حذرنا في هذه الزاوية، وحذر الكثيرون من المحللين والمتابعين للشأن اللبناني ومنهم الكثيرون من الخبراء اللبنانيين الذين هم (أدرى بشؤون لبنان) من غيرهم. حذرنا أن تدخل حزب حسن نصر الله في الأحداث الجارية في سورية ومشاركته الحرس الثوري الإيراني والمليشيات الطائفية العراقية في احتلال الأراضي السورية وانحيازه السافر لنظام بشار الأسد واشتراكه في المعارك ضد الشعب السوري، لابد من أن يوسع دائرة المعارك ويدخل لبنان في أتون هذه المعارك التي حاولت أطراف لبنانية النأي بجلدها عنها، إلا أن ارتباط حزب حسن نصر الله بنظام الملالي في إيران جعلته ينفذ أوامر طهران على حساب المصلحة الوطنية للبنان وعلى حساب المواطن اللبناني عامة، وعلى أبناء الطائفة الشيعية في لبنان بالذات، وهو ما حصل بالضبط، فبعد محاولات تحذيرية تمثلت في إطلاق صواريخ على الضاحية الجنوبية ببيروت معقل حزب حسن نصر الله تصاعدت التهديدات ونفذ تفجير لسيارة مفخخة في مرآب بمنطقة بئر العبد في قلب الضاحية الجنوبية المكتظة بالسكان، والحمد لله أن الجرحى لم يكونوا بمستوى الكثافة السكانية للمنطقة، إلا أن التفجير يحمل دلالات وإشارات تفرض على حزب حسن نصر الله ان يحسن قراءتها ومن أولى هذه القراءات أن يكف عن التدخل في الشأن السوري ويحرص على التوافق الوطني بالعمل على تحييد لبنان عن الصراعات الخارجية وتفادي الانزلاق في حروب لن يكون مردودها على لبنان سوى المزيد من الانقسام وتدمير الاستقرار الهش الذي يعاني منه، فالتفجير الذي وصل إلى قلب المربع الأمني لحزب حسن نصر الله وهو الذي كان يقال عنه صعب اختراقه يظهر أن لا أحد محصن من الاختراق الأمني، ومثلما يؤذي مقاتلو حسن نصر الله السوريين فإنهم غير محصنين من الإيذاء، فالتفجيرات وصلت إلى بئر العبد وهي أقرب نقطة إلى مقرات حسن نصرالله، ومثلما نال الثوار في سورية من شبيحة الأسد في دمشق فإنهم لن يكونوا عاجزين عن الوصول إلى حسن نصرالله وشبيحته، والمؤلم أن المدنيين والمواطنين الأبرياء من أهالي الضاحية الجنوبية وباقي المناطق اللبنانية سيعانون من عدم انضباط حزب حسن نصرالله، الذي لا يخدم المصلحة اللبنانية، مفضلاً عليها مصلحة إيران ولي الفقيه. [email protected]