أكد عازف الربابة فهد بن سلمان الحريجي أن لحن «المسحوب» موروث خاص بقبيلته التي تعتبر مرجعا أرشيفيا وأدبيا على حد وصفه في عزف هذا اللحن على الربابة، وذكر في حديثه ل«شمس» أن «الحريجات» خاصة و«الصلب» عامة عرف عنهم تملكهم لهذا اللحن المتسيد لجميع ألحان الربابة والذي يمتاز بالشجن والنبرة الحزينة المميتة المستمدة من عصب الحياة الاجتماعية بحسب ما ذهب إليه: «حالتنا الاجتماعية جعلتنا نطالب بحقوقنا الأدبية من تكالب بعض العازفين من القبائل الأخرى أو تهميشنا وتجاهل موروثنا الأدبي»، متسائلا عن دور جمعية الثقافة والفنون التي خفت نورها عنهم وتخلت عن مؤازرة إنتاجاتهم الأدبية: «لنا بصمتنا الواضحة على هذا الموروث الشعبي الذي حقق انتشارا واضحا بين محبيه في الجزيرة العربية، ويتضح ذلك في المبيعات العالية في الكاسيتات التي تقدم لحن المسحوب لاسيما عندما يكون عازف الربابة من تلك القبيلة لاستيحائهم مقاطع الشجن والشعور بالغربة ما يعطيه طعما خاصا لمتذوّقيه». ورمى الحريجي التهمة أيضا على القنوات الشعبية واصفا إياها بأنها تحاول سرقة موروثهم وتحاول إخفاء مرجعية هذا اللون الشعبي: «نعاني من شللية القنوات الشعبية لأبناء قبائلها ومحاولة إظهارهم على حسابنا». وذكر الحريجي أنه عزف الربابة وهو لم يتجاوز ال15 من عمره، وكانت بداياته تتمثل في جلوسه ونقاشه واحتكاكه مع عازفي قبيلته، وكانت الحالة الاجتماعية التي يعيشونها مدعاة للشجن وأداء هذا اللون بإخلاص داخل بيت القبيلة. يذكر أن للعازف إسهامات فنية، وشارك في العديد من الأمسيات في دول الخليج، ويعتبر من المراجع الأدبية للشعر الشعبي لاسيما في طريقة أداء الوصلات على وتر الربابة.