استبعد رئيس قسم العلوم والأرض بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور عبدالعزيز الشيباني وجود الغاز الصخري أو ما يسمى الغاز غير التقليدي في المملكة، مشيرا إلى أن احتماله وجود ضئيلة جدا ولم يثبت أنه تم اكتشاف أو وجود هذا الغاز في المملكة. ولفت إلى أن شركة أرامكو وهي المعنية بهذا الأمر تقوم حاليا بعمليات بحث وتنقيب عن الغاز الصخري ولكن لم يعلن عن وجود مكامن له حتى الآن. وبين أن غاز السجيل يقع في الصخور الطينية وفي أعماق كبيرة ويتطلب أربعة أضعاف تكاليف البئر العادية نتيجة للحاجة لاستخدام تقنيات الفراكنج، وكميات كبيرة من الماء المضاف لها كثير من المواد الكيماوية للمساعدة على شرخ الصخور وعمل مخارج للغاز. يأتي ذلك في وقت تخطط صناعات مختلفة على مستوى العالم، الدخول في معترك الاستثمارات في الغاز الصخري والذي يعد ثورة صناعية قادمة تغير موازين الاقتصاد العالمي، ويكفي أن السوق الأميركية قد تكتفي بوجود هذا الغاز لديها بدلا من استيراد الغاز المسال الطبيعي، وبذلك تفقد الدول المصدرة له حصة من سوقه، كما ستتجه الدول القريبة من أميركا إلى الاعتماد عليه كغاز رخيص. وبين مختصون أن الصناعات السعودية والخليجية أمام أمر واقع ومعركة اقتصادية لا بد من الدخول فيها إن طال وقتها، وأشاروا إلى أنه إذا لم يعمل على تحسين وتطوير المنتجات والتقنيات خاصة أن لديها الكثير من المقومات الاقتصادية والصناعية التي تؤهلها للعب دور منافس في القوى الصناعية العالمية، سنكون من المتأثرين بشكل كبير. وقال مسؤول في شركة كبرى بالجبيل المهندس محمد الراشد، إن الغاز الصخري يشكل ثورة هائلة وسيقلب موازين اللعبة حيث إن إنتاجه في أميركا وفي الدول التي تنوي ذلك في أوروبا وآسيا، سيؤدي لزيادة المعروض من الغاز وبالتالي تنخفض أسعار الغاز، مشيرا إلى تزايد إنتاج الغاز الصخري في الولاياتالمتحدة بمعدلات عالية تصل إلى 25% من إجمالي الغاز الطبيعي المستخرج، مضيفا إلى أننا سنشهد بداية ثورة صناعية جديدة تعتمد على الغاز الصخري يمكن لها أن تغير موازين الخارطة الاقتصادية العالمية. وأنتقد الراشد الصناعيين الذين يقللون من تأثير الغاز الصخري على الصناعات السعودية والخليجية بشكل عام، موضحا أنه حتى إن كانت هناك صعوبة فهذا أمر يفرض نفسه والعالم يخطط ويستعد لخوض هذه التجربة، وأن علينا جميعا البدء في التخطيط لذلك، مشيرا إلى خطوة الكويت لوضع خطة لإنتاج الغاز الصخري من حقولها الشمالية بالاستعانة بشركة مختصة في هذا المجال. وقال رئيس فرع الهيئة السعودية للمهندسين بالجبيل المهندس مزيد بن سرداح الخالدي، إن الغاز الصخري نجح في إحداث تحول في سوق الطاقة الأميركية إذ خفض أسعار الغاز والفحم وهو ما يسهم بدوره في جذب الصناعات التي تستهلك كميات كبيرة من الغاز مثل البتروكيماويات من جديد بفضل وفرة الطاقة رخيصة التكلفة. وأشار إلى أن من سلبيات الغاز التخوف من حدوث خلل في الطبقات الصخرية مما يؤدي إلى حدوث زلازل ويجعل المساحات المستكشف فيها الغاز لا تصلح وغير مناسبة للسكن. وكان الرئيس التنفيذي لشركة سبكيم المهندس أحمد العوهلي، ورئيس شركة التصنيع الوطينة المهندس صالح النزهة، كشفا مؤخرا أن غاز السجيل مكتشف في أميركا منذ أكثر من 15 سنة وسعره يتراوح بين دولارين و30 سنتا تقربيا، وقلل من تأثير هذا النوع من الغاز على مستقبل الغاز والصناعات في المملكة والمنطقة الخليجية، كما أن استخراجه يختلف عن استخراج الغاز الطبيعي وله مشكلات بيئية.