروس "كورونا" في عزوف الكثير من المواطنين عن شراء "كبدة الحاشي" خوفاً من إصابتهم بالمرض القاتل، الذي تسبب حتى الآن في إصابة 189 حالة، فتك منها بحياة 68 حالة، حسب إحصائيات وزارة الصحة. وتجولت "سبق" في عدد من المحال التي تمتهن بيع الكبدة ب"الرياض"، والتقت عدداً من العاملين فيها، الذين أكدوا أن هناك مخاوف بين أوساط الزبائن من تناول كبدة "الحاشي" بعد أن سرت أخبار عن ارتباط الإبل بانتشار فيروس "كورونا"؛ وهو ما سيكبدهم خسائر كبيرة في حال استمر العزوف، خاصة أن كبدة الحاشي تجد إقبالاً كبيراً من قبل سكان "الوسطى"، بحسب ما ذكروا.
وأجمع العاملون على أن العزوف عن الشراء لم يصل حتى الآن لحد مقاطعتها بشكل نهائي، مبينين أن البعض ما زالوا يقدمون على شرائها حتى الآن، وذكروا أنهم يبتاعونها من الملاحم التي تخضع لرقابة مباشرة من قبل "البلدية".
وقال أحد الزبائن، ويدعى محمد الغامدي، ل"سبق" إنه كان يحرص في الماضي على تناول "كبدة الحاشي" بشكل شبه يومي، إلا أن ازدياد عدد المصابين بالمرض ومضاعفته وكثرة الأقاويل مؤخراً حول ارتباط "الإبل" بانتشار الفيروس المميت "كورونا" زادت من مخاوفه، وجعلته يتوقف عن شرائها.
لافتاً إلى أن الكثير من أصدقائه أقدموا على الخطوة نفسها أيضاً.
وقال عبدالرحمن المرشد: يجب على وزارتَي الصحة والزراعة قطع الشك باليقين، وتبيان ما إذا كان انتشار فيروس "كورونا" الخطير مرتبطاً فعلياً ب"الإبل" من عدمه، للبُعد عن التكهنات؛ حتى يتم التحرك لمنع بيع لحومها ومخلفاتها من كبدة وغيرها.
وقال إنه توقف عن شراء كل ما هو مرتبط بالإبل حتى يتم التأكد من صحة ما يتداول عن ارتباطها بانتشار "الفيروس" .
من جانبه، قال رئيس قسم الإشراف البيطري بمسلخ جنوبالرياض، الطبيب طلال بن صالح المندرج، ل"سبق" إن الذبائح التي يتم جلبها إلى المسلخ، سواء من الإبل أو الغنم أو البقر، أو ما شابه ذلك، يتم إخضاعها لكشف مكثف من قِبل فريق بيطري مختص قبل الإقدام على ذبحها للتأكد من سلامتها وخلوها من الأمراض، ومن ضمنها الأعراض المصاحبة ل"كورونا".
وذكر "المندرج" أن الأمر لا يتوقف عند ذلك الحد بل يتم إخضاع الذبائح مرة أخرى للكشف بعد ذبحها؛ إذ يتم الكشف على الغدد اللمفاوية والكبد والقلب والرئتين، وغيرها من أجزاء الجسم الأخرى، ولا يخرج من المسلخ إلا السليم منها، وما عدا ذلك يتم التخلص منه أو عزله.
وحذر "المندرج" المواطنين من أضرار الذبح العشوائي، الذي يتم في العراء والأحواش البعيدة عن الرقابة، التي تنتقل عبرها الأمراض إلى الإنسان، حسبما ذكر، وقد يكون فيروس كورونا أحدها، في حال ثبت انتقاله عن طريق الإبل كما قيل.
وكانت وزارة الصحة قد كشفت عن تورط الإبل في مرض فيروس" كورونا" بعد أن أجرت دراسة بالتعاون مع وزارة الزراعة وعدد من الجامعات، كما ذكرت أنه ثبت وجود أجسام مضادة لفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية لدى نسبة كبيرة من الإبل داخل السعودية، موضحة أنه تم فعلياً عزل الفيروس من جِمال مخالطة لمرضى مصابين في السعودية وقطر، وأظهر التحليل الجيني تطابقاً بين الفيروس المعزول من الجِمال ومن المرضى المخالطين لها.