منح الرئيس المصري محمد مرسي أمس اسم الرئيس الراحل أنور السادات أرفع وسام في البلاد فيما اعتبره محللون محاولة جديدة للتوافق مع عقود سيطر فيها رؤساء ذوو خلفية عسكرية على السلطة وضيقوا خلالها على جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي. وكان مرسي أشاد قبل أسابيع بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر الزعيم التاريخي للبلاد خلال سنوات ما بعد ثورة 23 يوليو تموز عام 1952. وقالت وكالة انباء الشرق الأوسط الرسمية إن مرسي منح اليوم اسم السادات قلادة النيل العظمى ووسام نجمة الشرف بمناسبة الاحتفال بذكرى حرب اكتوبر تشرين الأول 1973. واتسمت علاقة جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي بعبد الناصر والسادات بالتقلب. وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة والمحلل السياسي حسن نافعة لرويترز ان قرار منح الوسامين "ليس له أي تفسير سوى أن السادات له "أفضال كثيرة" على جماعة الإخوان المسلمين." أطلقهم (في بداية حكمه أوائل السبعينيات) من السجون وأعطاهم فرصة العمل السياسي أكثر مما كان متوقعا." وأضاف "في محاولة منه لمقاومة التيارات اليسارية في الجامعات اعتبر السادات جماعة الإخوان سنده الأساسي قبل أن يدخل معهم في تناقض بسبب اتفاق كامب ديفيد" الذي وقعه السادات قبل توقيع معاهدة الصلح المنفرد مع دولة الإحتلال الإسرائيلية. وأصدر مرسي أمس كذلك، قرارا بمنح اسم الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان حرب القوات المسلحة الراحل قلادة النيل العظمى. ويوصف الشاذلي بأنه من وضع خطة مهاجمة خط بارليف على الشاطىء الشرقي لقناة السويس قبل حرب 1973. وقلادة النيل العظمى هي أرفع وسام مصري بينما وسام نجمة الشرف هو أرفع وسام عسكري. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية عن المتحدث الرئاسي ياسر علي قوله إن منح الأوسمة للسادات والشاذلي "يأتي تقديرا لدورهما البطولي في نصر أكتوبر المجيد." وتحل الذكرى التاسعة والأربعون لحرب اكتوبر تشرين الأول يوم السبت. ويعتبر مرسي أغلب سنوات حكم ضباط من الجيش لمصر بعد ثورة يوليو فاشلة في مجال إقامة حكم ديمقراطي وأنها غلبت عليها ممارسات فاسدة خاصة في سنوات حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك. لكنه قال في كلمة ألقاها في قمة حركة عدم الانحياز في طهران إن عبد الناصر كان يعبر عن إرادة الشعب المصري في "منع الهيمنة الأميركية على شعوب العالم والمنطقة" حين شارك في تأسيس الحركة.