نشهد في هذه الأيام مناسبةً وطنيةً عزيزة على قلوبنا ومميزة بأنشطتها التراثية والثقافية المتعددة والتي يتجسد فيها التلاحم والترابط بين أبناء هذا الشعب الكريم وقيادته الحكيمة، وذلك من أجل إبراز التاريخ المجيد وربطه بالحاضر وبالمستقبل الزاهر، وذلك عن طريق إقامة "المهرجان الوطني للتراث والثقافة "الذي يدل على اهتمام الدولة حفظها الله بالتراث والثقافة وبالتقاليد والقيم العربية والإسلامية الأصيلة، والحرص على التمسك بها، وتأصيل موروثاتنا الوطنية والحفاظ عليها، لكي تبقى مثلاً يحتذى للأجيال الحاضرة والقادمة بإذن الله. ولتحقيق ذلك فقد قامت قيادتنا الحكيمة بتسخير كل الإمكانات المتاحة وتذليل كل الصّعاب من أجل إنجاح هذا المهرجان وظهوره بالمظهر اللائق أمام زواره القادمين من داخل المملكة وخارجها، وذلك من أجل تحقيق التوازن في الربط ما بين التكوين الثقافي المعاصر للمواطن السعودي وبين الميراث الإنساني الكبير الذي تم على أساسه وبفضل من الله بناء هذا الوطن الغالي، ولرسم صورة واضحة عن البيئة التي كان يعيشها المواطن في العقود الماضية بشكلٍ جلي وواضح، وبلمساتٍ مميزة تبرز الحياة في ذلك الوقت وتلامس الواقع الذي كان عليه الوضع في الماضي وبطريقة احترافية في إبراز أوجه التراث الشعبي المختلفة ومحاولة ربطها بالواقع والحاضر من أجل المحافظة عليها. ولقد قامت رئاسة الحرس الوطني وما زالت تقوم بجهودٍ جبّارة في تنظيم هذه المهرجانات السنوية المميزة التي يرتادها العديد من الشخصيات العالمية المميزة، ويحضرها الضيوف من داخل المملكة ومن مختلف أنحاء العالم. وهي بذلك تؤدي رسالةً وطنية سامية، ثقافية واجتماعية إلى جميع شعوب العالم على اختلاف ثقاwفاتهم وتعدد حضاراتهم، وذلك عن طريق إقامة الأنشطة الثقافية والتراثية المتعددة، وما يصاحبها من محاضرات وندوات ثقافية يشارك فيها العديد من الأدباء والمفكرين والكتاب البارزين، وأمسيات شعرية ومسرحيات وعروض شعبية مختلفة، بالإضافة إلى سباق الفروسية والهجن الذي يشارك فيه مجموعة كبيرة من محبي هذه الرياضة الشعبية العريقة، وأيضاً التميز في صياغة حدث فني غنائي يجسد ملحمة التوحيد والبناء لهذا الوطن الغالي منذ بداية توحيده على يد الملك عبدالعزيز رحمه الله وحتى عصرنا الحاضر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو النائب الثاني حفظهم الله جميعاً وأدام عليهم الصحة والعافية. لقد أثبتت المهرجانات الوطنية للتراث والثقافة نجاحها وتميزها على مر السنين، وذلك منذ انطلاقتها في عام 1405 وحتى وقتنا الحالي، وذلك من خلال حرص القائمين عليها على تقديم مختلف البرامج الفنية والعروض الشعبية والندوات والأمسيات المتنوعة، وقيامهم بدعوة أشهر الشخصيات البارزة من الأدباء والمفكرين والشعراء الذين يضفون على تلك الندوات والمحاضرات والأمسيات طابعاً مميزاً وثرياً بالعلم والمعرفة والاحترافية في التقديم والأداء، بالإضافة إلى التنظيم المميز ومواعيد الدخول والزيارة للساحات التي توجد فيها أجنحة المشاركين في المهرجان الذين تزداد أعدادهم بالمشاركات المتميزة في كل عام ومن مختلف الجهات الحكومية في جميع أنحاء المملكة والخليج العربي، بل من مختلف أنحاء العالم. ومن التميز في النجاح والذي يقوم به القائمون على هذه المهرجانات أيضاً دعوة ضيف شرف للمهرجان يكون من خارج المملكة، حيث تمت هذا العام دعوة جمهورية الصين الشعبية للمشاركة كضيف شرف لمهرجان هذه السنة، بحيث يتم تخصيص جناح متكامل على الساحات المخصصة للمشاركات يتم فيه عرض جميع التراث والموروث الشعبي الخاص بهم. كذلك مما ساعد على تميز هذه المهرجانات ونجاحها تكريم بعض الشخصيات المحلية والدولية البارزة في بعض المجالات الأدبية والفكرية والتأريخية والثقافية، وكذلك إقامة المسابقات المختلفة في القرآن الكريم وفي السنة النبوية المطهرة للطلاب والطالبات البارزين والمتميزين من جميع أنحاء المملكة، وذلك من أجل ربط هذا النشء بكتاب الله الكريم، وغرس روح التنافس الشريف في حفظه وتلاوته، وبيان سيرة نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم لهم، ليقتدوا به ويتأسوا به ويتعلموا منه وينهلوا من سيرته العطرة وأخلاقه الفاضلة. في الختام يجب علينا كمواطنين الحرص على تراثنا وتقاليدنا وثقافتنا والمحافظة عليها وشرحها وتوضيحها لأبنائنا وشبابنا، وتقديمها بطريقة مميزة يتم فيها الجمع بين الحاضر والماضي، مما يساعد على سهولة فهمها وإبرازها لهم وللأجيال القادمة، وتقديمها بصورة معبرة عن ماضينا المجيد وحاضرنا الزاهر، وحتى يتم إيصالها للعالم أجمع بأسلوبٍ راق وبطريقة لبقة، لكي يتم التفاعل معها وتقديرها واحترامها.. وهذا ما تقوم به رئاسة الحرس الوطني مشكورة عن طريق رجالها المخلصين، وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني، ومن معه من الرجال الأكفاء المخلصين.. فلهم منا الشكر والامتنان على ما قاموا ويقومون به في إيصال هذه الرسالة الوطنية الثقافية والشعبية السامية داخلياً وخارجيا.