تدخلت سفارة الرياض لدى الأردن لتسهيل خروج عدد من مواطنيها العالقين في المنافذ نتيجة امتناع موظفي الجمارك الأردنية عن العمل خلال الأيام الماضية. وأبلغ الوزير المفوض بسفارة المملكة في عمان الدكتور حمد الهاجري "الوطن"، بأن السفارة تلقت اتصالات من عدد من المواطنين العالقين على المنافذ الحدودية مع الأردن، دون أن تسجل بحقهم أية اعتداءات أو مضايقات تذكر. ولخص الهاجري الحالة الموجودة على الأرض بأنها عبارة عن تأخر دخول وخروج السعوديين من وإلى الأردن بسبب الإضراب، موضحا أن الصعوبة البالغة التي كانت تعتري عملية دخول وخروج المواطنين السعوديين بدأت تتلاشى شيئا فشيئا في ما يخص الأفراد. وقال إن السفارة قامت بعد تلقيها الاتصالات من قبل المواطنين العالقين في منفذ الدرة الأربعاء الماضي، بالاتصال برجال الجمارك والجهات المختصة التي سهلت خروج السعوديين من الأردن ومغادرة أراضيها دون تعرضهم إلى أذى. وكان موظفو الجمارك في الأردن قد امتنعوا عن العمل في جميع المنافذ البرية خلال الأيام الماضية مما أدى إلى شلل تام لحركة المسافرين، بعد أن علقت مئات من الشاحنات على حدودي العمري والحديثة وحالة عمار ومنفذ الدرة وذلك بانتظار إمضاء الإجراءات لعبورها من وإلى السعودية منذ يومين دون تنفيذ من موظفي الجمارك. يأتي ذلك في وقت تسعى فيه الجهات المسؤولة بالأردن لحل أزمة توقف عمليات التخليص وانسياب حركة الشحن والتي لم تمكن السعوديين المسافرين في منفذ الحديثة بالقريات من القدرة على العبور بين المنفذين بسبب تكدس مئات الشاحنات بين الحدود وداخل الجمارك في المنفذين، كما أضرت هذه الحالة بعدد من الطلاب السعوديين الذين يدرسون هناك بعد أن علقت مركباتهم في ساحات الجمارك، قبل أن يتمكن البعض منهم إلى العودة جراء ذلك لمنفذ الحديثة وبصعوبة بالغة. وقال أحد القادمين من الأردن (المواطن خالد الجميلي) ل"الوطن"، إنه أمضى مع أول أيام الاعتصام أكثر من 12 ساعة معلقا في ساحة الجمارك في منفذ العمري دون إنهاء إجراءات سيارته، حيث إن جميع الموظفين كما يقول، غير موجودين في مكاتبهم، ولا يلقون أهمية لمطالبه، قبل أن يتمكن أحد الضباط من التعاطف معه وإنهاء أوراق سيارته. وأوضح مدير جمارك الحديثة بالقريات زايد الزايد ل"الوطن"، أمس، أن حركة المسافرين القادمين والعائدين للسعودية قد توقفت في المنفذ أول من أمس تماما، بسبب إضراب موظفي الجمارك في الأردن، مضيفا أنهم طوال أول من أمس حرصوا على تقديم النصح والرشد للمسافرين في منفذ الحديثة بعدم السفر في الوقت الحالي وتأجيله، حيث استجاب بعض المسافرين لذلك، فيما أصر البعض الآخر على الخروج وما يلبث أن يعود مجدد للمنفذ بسبب تكدس السيارات. وحول ما تناقلته مواقع التواصل الاجتماعي يوم أمس حول "حدوث إطلاق لأعيرة نارية في جمارك العمري بالأردن بين الجيش والمعتصمين"، نفى الزيد ذلك وقال: اتصلت بالجانب الأردني هناك، وأكدوا لي أن ما حدث هو عبارة عن مشاجرة وقعت بين سائقي الشاحنات وموظفي الجمارك، شهدت بعض التلفيات في الشبابيك والأبواب في مبنى إدارة الجمارك، إلا أنه وفقا للجهات هناك أكدوا له أنه تمت السيطرة على الموقف وفضت المشاجرة لاحقا بدون وقوع إصابات. إلى ذلك، قال مصدر أمني أردني مطلع ل"الوطن"، إن مطالب موظفي الجمارك تتمثل في استرجاع مكافآت تصرف لهم في كل شهر من رمضان أوقفها وزير المالية وتصل إلى نحو 125 دينارا، إضافة إلى زيادة رواتبهم الشهرية وبدل العمل الإضافي وزيادة مبلغ العلاوة الشهرية وإعفاء سيارات الموظفين من الجمارك، وزيادة قرض الإسكان. وأشار المصدر إلى أن الجهات الأمنية في حال استمرار الأزمة وعدم انفراجها خلال اليومين القادمين، ستستعين بموظفي الجمارك المتقاعدين ليحلوا مكان المعتصمين لتسيير العمل الجمركي لفترة موقتة حتى تتم معالجة الوضع الحالي. من جهة أخرى، قالت غرفة صناعة الأردن إنها تتابع بقلق شديد تداعيات الإضراب الذي بدأه موظفو دائرة الجمارك العامة مطلع الأسبوع الحالي والذي شل حركة الإنتاج.