"رب ضارة نافعة"، بهذه العبارة نطق لسان حال أصدقاء الشاعر الغنائي يوسف رجب الذي عاد للكتابة مرة أخرى بعد انقطاع دام أكثر من 4 سنوات، إذ وجد رجب في دار الرعاية الاجتماعية أجواء ملائمة لكتابة الشعر، بعد أن وجد الخدمة التي كانت يفتقدها في منزله. وتحدث يوسف رجب ل"الوطن" من غرفته في الدار، بحضور عدد من أصدقائه الذين قاموا بزيارته أول من أمس، وضم فريق الزيارة الكاتب حماد السالمي ونايف العصيمي وخالد قاضي ورويد يسلم، وقال إن هناك فئتين تزورانه في دار الرعاية الاجتماعية: الأولى هم أصدقاؤه الذين وجدوا في وجوده في الدار فرصة لزيارته دون استئذان، والأخرى هم الشامتون الذين يزورونه للتشمت بحاله ومآله الذي آل إليه. وقال يوسف ل"الوطن"، إنه يعكف حاليا على كتابة قصائد جديدة سترى النور قريبا بعد أن وجد الأجواء المناسبة للكتابة وقد كفلت له الدار الخدمة التي كان يفتقدها في منزله، متمنيا أن تجد كتاباته الجديدة طريقها للفنانين الموجودين حاليا في الساحة. وفي حين أعادت الزيارة لرجب الحنين والذكريات، تحدث عن بداياته التي انطلقت من المرحلة الابتدائية عندما كان طفلا شقيا وكتب بيتا من الشعر يحكي حالته قال فيه: "طاط طاط أنا خلقت من المطاط"، ثم رحلته مع الإنشاد في المرحلة المتوسطة، وقال إن بدايته الحقيقة بدأت بلقائه بالفنان طلال مداح الذي غنى له أول قصيدة "عذري لله وأنت بعدي"، وكان غناؤه لها يمثل نقلة نوعية ودافعا للكتابة، ثم سكنه في الكندرة بجوار الفنانين فوزي محسون وسراج عمر ومن ثم غنى له فوزي محسون قصيدته الثانية التي لحنها سراج عمر ومن ثم كتب لفوزي محسون 5 قصائد غناها فيما بعد، ثم تعرف على الفنان غازي علي والتقى بعدها بالفنان علي عبدالكريم، وجميعهم تغنوا بقصائده، وأخيرا التقى بفنان العرب محمد عبده في حفل زواج الفنان علي عبدالكريم وطلب منه أن يسمعه شيئا من قصائده فأسمعه قصيدة "الرياض" التي غناها الفنان محمد عبده وسجلت حضورا كبيرا في التسعينات الهجرية. وقال يوسف إن الشاعر الغنائي يختلف عن الشاعر العادي فهو يستطيع أن يوصل الفكرة بعبارات بسيطة، مشيرا إلى أن الشعراء دائما خلف الكواليس، بينما يأخذ الأضواء الفنان، مع أن الأغنية مثلث يتكون من الشاعر والملحن والفنان. وعن تنكر الفنانين له قال رجب: هذا لا يزعجني لأنني أتوقع في هذه الدنيا أكثر من كذا. وعن سرقة نصوصه قال: هناك من حاول سرقتها، وأنا لا يهمني ذلك لأني لا أحب المهاترات، ولو سرق أحد شيء من نصوصي فهذا يعني نجاحي وعدم قدرة السارق على أن يأتي بما أتيت. وكان صاحب منتدى السالمي الكاتب حماد السالمي قد أعلن عن تبني المنتدى لأعمال الشاعر يوسف رجب والتي تزيد على 70 قصيدة كتبها على مدى 45 عاما وتغنى بها أكثر من 15 فنانا. وقال السالمي إن المنتدى يحضر لتكريم يوسف رجب في أمسية ثقافية فنية يقيمها المنتدى الشهر المقبل.