عندما يقول رئيس أكبر دولة في العالم وهو الرئيس أوباما :إن الولاياتالمتحدةالأمريكية هي سعودية الغاز الطبيعي في العالم! وهو يعني أن أمريكا بعد اكتشاف واستخراج الغاز الصخري ستكون الدولة الأولى في الغاز وهو استعار اسم السعودية لأن السعودية هي الأولى في النفط ! منذ اكتشاف كيفية استخراج الغاز الصخري عن طريق تطور تكنولوجيا التكسير الهيدروليكي والحفر الأفقي وصناعة الطاقة في العالم تغيرت كليا ! لا ألوم رئيس أرامكو المهندس الفالح وهو رجل يختار كلماته بدقة في المؤتمرات عندما قال إن صناعة الطاقة تتغير كثيرا عما عهدنا وإن هناك لاعباً جديداً هو الغاز الصخري ! الغاز الصخري موجود منذ القدم لكن طريقة استخراجه كانت صعبة ومكلفة لذلك لم يشكل أهمية كبرى لصناعة الطاقة لكن الآن مع التطور التقني الحديث أصبح نجم عصر الطاقة الحالي ! عندما ترى القفزات الخرافية بالإنتاج لا تكاد تصدق عينك أن هذه الأرقام في مجال الطاقة! لأن العادة أن الزيادة والنقصان في الإنتاج تأخذ سنين طويلة وتكون بضع درجات ! لكن كمثال خلال سنتين فقط قفز مخزون الولاياتالمتحدة من الغاز الطبيعي إلى أكثر من 35% بين 2006-2008 وقفز إنتاج الغاز الصخري وحده في عام واحد عما سبقه (2008) 71% ! لم نعد نرى إلا قفزات خرافية في الإنتاج ! في 2009 قفز إنتاج الغاز الصخري إلى 54% ! إدارة الطاقة الأمريكية في تقريرها 2011 رفعت المخزونات في الأراضي الأمريكية من الغاز الصخري الضعف !إلى 23.4تريليون متر مكعب ! بعد مدة قليلة ستكون أمريكا مصدرة للغاز بعد أن كانت مستهلكة ! قد يقول قائل ما دخل سابك بإنتاج الغاز ! وهنا يجب التذكير أن الأساس الذي تبنى عليه صناعة البتر وكيماويات هو الغاز اللقيم ! عندما بدأت السعودية التوسع في صناعة البتروكيماويات لتنويع مصادر الدخل اعتمدت على توفر الغاز ورخص ثمنه ! لكن بما أن الغاز أصبح متوفراً في أمريكا وبالطبع ستقل تكلفته فإن ذلك ينعش صناعة البتروكيماويات في أمريكا بعد أن كانت على شفا الانهيار ! وربما تتوسع الصناعة في أمريكا فتضغط على بقية أنحاء العالم ومنها السعودية خصوصاً ان أمريكا لديها التكنولوجيا الأفضل ! لا ننسى أن سابك تعتمد في أرباحها كثيرا على أنها تشترى اللقيم بسعر رخيص جدا 0.75 سنت أي أقل بأربعة أضعاف من بقية العالم ! وإلا لما رأينا أرباحاً تذكر بسبب كلفة التشغيل ! المشكلة الأخرى لدى سابك أن منتجاتها مازالت بدائية بسيطة ! ولم تقم إلا مؤخرا بإنتاج مواد مركبة مطورة تضيف لقيمة منتجاتها !فكان الواجب التركيز على المواد ذات القيمة المضافة منذ مدة! قد يقول قائل إن سابك ستركز على الأسواق الأسيوية وليست مهتمة كثيرا بأوروبا وأمريكا ! ولكن لا ننسى أن العالم أصبح مفتوحاً والمنافسة ستأتيك أينما ذهبت فالعملاء يبحثون عن الأجود والأرخص ! الحل يكمن في دخول منافس لسابك وهذا ما تفعله أرامكو حاليا بالتوسع في البتركيماويات لأن المنافسة أساس التطور والتقدم بينما الاحتكار يؤدي إلى الانهيار وتدني المستوى ! دعوا أرامكو وسابك يتنافسان ويتناطحان إن أمكن! فان ذلك في مصلحتهما كلتيهما ومصلحة الوطن. والأفضل وجود منافس وطني ثالث فكلما زادت حدة المنافسة كلما تحسن الإنتاج والجودة! نحن نحتاج إلى شركة جديدة عملاقة كسابك لتدخل السوق فسوقنا يتحمل وكما كانت سابك من بنات أفكار الراحل غازي القصيبي -رحمه الله- نتمنى أن نرى سابك أخرى من بنات أفكار رجال آخرين ! نقلا عن الرياض