شهدت المناطق ذات الكثافة الشيعية في لبنان أمس مواكب تشييع ب"الجملة" لعدد من قتلى حزب الله الذين سقطوا في معارك القصير في ريف حمص، فيما أشار الثوار إلى أن أعداد القتلى فاقت المئة، منذ الأحد الماضي. وفي سياق متصل أكد رئيس الائتلاف الوطني السوري بالنيابة جورج صبرا أن "قوات قادمة من خارج سورية تشارك كتائب النظام السوري في قصف لا سابق له للقصير تدمير المدينة ووضع جسم غريب في وسط سورية. وقال إن "قواتا غازية تتدفق نحو سورية قوامها خبراء القتل الإيرانيين وميليشيا حزب الله اللبناني، ترفع شعارات طائفية وتؤسس لصراع عابر للحدود". وذكر في بيان موجه إلى السوريين "أن قوات خارجية تغزو بلدكم، فهبوا للدفاع عن وطنكم لنجدة القصير وحمص"، مشيرا إلى أن "كل رصاصة ترسل إلى القصير وحمص ترد غازيا معتديا". ودعا صبرا الكتائب في سورية إلى "إرسال المقاتلين والسلاح للقصير وحمص حالا"، فيما طالب مجلس الأمن "بفتح ممر إنساني لإنقاذ الجرحى وإدخال الدواء والإغاثة إلى 50 ألف محاصر وأن يعمل على سحب القوات الغازية". ومن جهته، أعلن قائد المجلس العسكري اللواء سليم إدريس عن استلام 35 طنا من الأسلحة ستساعد في معركة القصير لكنها ما تزال غير كافية. وأفاد معارضون سوريون بأن عناصر حزب الله أعدموا عقيدا وملازما وثلاثة عناصر من العلويين جميعهم من الحرس الجمهوري وقوات النخبة بعد شكوك في ولائهم ومحاولة انشقاقهم. إلى ذلك وافقت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي بأغلبية أعضائها أمس على مشروع قرار يسمح بتسليح الثوار. وقال مقدم المشروع ورئيس اللجنة السيناتور الديموقراطي روبرت مينديز عن ولاية نيوجيرسي "الوضع في سورية أصبح مأساويا لذلك الشعب الأعزل وللعالم أجمع، كما أنه يهدد الجهود الأميركية في محاربة التطرف، وقد حان الوقت للتصرف وترجيح كفة المعارضة". ويتضمن مشروع القرار تقديم مساعدة عسكرية للجيش الحر "تتطابق مع معايير محددة في مجال حقوق الإنسان ومحاربة الإرهاب"، إضافة إلى إمكانية توريد منظومة دفاعات جوية بشكلٍ محدود وبعد موافقة رئاسية". كما يفرض مشروع القرار عقوبات بحق شخصيات ثبت عليها تهمة تجارة الأسلحة والمعدات العسكرية وتوريد المواد النفطية لحكومة الأسد. ويعطي القرار الحكومة سلطة التدريب العسكري وإمدادات أخرى. ويدعو مشروع القرار كذلك إلى تشكيل صندوق بقيمة 250 مليون دولار لتمويل الحكومة السورية الانتقالية. من جانب آخر عقد وزراء خارجية مجموعة "أصدقاء سورية" اجتماعا في عمان بحضور المعارضة، في محاولة للدفع باتجاه سعي واشنطن وموسكو إلى عقد مؤتمر دولي لحل الأزمة اصطلح على تسميته "مؤتمر جنيف 2" بمشاركة طرفي النزاع والمقرر عقده الشهر المقبل. وقال وزير الخارجية الأردني ناصر جودة في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره البريطاني وليام هيج إن "جهد اليوم ليس لملء فراغ دبلوماسي أو سياسي، بل هو لاستكمال مسعى يسعى إلى الدخول في مسار سياسي يضمن إنهاء حالة العنف التي نراها ويضمن وقف مسلسل سيل الدماء ويضمن عودة الاسقرار". إلى ذلك قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري في مؤتمر صحفي في عمان أمس إنه إذا لم يكن الرئيس السوري بشار الأسد مستعدا للتفاوض على حل سلمي لإنهاء الحرب الأهلية في بلاده فستبحث الولاياتالمتحدة ودول أخرى زيادة الدعم لمعارضيه. وأضاف كيري أن المكاسب العسكرية الأخيرة التي حققتها قوات الأسد هي مكاسب مؤقتة وأنه إذا كان يعتقد أن الهجمات المضادة ضد مقاتلي المعارضة ستكون حاسمة فإنه بذلك "يخطئ في التقدير". وأضاف كيري أن عدة آلاف من مقاتلي حزب الله يشاركون في الحرب في سورية بدعم إيراني نشط على الأرض ونحن ندين هذا".