أكد مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل على أنّ الحوار والمناقشة والمناصحة وإقامة الحجة أسلوب شرعي وتوعويّ، هدفه استصلاح أصحاب الأفكار الضالة وإعادتهم إلى جادة الصواب، والإعذار إلى الله منهم، وإبراء لذمة ولي الأمر. جاء ذلك في كلمته بمناسبة إقامة الملتقى العلمي الأول عن "تقويم جهود المناصحة وتطوير أعمالها"، الذي تنظمه الجامعة الثلاثاء المقبل، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين، بمشاركة مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية، والإدارة العامة للأمن الفكري بوزارة الداخلية، مشيرا إلى أنّ أمة الإسلام ابتُليت في هذا العصر بحملة أفكار منحرفة ضالة مضلة، تعتمد الشبه والتأويل، وتنتهج العنف والتحزب المقيت، وتجاوز ضلالها وانحرافها إلى مواجهة المجتمع المسلم وتكفيره. وأضاف: هذه الأفكار الضالة كان النصح والحوار أسلوباً فكرياً لمواجهتها، فكان من واجب الدول الإسلامية عموماً، والمملكة العربية السعودية خصوصاً، مواجهة هذا الانحراف ومعالجته، وهذا أسلوب لا يُقلل به من الحزم والعلاج الأمني؛ لأنّ المواجهة الأمنية حققت ضربات موجعة، وانحساراً في صورته". وقال مدير الجامعة: "إنّ معالجة التطرف من خلال أسبابه أمر في غاية الأهمية، لأنّ هذا الأسلوب يُعد وقايةً وعلاجاً، وهذا ما قامت عليه لجان المناصحة في المملكة التي بدأت في عام 1425، ومنذ انطلاقتها وهي تحقق منجزات ونجاحات، واكتسحت بقوتها الناعمة منظري الفكر، ودعاته، بل وقوى الإرهاب حتى أرهقتهم، وكشفت عوارهم، ورأوا فيها خطراً يقضي على غرورهم، واستغفالهم للشباب، مشيراً إلى أنّ هذه التجربة التي غدت عالمية هي من أمثل وأعمق ما يواجه الإرهاب العالمي والمحلي". وشدد أبا الخيل على أنّ برامج المناصحة تعتمد على أسس علمية، ومقومات مدروسة، وأطر منهجية، ودراسات تبدأ من عضو المناصحة، مشيراً إلى أنه يتم انتقاء الأعضاء من الأكاديميين منسوبي الجامعات السعودية، وعلى الأخص جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وتشرف على تنفيذها وزارة الداخلية، استشعاراً منهم بأنّ هذه مسؤولية تجاه هؤلاء، وانطلاقاً من مبدأ الرحمة واستصلاح شأنهم، فهم مهما كان فداحة خطئهم إلا أنهم جزء من الوطن. وأشار إلى أن هذا البرامج يأتي تتميماً للجهد الأمني الذي تمثل في ضربات استباقية توجه إلى الفئة الضالة وتستأصل شأفتها في صورة متجانسة متناغمة، فالحوار والمناقشة والمناصحة وإقامة الحجة أسلوب شرعي وتوعوي، هدفه استصلاح هؤلاء، وإعادتهم إلى جادة الصواب، والإعذار إلى الله منهم، وإبراء لذمة ولي الأمر، وذلك من خلال محاورة الفئة الضالة والإجابة على الشبهات والإشكالات، واعتماد التأصيل القوي حتى يتم إزالة اللبس الموجود لديهم، والحل الأمني يحقق حفظ هيبة الدولة، واستتباب الأمن، ومقارعة الفساد بالقوة، وباجتماعهما يتحقق المقصود. وأضاف: "رغم ضخامة هذه الجهود، إلا أنه لم يتم تسليط الضوء عليها بما يعكس ما يُبذل فيها، كما أن اجتماع العقول المعنية بالمناصحة إدارةً ومجريات وتنفيذاً ضروري لاستخلاص ما يطور هذا العمل وينميه، ويوصله إلى الكمال، وهذا ما استشعرته جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، التي هيأها الله ووفقها لاقتراح إقامة ملتقى يخدم بالأوراق العلمية، والأبحاث المعمّقة، وورش العمل وحلقات النقاش وصولاً إلى رؤية واضحة منهجية يتم اعتمادها للتطوير والتميز في هذا العمل، مشيراً إلى أنه تمت موافقة المقام السامي من خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز –حفظه الله- على هذا المقترح، وإشراك مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية، وإدارة الأمن الفكري في وزارة الداخلية.