شن ثوار مدينة القصير بمحافظة حمص سلسلة عمليات باسم "جدران الموت" للتصدي للقوات النظامية المدعومة من عناصر بحزب الله اللبناني أمس، غداة مقتل 50 عنصرا من الحزب في المعارك، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وكانت القوات النظامية اقتحمت المدينة التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة منذ أكثر من عام، وتعد صلة أساسية بين دمشق والساحل السوري، وخط إمداد للمعارضة من مناطق متعاطفة معها في شمال لبنان. وأوضح المسؤول الإعلامي للقيادة المشتركة للجيش السوري الحر فهد المصري أمس أنه مع بدء عمليات "جدران الموت" تكبد حزب الله أكثر من 50 قتيلا إلى جانب إصابة أكثر من 100 آخرين حيث تم رصد عشرات سيارات الإسعاف تنقل القتلى والجرحى إلى بعلبك الهرمل، كما لوحظ امتلاء مشفى دار الأمل في بعلبك بالعشرات من المصابين والجرحى الجدد وقد افترش المصابون ممرات المشفى، فيما تم تحويل العشرات من الجرحى وجثث القتلى من أبناء الضاحية والجنوب إلى مشفى الرسول الأعظم في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية. وأفادت قيادة الجيش الحر عن "مقتل 23 طفلا وسيدة بالقرب من بلدة ربلة المسيحية التي يحتلها حزب الله حيث قامت عناصر الحزب الإرهابية بإعدامهم في مجزرة جماعية وبدم بارد وهم يرددون شعارات طائفية والولاء لحسن نصر الله أثناء محاولة الأمهات الهروب بأطفالهن من جحيم القصف والتدمير حسب شهادة قسيس لجأ للجيش الحر طالبا الحماية. وذكرت أن عددا من أبناء القصير سقطوا نتيجة القصف الجوي والمدفعي والصاروخي حيث تتعرض القصير لنحو 50 قذيفة في الدقيقة الواحدة وإلى نحو 3 إلى 4 ضربات جوية في الساعة. وأوضحت أنه "تم توثيق وجود المجرم مصطفى بدرالدين المتهم بقتل رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري على رأس قيادة عمليات حزب الله في جبهة القصير". ولاحظت قيادة الجيش الحر أن "حزب الله وضع كل قوته وقياداته العسكرية الإجرامية في جبهة القصير لأنه يعتبرها معركة فاصلة ومحورية"، حيث يتم الهجوم على القصير من 9 محاور، 6 محاور استلمها حزب الله الذي يحاول اقتحام المدينة من الجهتين الغربية والجنوبية، و3 محاور لكتائب الأسد الذي يحاول اقتحام القصير من الجهتين الشرقية والشمالية". وحذر رئيس "الائتلاف الوطني السوري" المعارض جورج صبرا من "ارتدادات قاسية" لما يجري في القصير، محملاً الحكومة اللبنانية والرئيس ميشال سليمان المسؤولية الكاملة عما سيترتب على "اختراق حزب الله للحدود السورية". وأوضح أن "الثوار صامدون في القصير والحرب هناك حرب شوارع لكن هناك هجمة كبيرة وضخمة على المدينة الواقعة على الحدود مع لبنان". وبدوره قال زعيم المعارضة اللبنانية سعد الحريري "اختار حزب الله أن يستنسخ الجرائم الإسرائيلية بحق لبنان وأهله، ليطبقها على أهل مدينة القصير وقرى ريف حمص". وتأتي هذه التطورات قبل يومين من اجتماع "أصدقاء الشعب السوري" غدا في عمان، بمشاركة 11 وزيرا يمثلون دولا داعمة للمعارضة السورية، أبرزهم وزير الخارجية الأميركي جون كيري. ويأتي هذا اللقاء قبل اجتماع للائتلاف السوري المعارض الخميس يحدد فيه موقفه من دعوة موسكو وواشنطن إلى عقد مؤتمر دولي للبحث عن حل للأزمة السورية، يشارك فيه ممثلون للنظام والمعارضة.