في الوقت الذي اكتفت فيه إدارة الطرق والنقل بمنطقة عسير بعملية المسح لتنفيذ طريق قرى "وادي الباطن" بمركز بحر أبو سكينة التابع لمحافظة محايل عسير من حين لآخر، وسط تعذر من البلدية عن تنفيذه لكونه أكبر من ميزانيتها، زادت معاناة الأهالي من الطريق الوعر، واضعين أملهم الأخير في مجلسهم البلدي للوفاء بوعوده بوضع حلول مع البلدية لتقصير المسافة من خلال تنفيذ طريق معبد يخدمهم ويخفف من معاناتهم اليومية للوصول إلى قراهم. وفي هذا السياق، يقول المواطن محمد علي الختارشي: معاناتنا مع الطريق مستمرة، فمع وعورة الطريق نجد صعوبة في نقل مرضانا إلى أقرب مركز صحي أو مستشفى، مشيراً إلى أن ابنه مصاب بفشل كلوي ويضطر أن يقطع الطريق الوعر ثلاث مرات في الأسبوع ليجري عملية الغسيل له. ولفت إلى أنه سبق أن استعان بالإسعاف لنقل ابنه إلا أنه ومع دخوله أول الطريق اعتذر عن المواصلة لوعورته. فيما ذكر محمد مهلهل وإبراهيم زايد وحسن عباط، أنهم تقدموا بشكوى إلى البلدية بعد أن تعذر تنفيذ الطريق من قبل إدارة الطرق، أكدوا فيها معاناتهم من وعورة الطريق الذي يربط قرى وادي الباطن والشارع العام في خميس البحر، الذي يخدم مدارس البنين والبنات التي يدرس فيها أكثر من 170 طالبا وطالبة، يقطعون نحو 30 كلم ذهاباً وإياباً من وادي مقلم وعدنان غرباً، لافتين إلى أن القرى لا توجد بها مدارس متوسطة وثانوية، فيضطر الطلاب والطالبات إلى مواصلة دراستهم في خميس البحر، ويعبرون الطريق الوعر كل يوم، وهو يبعد عن الطريق العام 50 كلم، وكثيراً ما ينقطع وقت هطول الأمطار. وأشاروا إلى أن البلدية قامت بتوسعة ومسح الطريق إلى القرى والمدارس، ووعدتهم بسفلتة الطريق إلا أن الوعود لم تنفذ، مبينين أن فرقة المواصلات بمحايل اعتذرت عن مسح الطريق بحجة أن الطريق من اختصاص البلدية، رغم حاجة الأهالي الماسة لهذا الطريق المهم. إلى ذلك، اطلعت "الوطن" على خطابات مديري ومديرات المدارس في قرى الباطن، الموجهة إلى بلدية بحر أبو سكينة، التي أشاروا خلالها إلى معاناة الطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات مع الطريق، وحذروا فيها مما لا تحمد عقباه من خطورة الطريق الموصل إلى المدارس، مخلين مسؤوليتهم من مخاطر السيول التي تقطع الطريق وتعيق الوصول إلى المدارس. كما اطلعت "الوطن" على خطاب مدير مكتب التربية والتعليم ببحر أبو سكينة مصهف بن علي عسيري، الذي وجهه إلى رئيس الفرقة الخامسة للطرق بمحافظة محايل، وأوضح خلاله أنه تم تكوين لجنة من قبل رئيس المركز ضمت البلدية والشرطة والدفاع المدني والطرق. وتبين لها من خلال الشخوص على الطريق أنه يتبع لإدارة الطرق لتنفيذ إيصاله إلى مدارس وادي الباطن. ورأت اللجنة أن تقوم إدارة الطرق بصيانة الطريق حسب البرنامج دورياً وحسب حالة الطوارئ. من جهته، أبدى رئيس الفرقة الخامسة للطرق بمحافظة محايل راشد جابر محمد، في خطاب وجهه إلى مدير مكتب التربية ببحر أبو سكينة استعداد الفرقة لمسح الطريق حسب الإمكانية، وذلك بعد أن تم دراسة الطريق الذي تبين أنه مسجل لدى الفرقة للمسح والصيانة فقط، مخلياً مسؤوليتهم عن سفلتة الطريق باعتباره من اختصاص البلدية؛ بحكم أنه داخل النطاق العمراني لها على حد قوله. إلى ذلك، أوضح رئيس بلدية مركز بحر أبو سكينة عوض بن سعيد القحطاني، أنه تم تكوين لجنة لدراسة الطرق الترابية لإدراجها ضمن مشاريع البلدية، مشيراً إلى أن طريق الباطن الذي يبلغ طوله 12 كلم من ضمن الطرق الترابية التي تحتاج إلى السفلتة. وقال: في حالة قيام الطرق بفتح ومسح الطريق سيتم سفلتته على مراحل ضمن الميزانيات لكون البلدية لا تستطيع سوى سفلتة أربعة كلم ضمن ميزانياتها. فيما ذكر رئيس المجلس البلدي ببحر أبو سكينة حمد بن إبراهيم آل مخارش ل"الوطن" أمس، أن أهالي قرى الباطن يعانون من وعورة الطريق، مشيراً إلى أنهم تقدموا بشكوى للمجلس بينوا فيها معاناتهم من الطريق الموصل لقراهم، مؤكداً أن المجلس طلب الإفادة من البلدية عن مدى خدمة الأهالي وعن الآلية التي يتم من خلالها خدمة القرى ليتم مناقشتها في جلسة المجلس المقبلة. وأشار إلى الفكرة التي طرحها المجلس لفتح حزام وطريق محاذٍ من الجهة الغربية للطريق العام للمركز، ويمتد جنوبا من خميس البحر إلى آخر قرية في آل ختارش شمالاً، لافتا إلى أن البلدية شرعت في عملية القص والردم. وقال إن الطريق الذي سينتهي العمل منه خلال العام الحالي سوف يخدم القرى الواقعة غرب الطريق العام، وسوف يكون له دور في اختصار المسافة إلى قرى وادي الباطن، وفي حال اكتماله سوف يتم إنشاء طريق متفرع منه إلى قرى وادي الباطن.