سجلت قضايا "اللعان" في المملكة أعلى مستوياتها عام 1434ه مقارنة بالسنوات الماضية، فبين قضايا اللعان التي سجلت في المحاكم العامة في خمس مناطق رئيسية، جاءت مدينة الرياض في المقدمة، مسجلة أعلى نسبة في عدد القضايا التي تنظرها المحكمة العامة، حيث بلغت خلال عام 1434، 105 قضايا لعان، تليها مكةالمكرمة ب34 قضية، ثم جدة ب51 قضية، تليها الطائف ب42 قضية، ثم المدينةالمنورة التي سجلت بها 7 قضايا، وبذلك يبلغ العدد الإجمالي لقضايا "اللعان" في المناطق الخمس السابقة 239، القاسم المشترك فيها هو الشك، وعدم وجود دليل ضد الزوجة. في الوقت نفسه، أكد المستشار الشرعي والمحامي الدكتور محمد المصري ل"الوطن"، "أن قضايا اللعان في حال إنكار الزوج الابن الذي تحمله الزوجة تنتهي بالملاعنة بين الزوجين، والتفريق بينهما، ونسب الابن لأمه، أما بالنسبة للنفقة فالأمر يعود لاجتهاد القضاة، فهناك من يحكم بعد إتمام اللعان بنفقة لابن الزوجة، بينما في الواقع يكون الزوج في هذه الحالة غير مطالب بدفع النفقة بعد التفريق". وأضاف أن "ارتفاع عدد هذه القضايا في السنوات الأخيرة في المحاكم العامة إنما يعود لعدة أسباب، منها أن كثيرا من الأزواج مصابون بهاجس الشك"، مشيرا إلى أن 90% من هذه القضايا المنظورة في المحاكم قائمة على الغيرة المرضية. وكشف الدكتور المصري أن أغلب الاستشارات التي تعرض عليه كمستشار شرعي كانت لأزواج يعانون من الشك تجاه زوجاتهم، يقول "يرجع عدم ثقة بعض الرجال بزوجاتهم لأسباب عدة، منها الفجوة التي تتكون بينهما في السنوات الأولى للزواج، إضافة إلى انتشار وسائل الاتصالات الحديثة مثل "فيسبوك، و"تويتر"، و"واتس أب، وغيرها، وعندما يشاهد الرجل زوجته لديها حسابات على المواقع الاجتماعية، وتتواصل مع الغير عن طريقها تحدث اضطرابات عاطفية ونفسية بينهما، وتتوتر العلاقة الزوجية، وتتكون الظنون الخاطئة التي توصل إلى فجوة الشك والهلاك". وأوضح المستشار الشرعي أن "اللعان في الحقيقة يفتح باب التوبة لبعض الزوجات اللائي يرتكبن سلوكيات خاطئة، وهي حالات نادرة جدا في مجتمعنا". من جهته، يري الاستشاري الاجتماعي صقر البقمي، أن "اللعان من القضايا النادرة، لطبيعة المجتمع المحافظ، فلدينا عادات وتقاليد يلتزم بها الجنسان، مشيرا إلى أن وجود مثل هذه القضايا بين الزوجين يعود لأسباب اجتماعية في المقام الأول. وأضاف أن المجتمع لا يزال بحاجة لدورات توعوية وندوات تعقد للزوجين قبل عقد القران، حتى يتعرف كل منهما على حقوقه وواجباته. وأوضح البقمي أن أغلب المشاكل التي تبرز بعد الزواج تحدث نتيجة لعدم وجود توافق وتفاهم بين الطرفين، فيبدأ الرجل حياته الزوجية مع المرأة بصراع ومشكلات أسرية لا تنتهي، وفي بعض الأحيان يتفاقم الوضع بينهما، ليصل إلى العنف. وأشار الاستشاري الاجتماعي إلى أن بعض الأزواج يسيطر عليه الشك المرضي، فيراقب زوجته في كافة تحركاتها ومكالماتها الهاتفية حتى يتفاقم الأمر، لينتهي برفع مثل هذه القضايا أمام المحاكم من أجل إرضاء هاجسه، الذي يكون في الغالب مرضيا لا أساس له.