انتشر بشكل لافت خلال شهر رمضان المتسولون في القرى والهجر والمراكز التابعة لمحافظة وادي الدواسر، واستفحل نشاطهم بابتكار طرق وأساليب أكثر جرأة يستخدمون فيها نساءهم وأطفالهم بملابس رثة، وادعاءات طبية وصكوكا شرعية مزورة لاستدرار عطف المواطنين، فيما أبدى عدد من السكان قلقهم تجاه هذه الظاهرة التي باتت تؤرقهم وطالبوا الجهات ذات العلاقة بالإسراع للتصدي لها. وتحدث عدد من السكان ل"الوطن" بقلق شديد من تكاثر المتسولين وتدفقهم بصفة مستمرة على المحافظة، واختبائهم خلف المزارع، مؤكدين أن الظاهرة باتت أخطر مع حلول شهر رمضان، وبات المتسولون فيه أكثر جرأة، بعد لجوئهم إلى طرق أبواب المنازل وقت الإفطار لاستدرار عطف المواطنين وطلب مد يد العون لهم، مستغلين روحانية هذا الشهر الكريم. ورصدت "الوطن" آراء العديد من المواطنين خلال جولتها أمس على بعض المواقع، وقال أحدهم إن المتسولين جميعهم من الجنسية اليمنية ويتكاثرون في شهر رمضان المبارك، وأنهم لم يلحظوا أي جهود واضحة في مكافحة هذه الظاهرة المقلقة، فيما طالب آخر بافتتاح مكتب للجوازات بحي الجوبة الذي تكثر وتنتشر به العمالة المخالفة، ومكتب لمكافحة التسول. وأوضح المواطن خالد محمد الحراقين وهو من سكان الجوبة أن المتسولين انتشروا بكثرة في وادي الدواسر ويمارسون الدور المفضل لديهم بخداع المواطنين والاحتيال عليهم، خاصة مع شهر رمضان الذي يكثر فيه التعاطف معهم، مشيرا إلى أن أنشطة المتسولين تنفذها عمالة مخالفة استهوتها تأدية دور المتسول المسكين المحاصر بديون والذي يصارع من أجل الحياة. ولفت المواطن محمد بن فنيس آل أبوسباع وهو من سكان شرق المحافظة، إلى زيادة معدلات ممارسة التسول بأشكال مختلفة في شهر رمضان، خصوصا هذا العام، وأنهم يوجدون باستمرار عند الإشارات المرورية وفي المجمعات التجارية وعند المساجد، ويتجهون كذلك لمنازل المواطنين وقت الإفطار. وبيّن أن المتسولين ابتكروا طرقا جديدة في رمضان وأساليب متنوعة لاستعطاف المواطنين ووصلت الجرأة بهم للدخول إلى مساكنهم بصحبة أطفال صغار بملابس رثة يتوسلون عبر استدرار العطف والدموع للاحتيال عليهم، فيما يعرض بعضهم صكوكا مصدقة من المحاكم في اليمن تفيد بمطالبتهم بديات شرعية أو تقارير طبية بادعاء إصابتهم بأمراض مزمنة تحتاج إلى نفقات للعلاج. واستطرد آل أبوسباع في حديثه وزاد بأن الجرأة وصلت بهؤلاء المتسولين إلى حد استخدام نسائهم وأطفالهم بملابس رثة أحيانا، وبزي سعودي بكامل أناقته في أحيان أخرى، وادعاء أن والدهم تزوج على والدتهم وتركهم بدون نفقة، مشيرا إلى أنه على رغم ملاحقة الجهات المختصة للمتسولين الوافدين بطرق غير شرعية وترحيلهم إلى بلادهم، إلا أنهم يعودون بعد فترة قصيرة لا تتجاوز أسبوعا واحدا لممارسة طرق الاحتيال نفسها. وطالب العديد من الأهالي وزارة الشؤون الاجتماعية بالإسراع بافتتاح مكتب لمكافحة التسول بمحافظة وادي الدواسر للقضاء على هذه الظاهرة التي أصبحت تؤرق السكان بشكل يومي.