كشف باحث عن أن العرب قديماً استخدموا آلة "الربابة" لعلاج المشاكل الاجتماعية بنظم القصائد التي تخاطب الوجدان والعاطفة، وكانوا يغنون أشعارهم على أوتارها. وأوضح الباحث في تاريخ المدينة، عدنان عيسى العمري، خلال حديثه في فعاليات الخيمة الشعبية ضمن فعاليات صيف طيبة 34، أن "الربابة" من الآلات الموسيقية التي شاعت في مجالس شيوخ القبائل في الزمن الماضي، لافتا إلى تباين الروايات حول أصولها، إذ ذهب صاحب كتاب "كشف الظنون" إلى أن أول من عرف العزف بالربابة "امرأة" من بني طي بشمال الجزيرة العربية، وذكرت روايات أخرى أنها تركية الأصل، ونسبتها روايات لأصول غربية، وعرفها العرب منذ استيطانهم في الأندلس، ورابعة تؤكد أنها دخلت مع التتار بعد سقوط عاصمة الخلافة الإسلامية بغداد. وبين العمري أن "الربابة" التي يعزف عليها بوساطة الأقواس تصنع من خشب الأشجار وجلد الماعز أو الغزال و"سبيب" الخيل من وتر واحد، وموطنها الأصلي" اليمامة"، ناسفاً كل الآراء المخالفة. وقال: الصحيح أن" الربابة "عرفت عند العرب قديماً وكانوا يغنون (ينشدون) أشعارهم على أوتارها، وانتقلت معهم إلى الأندلس ثم إلى أوروبا، وكان ذلك في حدود القرن الحادي عشر الميلادي، نافيا ما سجلته بعض المصادر التاريخية التي قالت إن الربابة صنعت بعد سقوط مدينة الخلافة الإسلامية بغداد واستخدمها العرب للبكاء على الأطلال. وأضاف العمري أن شيوخ القبائل قديماً كانوا يستقبلون ضيوفهم على نغمات الربابة ويقرون الضيف على أوتارها ويجذبون أطراف النزاع بها للجلوس لمفاوضات التقارب، تشجعهم قصائد تدعو للتعايش السلمي والتسامح وإكرام الضيف، مشددا على أن معظم أهازيج الربابة تستنهض محمود الأخلاق وتدعو لتهذيب النفس والمروءة والإحسان والإخاء والتعاون والتسامح، ذاكرا أن من أشهر ألحانها "الهجيني" و "المسحوب" و"الزوبعي" و"المنكوس" و"النايل" و"الزهيري"، وغيرها من الألحان. وبين العمري أن عازفي الربابة اليوم قلة ولم يعد الإقبال عليها يستهوي الشباب. ودعا العمري في ختام حديثه المؤسسات الثقافية لتنظيم ملتقيات تجمع هواة العزف على الربابة وتعريف الأجيال بها كآلة عرفها العرب القدماء لحل المشاكل الاجتماعية وحث الناس على التمسك بالعادات.