منح الرئيس المصري محمد مرسي، الأربعاء، اسم الرئيس الراحل أنور السادات أرفع وسام في البلاد، فيما اعتبره محللون محاولة جديدة للتوافق مع عقود سيطر فيها رؤساء ذوو خلفية عسكرية على السلطة وضيقوا خلالها على جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي. وكان مرسي أشاد قبل أسابيع بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر الزعيم التاريخي للبلاد خلال سنوات ما بعد ثورة 23 يوليو/تموز عام 1952. وقالت وكالة أنباء "الشرق الأوسط" الرسمية، إن مرسي منح اليوم اسم السادات قلادة النيل العظمى، ووسام نجمة الشرف بمناسبة الاحتفال بذكرى حرب أكتوبر/ تشرين الأول 1973. واتسمت علاقة جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي بعبد الناصر والسادات بالتقلب. وأبدى أستاذ فلسفة القانون وتاريخه بجامعة الزقازيق والمحلل السياسي، محمد نور فرحات، ارتياحه بقرار مرسي، مؤكداً أنه يعطي إشارات إلى أن الحكم الجديد الذي جاء بعد ثورة 25 يناير متوافق مع مختلف مراحل التاريخ المصري بصرف النظر عن الخلافات السياسية التي كانت موجودة في كل مرحلة. وأضاف فرحات "هذه موضوعية في التعامل مع التاريخ كنا نفتقدها. هذه سنة محمودة تعطي المصريين الثقة بأن من حكامهم من يستطيع إعطاء كل ذي حق حقه". وقال مرسي بعد انتخابه في يونيو/حزيران إنه سيكون رئيساً لكل المصريين، ساعياً لإزالة مخاوف مصريين بينهم أقباط على نحو خاص من إمكانية تطبيق متشدد للإسلام على المجتمع. وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة والمحلل السياسي، حسن نافعة لرويترز، إن قرار منح الوسامين ليس له أي تفسير سوى أن الرئيس أنور السادات له أفضال كثيرة على جماعة الإخوان المسلمين، حيث أطلقهم في بداية حكمه أوائل السبعينات من السجون وأعطاهم فرصة العمل السياسي أكثر مما كان متوقعاً. وأضاف في محاولة منه لمقاومة التيارات اليسارية في الجامعات، اعتبر السادات جماعة الإخوان سنده الأساسي قبل أن يدخل معهم في تناقض بسبب اتفاق كامب ديفيد الذي وقعه السادات قبل توقيع معاهدة السلام مع إسرائيل. وأصدر مرسي اليوم قراراً أيضاً بمنح اسم الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان حرب القوات المسلحة الراحل قلادة النيل العظمى. ويوصف الشاذلي بأنه من وضع خطة مهاجمة خط بارليف على الشاطئ الشرقي لقناة السويس قبل الحرب مع إسرائيل عام 1973. وقلادة النيل العظمى هي أرفع وسام مصري، بينما وسام نجمة الشرف هو أرفع وسام عسكري. ونقلت وكالة أنباء "الشرق الأوسط" الرسمية عن المتحدث الرئاسي، ياسر علي قوله، إن منح أوسمة للسادات والشاذلي يأتي تقديراً لدورهما البطولي في نصر أكتوبر المجيد.