ما أصعب أن يتحول بلد العلماء أحمد زويل ومجدي يعقوب وفاروق الباز ومصطفى مشرفة وسميرة موسى ويحيى المشد وجمال حمدان، إلى مرتع للعرافين والدجالين الباحثين عن مجد واهم تحت زعم التنبؤ بمستقبل مصر. وما أصعب أن يكون مصير بلد الأزهر الشريف مجرد خطوط مكتوبة على كف مهتز. طوال الفترة الماضية، تصارعت وسائل الإعلام المختلفة نحو اللجوء إلى العرافين والعرافات لقراءة الطالع المصري لمرحلة ما بعد احتجاجات 30 يونيو الجاري، وسط صراعات سياسية يسعى من خلالها كل طرف لأن يلعب وحده دور البطولة. صدامات وفتنة في الأسبوع الماضي، أعلنت جوي عياد، التي تعرف بلقب "الباحثة الفلكية"، أن يوم 30 يونيو سيشهد طبقا لحركة النجوم والكواكب والحسابات الرقمية كثيرا من المجازر، مطلقة عليه "صرخة المظلوم"، مشيرة إلى أن "هذا اليوم سيكون بداية الصرخة وكلمة الحق وكشف المنافقين". وزعمت عياد، أن "ميليشيات مسلحة من حركة حماس ستدخل مصر عن طريق الأنفاق لمساندة جماعة الإخوان المسلمين، مما سيحدث فتنة بين المسلمين والمسلمين، والمسلمين والمسيحيين. وستكون حياة الأقباط في خطر على أطراف الصعيد، كما ستأخذ المصادمات شكل حرب أهلية وفتنة طائفية. كما زعمت أن المصادمات لن تقتصر على يوم واحد، لكنها ستتواصل وتستمر حتى يسقط حكم الإخوان، وسيفر عدد كبير منهم في اتجاه الشرق إلى غزة. وادعت أن أحداث العنف ستطال رئيس مصر نفسه، وسيتم تنصيبه وليس انتخابه. وقالت إن الرئيس الجديد من مواليد 1962، وإن أميركا وإسرائيل تعلمان هذا الأمر، لذا تفعلان كل شيء لمنع تنصيبه، لأنه يسبب لهما الهلع، مشيرة إلى أن هذا الرجل ذو صفات عسكرية، لكنه ليس قياديا بالجيش، إنما له ميول عسكرية. عرافة لبنانية انتقلت عدوى نبوءة 30 يونيو من القاهرة إلى بيروت، وقالت إخصائية الفلك وقراءة الطالع اللبنانية ليلى عبداللطيف، معبرة عن قلقها على مصر، بسبب الأحداث التي تمر بها حاليا، والتي ستؤدي إلى خلافات وانقسامات بين الكل، سواء الإخوان أو المعارضة، وستحدث تغييرات كثيرة في الوزراء والبرلمان. وزعمت ليلى، أنه "سيحدث في ذلك اليوم مليونيات مع وضد الإخوان، وستكون هناك حالة من الخلاف بين الإخوان، وسيعود الجيش لكل الأماكن في مصر، وستتسم عودته هذه المرة بالقوة، ومن الممكن أن تكون سيناء مسرحاً لنشوب حرب، ولن تهدأ الفتنة الطائفية خلال العامين القادمين. والخوف يكمن في قلب سيناء، حيث ستشهد البلاد تفجيرات بالمساجد والكنائس، والانفراجة ستكون خلال 3 أعوام على الأكثر، وهناك مؤامرة كبيرة تحاك لمرسي من بعض الناس الذين حوله، والخطر الذي يدور حوله من القريبين منه ومن الخارج أيضًا، خاصة أن هناك خلافات بين الإخوان مع بعضهم البعض، ولن يجعلوا مرسي يعمل لصالح البلد، فهناك شخصيات مخلصة حوله وآخرون غير مخلصين، يريدون مصلحتهم فقط". وتنبأت ليلى أن يترك مرسي كرسي الرئاسة، لكن ليس الآن، مضيفة أن "الرئيس مرسي سيقوم بتغييرات لمصلحة البلد حتى لو كانت ضد مصلحة الجماعة، وأنه يتعرض لخيانة من أقرب الناس إليه، ومن يخونون مرسي هم 6 أشخاص من حوله، وقد يتسببون له في مشكلة، لكن يبقى أن حظوظ مرسي دائما أفضل من حظوظ خيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين". ثورة جديدة أما العراف الصومالي محمد سيدي عقال، الذي هرب من نيران الحرب الأهلية التي اجتاحت بلاده منذ 5 سنوات واستقر في مصر، فيرى أن تاريخ ميلاد الرئيس مرسي يؤكد أنه سيرحل من القصر بعد عامين فقط من دخوله إليه، متوقعا انقلاباً شديداً من جماعة الإخوان عليه بسبب تدخلهم في شؤون الرئاسة. كما توقع حوادث فتنة طائفية كبيرة في مصر وخروج المصريين في ثورة جديدة بعدها، وموت ثلاثة من رموز النظام السابق في سجن طرة. فلكي مصري أما عالم الفلك المصري الدكتور سيد الشيمي، فزعم أن "مرسي لن تكتمل فترة ولايته، ومن الممكن أن تجرى انتخابات رئاسية جديدة مبكرة، وبرج الرئيس مرسي له طالع منقلب، وفترة حكمه لن تكتمل، وأيضا طالع كوكبي زحل والمشترى في عام 2000 يتكرر مرة كل 20 عاما، وهذا الطالع أشار إلى أن العسكر سيكون لهم الكلمة العليا في مصر من عام 2000 حتى ديسمبر 2020، والأمر شبيه بفترة حكم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، حيث كان طالعه برج السرطان، وهو برج منقلب، لذا لم يتم استكمال فترة حكمه. أما عن فترة حكم الرئيس الراحل محمد أنور السادات الأولى من 1970 إلى 1976، فكان الطالع برج الثور، وهو برج ثابت فاستكملت فترة حكمه، وفي الفترة الثانية من حكمه من 1976 إلى 1981، فكان طالعه البرجي منقلبا، لذا لم تستكمل فترة حكمه أيضا. وبالنسبة لفترة حكم الرئيس السابق حسني مبارك من عام 1999 وحتى 2005، فكان برجه منقلبا، لكنه عدل قسمه إلى يوم 29 سبتمبر، ومن المحتمل أن يكون قام بذلك حتى يستكمل فترة حكمه. وفي فترة ما قبل عام 2005 كان طالع ذو جسدين، لذلك كان مبارك يحكم ومعه أبناؤه وزوجته. زوال إسرائيل الأكثر عجباً، أن رحلة النبوءات امتدت إلى قيادات بجماعة الإخوان المسلمين ذاتها، حيث استدل مفتي جماعة الإخوان المسلمين الدكتور عبدالرحمن البر بنبوءة عراف يهودي سبق له أن تنبأ في عهد الرئيس الراحل عبدالناصر بأن ثلاثة رؤساء اسمهم محمد سيتعاقبون على حكم مصر، وأن محمداً الثالث هو من سيحرر المسجد الأقصى. وأضاف البر، أن "محمداً الثالث هو الرئيس محمد مرسي، بينما كان الأول محمد أنور السادات، والثاني محمد حسنى مبارك، والطريق إلى القدس لابد أن يمر عبر القاهرة ودمشق، والمصريون جنود الفتح بإذن الله، وصلاح الدين الأيوبي قبل أن يذهب إلى القدس حرر القاهرة وكذلك الشام، ولا سبيل لتحرير القدس إلا بتحرير القاهرة والشام أولاً، وأن حركة حماس جزء من الإخوان المسلمين، وهي التي أجبرت العدو على الخروج من غزة، وأن قادة إسرائيل الآن يتلهفون لمقابلة قادة حماس دون أي شروط بعد أن كانوا يضعون شروطًا أهمها الاعتراف بإسرائيل، للجلوس معهم، وهذا التغير يرجع إلى ثورات الربيع العربي، وإسرائيل ستزول، لأنها جسم غريب ليس من نبت هذه الأمة". "سبوبة" العرافين من جهته، يقول الدكتور مصطفى رجب، العميد الأسبق لكلية التربية بجامعة سوهاج، أستاذ التربية الإسلامية رئيس قسم أصول التربية السابق رئيس الجهاز التنفيذي لهيئة محو الأمية وتعليم الكبار ل"الوطن" إن "الدين الإسلامي نهى صراحة عن اللجوء إلى العرافين والمشعوذين أو تصديقهم، حيث يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "من أتى عرافاً فصدقه، لم يقبل عمله 40 يوماً". ويضيف رجب أن "إقدام وسائل الإعلام على الاستعانة بآراء العرافين يعد جزءاً مما يمر به الشارع المصري في الوقت الراهن من سعي البعض، سواء كان من جانب العرافين أو الإعلاميين، إلى البحث عن وسيلة سهلة للرزق والشهرة. فالأمر في مجمله مجرد (سبوبة) بالنسبة لهؤلاء العرافين، فضلاً عن معاناة الإعلام المصري من حالة الفراغ والضعف المهني والبعد عن التدريب العملي، ما يجعل القائمين على إعداد البرامج يلجؤون إلى الاستسهال في البحث عن الأفكار والاهتمام بالإثارة الإعلامية على حساب الفكرة والمضمون. وتابع "لا ننسى أنه منذ 8 سنوات اجتاح العالم كتاب (معرفة يوم القيامة)، وكان الهدف الأساسي من نشر الكتاب هو دفع الناس نحو حالة من الخمول وإبعادهم عن العمل. وما نراه في مصر اليوم من تسليط الإعلام الضوء على أحاديث العرافين هو محاولة لإحداث بلبلة داخل المجتمع وإسقاط الشعب في حالة غيبوبة". رأي قبطي وبدوره قال يوحنا فايز ل"الوطن"، إن "المسيحية لا تعترف باللجوء إلى العرافين، وهو أمر مرفوض تماماً، حيث كان يتم اللجوء إليهم في مرحلة ما قبل النبي موسى، وكان الناس يلجؤون إلى العرافين للبحث عن نبوءة تتفق مع هواهم، وكأنهم يبحثون عن دعم غيبي لتحقيق ما يبغونه. ويمكن القول بأن لجوء البعض في مصر اليوم إلى العرافين للتنبؤ بمستقبل مصر يدخل في نفس هذا الإطار، وهو البحث عن دعم غيبي لتحقيق هدف سياسي، وفي كل الأحوال فهذا أمر مرفوض دينياً". "أيام السادات" أما الرئيس الراحل أنور السادات، فكان لا يؤمن بالعرافين، بينما كانت زوجته جيهان السادات تحب قراءة الكف، وهو ما ظهر جلياً في فيلم "أيام السادات"، دون أن تعترض هي على ذلك، حيث ظهرت في أحد مشاهد الفيلم وهي تصغي إلى عرافة تنبئها بأنها ستصبح ملكة مصر في الوقت الذي كانت هي وزوجها، الضابط الصغير المفصول من الجيش آنذاك، يبحثان عن أجرة البيت فاستغرقا في الضحك من سذاجة هذه العرافة. وقد تنبأت إحدى العرافات اليهوديات في 1981 بقتل الرئيس السادات قبل نهاية العام ونشرت الصحف الإسرائيلية هذا الكلام وقتها. شيخ الأزهر يرفض تكفير المعارضين ل"مرسي" القاهرة: حازم عبده رفض شيخ الأزهر أحمد الطيب، تكفير المعارضة للرئيس المصري محمد مرسي، حيث يخطط المعارضون للخروج عليه في الثلاثين من يونيو الجاري. وقال الطيب في بيان أمس، إن الأزهر الشريف، الذي يعمل دوما على جمع الكلمة، ونبذ الخلاف والفرقة التي توهن من قوتنا، وتذهب بريحنا، يجد نفسه مضطرا إلى التعقيب على ما نُشر من أقوال وإفتاءات منسوبة لبعض الطارئين على ساحة العلوم الشرعية والفتوى. ومنها أن مَن يخرج على طاعة "ولي الأمر الشرعي "فهو منافق وكافر"، وهذا يعني بالضرورة الخروج عن ملة الإسلام. إلى ذلك أعلن وزير الطيران المدني المصري المهندس وائل المعداوي عن إعداد خطة طوارئ لمواجهة أية تداعيات على خلفية المظاهرات التي دعت إليها قوى المعارضة للمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة يوم 30 يونيو الجاري. وأكد المعداوي أن الخطة تستهدف تأمين حركة الطيران والرحلات بالمطارات المصرية كافة بمشاركة القوات المسلحة مع قوات الشرطة لتعزيز الأمن بجميع المطارات في حال حدوث أي ظروف طارئة.