ما إن انقضت 144 ساعة " 6 أيام" على كشف "الوطن" عن وثائق لمخطط يعكف حزب الله على تنفيذه؛ لاقتحام منطقة القلمون السورية من ضمن بنوده الرئيسة، افتعال تفجير كبير في الضاحية الجنوبية لبيروت أو "البقاع"، حتى استيقظت الضاحية الجنوبية أمس على تفجيرين انتحاريين، تبنتهما "القاعدة"، استهدفا السفارة الإيرانية، وأسقطا أكثر من 23 قتيلا، بينهم الملحق الثقافي الإيراني و 150 جريحا. وربط محللون وخبراء بين وثائق "الوطن" والتفجيرين ب"عدم استبعاد أن تكون القاعدة جزءا من مخطط لخلط الأوراق لصالح الأسد، وأن يكون التنفيذ قد تم بدعم من نظام دمشق وحزب الله". وفيما حمّلت قوى وطنية لبنانية أمس، حزب الله مسؤولية الحادثة، بسبب انخراطه في القتال إلى جانب الأسد، أوضح المعارض السوري في القاهرة نزار الخراط، ل"الوطن"، أن "إعلان القاعدة مسؤوليتها يحتمل أحد ثلاثة سيناريوهات، من ضمنها: ما ذكر آنفا. من جهته، أكد الخبير الأمني المصري العميد محمود قطري، ل"الوطن"، عدم استبعاده وجود تنسيق بين القاعدة ونظام الأسد، إذا ما علم أن التنظيم لا يتورع عن شيء" . لم تكد تمضي 6 أيام على كشف "الوطن" مخططاً لحزب الله، يستهدف اقتحام منطقة القلمون السورية، تكون شرارته الأولى عملاً تخريبياً في لبنان يمثل ذريعة ومبرراً للاقتحام، حتى حدث تفجيران انتحاريان استيقظت عليهما الضاحية الجنوبية في بيروت ذهب ضحيتهما أكثر من 23 قتيلاً، و150 جريحا، على رأسهم الملحق الثقافي الإيرانيبلبنان إبراهيم الأنصاري. الأمر الذي جعل عددا من الخبراء يربطون بين ما نشر في "الوطن" والتفجير الذي تبنته القاعدة، ذاهبين في تحليلاتهم إلى أن تنفيذ القاعدة لهذا التفجير يعد جزءا من مخطط إعادة خلط الأوراق في سورية، وبما يصب في النهاية في صالح نظام بشار الأسد، بمعنى أن القاعدة قد تكون نفذت هذا الهجوم المزدوج بدعم من نظام الأسد وحزب الله حتى يبدو مشهد الثورة السورية وكأن نظام الأسد لا يحارب الثوريين السوريين إنما يحارب القاعدة على الأراضي السورية". وأوضح نائب رئيس الجالية السورية في القاهرة نزار الخراط، ل "الوطن"، أن "إعلان القاعدة مسؤوليتها عن الهجوم يحتمل أحد ثلاثة سيناريوهات، الأول هو ما ذكر آنفا، فيما يدور السيناريو الثاني حول عدم وجود علاقة بين التفجيرين والحرب السورية، وهو احتمال ضعيف لكنه يظل قائماً، أما الاحتمال الثالث فهو أن تكون القاعدة أرادت من الهجوم أن تؤكد أنها عنصر فاعل في أي أحداث تجري في الشام، وأنها ما تزال تحتفظ بذراعها الطولى في رسم ما يجري بتلك المنطقة سواء في سورية أو لبنان، وبالتالي فهي تريد توصيل تلك الرسالة للجميع بما في ذلك إيران وحزب الله. ولا يستبعد الخراط السيناريو الأول، مضيفاً أن "هناك علاقات وثيقة تربط بين نظام الأسد وتنظيم القاعدة، وهي علاقات تعود إلى نهاية التسعينات من القرن الماضي وتحديداً أثناء حكم حافظ الأسد، حيث فتحت سورية أراضيها سراً لتدريب عناصر القاعدة بمباركة الاستخبارات الأميركية، وكانت تدفع بتلك العناصر إلى الأراضي العراقية تحت زعم الجهاد في العراق، وبالتالي فإن الرابط بين القاعدة ونظام الأسد بدأ في عهد حافظ الأسد وامتد في عهد نجله بشار. من جهته، قال العميد محمود قطري الخبير الأمني، ل"الوطن"، إنه لا يستبعد وجود مثل هذا التنسيق خاصة وأن القاعدة كتنظيم لا يتورع عن فعل أي شيء بحثاً عن توصيل أفكاره. وبدوره يرى اللواء محمود سعيد الخبير الاستراتيجي، أن "القاعدة تسعى إلى التحرك في المناطق أو الدول المشتعلة أو التي تعاني فراغاً أمنيا"، مضيفاً أن "هناك وكلاء للقاعدة في العديد من الدول منها العراق واليمن وسورية وليبيا ومصر والسودان والجزائر وموريتانيا، وهؤلاء أغنوها عن القتال بنفسها سواء داخل تلك البلدان أو في محيطها كما هو الحال بالنسبة للتقارب السوري اللبناني". وكانت "الوطن" كشفت في عددها الصادر بتاريخ 14 نوفمبر الجاري، عن مخططٍ يقتضي افتعال عملٍ تخريبيٍ ضخم، يتيح لحزب الله، مشاركة النظام السوري في اقتحام منطقة جبال القلمون الاستراتيجية، من المفترض أن تشهده الضاحية الجنوبية. وأوضحت معلومات "الوطن"، أن حزب الله يعمل على التخطيط للقيام بعملٍ تخريبي في منطقة لبنانية، ليكون سبباً في تنفيذ خطة اقتحام القلمون، وإحكام الطوق حول دمشق، لتمكين النظام من الدخول إلى مفاوضات مؤتمر جنيف 2 بقوة لتمكينه من وضع شروطه على طاولة المفاوضات. واختلفت وللمرة الأولى، بوصلة حزب الله عن توجهات إيران، في كيل الاتهامات على خلفية تفجير الضاحية، حيث اتهمت طهران صراحة "إسرائيل" بتدبير وتنفيذ العمل، فيما أشار حزب الله بأصبع اتهامه إلى من سماهم ب "التكفيريين"، وهي ذات الشماعة التي يُعلق عليها الحزب أي عملٍ تخريبي في المنطقة، ويُشاركه في استخدامها النظام السوري، الذي خرج مُدينا تفجير الضاحية ببيروت، بل وذهب أكثر من ذلك، حين اتهم أيضا إسرائيل ودولا مجاورة. وكانت كتائب عبدالله عزام المرتبطة بالقاعدة، تبنت الهجوم المزدوج، رداً على مشاركة حزب الله في حرب سورية، إلى جانب نظام الأسد، وفقا لبيان أمس. وتضاربت الأنباء حول كيفية تنفيذ التفجيرين، حيث ألمحت مصادر لبنانية إلى أن الانفجار الأول ناجمٌ عن انتحاري يسير على قدميه، فيما كان الثاني عبر شخصٍ يقود سيارة، مقُدرة زنة العبوة المتفجرة بأكثر من 100 كيلو جرام. لكن حزب الله، أفاد أن "انتحاري تقدّم على دراجة نارية باتجاه الحاجز الخارجي للسفارة الإيرانية، فأطلق عليه حراس السفارة النار، ففجّر نفسه، ثم تقدمت سيارة مفخخة قبل أن تنفجر في نفس المكان". إلا أن مصادر "الوطن" التي سبق وسرّبت خطط حزب الله، ألمحت أمس إلى أن "استهداف السفارة الإيرانيةببيروت خطوة في طريق زج وتوريط إيران أكثر في الأزمة السورية. وبصرف النظر عن مقتل الملحق الثقافي الإيراني، الذي يُعتقد أنه أحد قادة الحرس الثوري الإيراني، يُعتبر ركضاً وراء دخول إيران علناً في معركة النظام السوري ضد شعبه".