سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عادلة بنت عبدالله ل"الوطن": المرأة لا تحتاج "وصاية".. وعضوات "الشورى" مؤهلات أعلنت عن قرب صدور كتاب وموقع إلكتروني لسيرة خادم الحرمين بلغتين * دعت إلى سن قوانين لمواجهة "العنف"
أكدت الأميرة عادلة بنت عبدالله أن دخول المرأة إلى مجلس الشورى هو تأكيد من ولاة الأمر على أهمية مشاركتها في العمل السياسي وقناعة منهم بجدارتها في تحمل المسؤولية مثل الرجل، مشيرة إلى أن قائمة الأسماء ال30 ضمت عناصر متنوعة من تركيبة المجتمع من النساء المميزات والفاعلات في خدمة الوطن من مختلف التخصصات الأكاديمية والخلفيات الثقافية. وأوضحت الأمير عادلة في حوار أجرته معها "الوطن"، أن اهتمام الإعلام الغربي بالمرأة السعودية نابع من أنها استطاعت أن تحقق إنجازات في بيئة تتسم بالصعوبات، وهو كذلك جزء من اهتمامه بالمملكة العربية السعودية لما تمثله من دور مهم في المنطقة العربية والعالم. وعن ندرة ظهورها عبر وسائل الإعلام رغم تعدد أنشطتها الاجتماعية والخيرية، قالت الأميرة إن ذلك يعود إلى قناعتها بأن حضور عملها في الإعلام يفي بالغرض، وإنها لا تحبذ الظهور بشكل دائم إلا في ما يضيف لأعمالها، مشيرة إلى أنها لا تجد الوقت الكافي لمشاركة الناس عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وتحدثت الأميرة في الحوار حول كثير من الأنشطة التي تقوم عليها، مؤكدة أنها بصدد إخراج أول إصدار لمشروع تدوين سيرة خادم الحرمين الشريفين عبر كتاب باللغتين العربية والإنجليزية، يواكبه موقع إلكتروني يحوي كل ما يعنى بخادم الحرمين الشريفين بتبويب جميل ومبتكر.
كيف ترى الأميرة عادلة وضع المرأة السعودية، في ظل تواصل مطالباتها بمزيد من الاستحقاقات؟ من الملحوظ أن المرأة السعودية حققت إنجازات جيدة على مستويات عدة كالتعليم العالي والبحث العلمي والعمل، لكن في المقابل عليها أن تواصل مثابرتها لنيل ما تستحقه من مكانة كشريك فاعل في تنمية مجتمعها، فالقيادة في المملكة هيأت كل الإمكانات للتعليم والتأهيل لكل أفراد المجتمع، كما أن المجتمع السعودي بشكل عام أصبح أكثر وعياً لأهمية دور المرأة في بناء المجتمع ومقدراً لمساهمتها البناءة في شتى المجالات، فالخطوات المتدرجة في مسيرة تطور وضع المرأة السعودية دليل على أننا نسير في الاتجاه الصحيح. هذا يعني أنك تجعلين من عامل الوقت عاملاً أساسياً في حصول المرأة على حقوقها؟ الوقت ليس هو العامل الوحيد، هناك عوامل عدة تتحكم في تطوير مكانة المرأة في كل المجتمعات يتصدرها وعي المرأة نفسها بحقوقها وقناعتها بقدراتها والعمل على تطوير ذاتها وترتيب أولوياتها مما يحقق ثقة أكبر من المجتمع بها، وبالتالي تلقى الدعم الذي هي جديرة به. تحظى المرأة السعودية باهتمام بالغ من وسائل الإعلام العالمية، لماذا برأيك، وما السر وراء هذا الاهتمام؟ ربما لأنها استطاعت أن تحقق إنجازات في بيئة تتسم بصعوبات متعددة إضافة إلى أن بعض وسائل الإعلام تركز على تحليل الأمور السلبية في المجتمعات الأخرى دون فهم لثقافة المجتمع. ولا نستطيع أن ننكر أن المرأة السعودية تواجه تحديات تجذب الإعلام العالمي، كما أن اهتمام الغرب بالمرأة السعودية جزء من اهتمامه بالمملكة لما تمثله من دور مهم في المنطقة العربية والعالم. صورة المرأة السعودية في الإعلام العربي والغربي ليست هي كما في الواقع، كيف ولماذا وجدت هذه الصورة؟ للأسف نتحمل جزءاً من هذه المسؤولية إذ إننا في الماضي لم نكن نهتم بتصدير معلومات تخاطب الغرب في هذا الشأن وتشكلت الصورة النمطية للمرأة السعودية من خلال ما ينشر من مواد إعلامية محلية لا تبرزها إلا في حدود ضيقة، ولكنني أرى أن الإعلام المحلي بدأ يهتم بنقل صورة المرأة الواقعية إلى حد ما، كما أن ضم المرأة إلى الوفود التي تزور الدول في الخارج تعتبر فرصة للتعريف بشخصية المرأة السعودية. المرأة في "الشورى" هل برأيك، ما زالت المرأة بحاجة إلى وصاية ذكورية في العالم العربي؟ في رأيي أن من بحاجة إلى وصاية هو الشخص غير المؤهل أو القاصر بغض النظر عن جنسه أكان ذكراً أم أنثى، وقد كلف الله المرأة وأخاها الرجل وأعطى كلا منهما حقوقاً كما فرض عليهما واجبات. ومن المؤسف جداً خصوصاً في بعض الدول الإسلامية، أن نرى نظرة دونية للمرأة التي كرمها ديننا وأوصى نبينا صلى الله عليه وسلم بتكريمها وتقديرها وكلنا يعرف أن الرسول صلى الله عليه وسلم، أخذ بمشورة "أم سلمى" رضي الله عنها، في صلح الحديبية. وأخذنا كثيراً من أمور ديننا من أمهات المؤمنين رضي الله عنهن وأرضاهن، كل هذا كان قبل 1434 سنة، فأين نحن اليوم من هذا التعامل الحضاري الذي يحترم فكر المرأة ويقدر مكانتها؟ أعلن عن اسم 30 عضوة تم اختيارهن في مجلس الشورى، ما رأيك في هذه الخطوة وما تعليقك على الأسماء التي وقع عليها الاختيار؟ إن عضوية 30 امرأة في مجلس الشورى أي بنسبة 20% هو مؤشر إيجابي يدل على أن الخطوة جاءت جادة لإشراك المرأة في صنع القرار، كما أن عضوية المرأة في الشورى تعبر عن دعم ولاة الأمر للمشاركة في العمل السياسي قناعة بجدارتها في تحمل المسؤولية مثل أخيها الرجل. وفي تقديري أن قائمة الأسماء حوت عناصر متنوعة من تركيبة المجتمع من النساء المميزات والفاعلات في خدمة الوطن من مختلف التخصصات الأكاديمية والخلفيات الثقافية. لم يتوان قادتنا عن وضع بناتهن في الصدارة لكي يستطعن المشاركة التنموية الفاعلة في المجتمع، وأنا متأكدة أن العضوات سيعملن بجد وإخلاص وسيتحملن المسؤولية ليمثلن قضايا المجتمع بشكل عام وقضايا المرأة بشكل خاص، للسعي نحو تفعيل قرارات تصب في المصلحة العامة وتهدف إلى دفع عجلة التطور والنماء على كل الأصعدة. وسائل الإعلام تتفاعلين في عدد من الجهات الخيرية والمجتمعية، ولكنك قليلة الحضور على المستوى الإعلامي، كيف نفسر ذلك؟ أنا مقتنعة بأن حضور عملي في الإعلام يفي بالغرض، وعلى الرغم من إيماني بأهمية الإعلام إلا أنني أرى أن الحضور الإعلامي يجب أن يكون مدروساً ولا أحب الظهور الإعلامي إلا في ما يضيف للمتلقي أو يخدم عملي. لماذا لا تتواصل الأميرة مع الناس عبر الشبكات الاجتماعية أسوة بعدد من الأمراء والأميرات؟ الانشغال بالمسؤوليات هو السبب، فالوقت مقسّم ما بين عملي وأسرتي ولا أجد وقتاً للتواصل عبر الشبكات الاجتماعية التي أعتبرها قناة مهمة للتواصل الاجتماعي خصوصاً أن استخدام مجتمعنا للشبكات في ازدياد مما يدل على تأثيرها في المجتمع، وقد نشرت "الشرق الأوسط" في عددها يوم 5 يناير 2013 تقريراً عملياً حديثاً متخصصاً في مجال شبكات التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت كشف احتلال السعودية المركز الأول من حيث استخدام شبكات التواصل الاجتماعي، وأن السعودية تسهم ب28% من المحتوى الرقمي العربي. كيف تنظرين إلى الإعلام العربي التقليدي بعد ثورات الربيع العربي؟ بما أن ثورات الربيع العربي بدأت مستندة إلى وسائل الإعلام الجديد، فهذا يعني أن تأثير الإعلام التقليدي لم يعد هو الوحيد المحرك للفكر المجتمعي لا سيما أنه في الغرب بدأت بعض الصحف تنهي إصدار طبعتها الورقية لتتحول إلى إلكترونية. ألا تعتقد الأميرة أن العمل الخيري والاجتماعي يحتاج إلى دعم إعلامي جيد حتى يؤتي ثماره ويشارك به الآخرون هل تجدين لدينا هذا الإعلام المتخصص؟ أنا أقدّر الإعلاميين وأعلم أن لديهم صعوبات على مستوى المهنة، ولكن أعتقد أن الإعلام المتخصص لدينا محدود وأجد أن بعض وسائل الإعلام وخاصة المطبوعة مهمتها محصورة في التغطية للأنشطة حيث لا يذهب العمل الصحفي أبعد من تصوير الحدث بالكلمات دون أي استثمار للحدث نفسه. والمفروض باعتقادي أن تكون وسائل الإعلام هي الجهات الموجهة للحراك الاجتماعي والفكري والدافعة للتطوير والتقدم. مشاريع مستقبلية أين وصل مشروع تدوين سيرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز؟ أسست هذا المشروع بناء على أهمية التوثيق وبدأنا نبني قاعدة معلومات إلكترونية عن مسيرة الملك وإنجازاته، ونحن بصدد إخراج أول إصدار للمشروع وهو كتاب عن سيرة خادم الحرمين الشريفين باللغتين العربية والإنجليزية، وقريباً سنطلق الموقع الإلكتروني الذي يضم كل ما يعنى بخادم الحرمين الشريفين مبوباً بطريقة تمكن المهتم من الوصول إلى أي معلومة موثّقة بسهولة وإمكانية المشاركة بها عبر وسائل التواصل الاجتماعي. كونك تقومين على رأس برنامج الأمان الأسري، هل تعتقدين أن وجود مثل هذه البرامج سيخلص المجتمع من المشكلات الأسرية أم أن فرض قانون جديد هو الذي سيحد من ممارسات العنف وغيرها؟ أحدث البرنامج فرقاً في الوعي بأهمية الوقاية من العنف ومكافحته ويقوم بدور مهم بالمشاركة مع الجهات الأخرى المعنية بالتثقيف بمخاطر العنف كما يدرب الكوادر التي تتعاطى مع هذه القضية من صحيين أو اختصاصيين اجتماعيين أو قانونيين، وقد حقق إنجازات جيدة في تسليط الضوء على العنف الأسري وساهم في وضع القوانين لحماية الأسرة، مثل نظام حماية الطفل، ونظام الحماية من العنف والإيذاء. تترأسين مجلس إدارة مركز السيدة خديجة بنت خويلد، هل تعتقدين أن سيدات الأعمال هن الخطوة الأولى في تمكين المرأة السعودية؟ تمكين النساء اقتصادياً هو إحدى الخطوات لتحسين وضع المرأة وجعلها مؤثرة في الاقتصاد المحلي وفي عملية التنمية إضافة إلى توسيع فرص المشاركة في مختلف المجالات ومن الضروري أيضا تمكينها اجتماعيا واقتصاديا وسياسياً وثقافياً وكلها تعتبر مهمة جداً للاستفادة من مشاركتها الفعالة في التنمية. لكن في مجتمعنا توجد عوائق تقف أمام تمكين المرأة مثل ضعف التأهيل والخبرة والتجربة إلى جانب حاجتها إلى التوازن المطلوب بين مسؤولية الأسرة والعمل الذي تحده بعض الأنظمة في بيئة عملها، أيضا يحتاج التمكين إلى تفعيل القرارات الصادرة لتوسيع مجالات عملها في القطاع الخاص ويكمن دور مركز السيدة خديجة بنت خويلد في إيجاد الحلول للعقبات التي تواجه المرأة ومساندتها بالتواصل مع الجهات المعنية لتذليلها، إضافة إلى رفع وعي المرأة حيال القوانين التي في مصلحتها لتمكنها من مواجهة الاجتهادات الشخصية لبعض الجهات، كما يعنى المركز بالمشاركة في وضع أنظمة تضبط بيئة العمل وتجعلها أكثر ملاءمة لعمل النساء. كيف ترين مستوى الرعاية الصحية المنزلية في السعودية، وما هو المشروع الذي تعتقدين أنه مهيأ لرفع مستوى الوعي بهذه الخدمة، خصوصا أنها من أبرز الخدمات في الدول المتقدمة؟ الحقيقة أن عدد المرضى طويلي الإقامة في المستشفيات والذين يحتاجون العلاج للأمراض المزمنة يزداد كل عام مما يتطلب تنمية الموارد المؤسسة من أجل مواكبة الالتزامات المالية التي تغطي احتياجات المرضى، وقد قدمت المؤسسة الخيرية للرعاية الصحية المنزلية أكثر من 11 ألف خدمة اجتماعية وطبية، وفي هذه المرحلة نعمل على مساندة إقامة مراكز الرعاية المنزلية التابعة لوزارة الصحة ودعم مرضاهم بما يحتاجون له من معدات طبية. خططنا المستقبلية في مجال الرعاية المنزلية تعتمد على التوسع بالعمل من خلال الاستمرار في وضع برامج تساهم في تأهيل ممرضين وممرضات في مجال الرعاية الصحية المنزلية لمواكبة الطلب المتزايد على الخدمة. الأعمال التطوعية يبدو أن التطوع جزء من تركيبة الشخصية هل ترينه كذلك؟ بالفعل أنا أحب التطوع ومشاركة الآخرين، في طفولتي كنت أتحمس للمشاركة في النشاطات المدرسية واستمرت مشاركتي في الجامعة وكذلك في محيط أسرتي ثم انتقلت روح المبادرة للعمل المجتمعي. وأرى أن ثقافة التطوع سمة حضارية تميّز المجتمعات المتقدمة، والعمل التطوعي في مجتمعنا يستحق منا الاهتمام والتشجيع فالتطوع والالتزام ينبعان من الإحساس بالمسؤولية تجاه المجتمع والرغبة في تثقيف وتطوير الذات. ما هو طموح الأميرة عادلة في نشاطها الخيري والاجتماعي؟ طموحي أن أعزّز العمل الخيري والاجتماعي كما أطمح إلى بناء شبكة من التعاون المتبادل بين المؤسسات الخيرية إضافة إلى تمكين المرأة والطفل والمحتاج من التعامل مع ظروفهم ومساعدتهم لتخطي المصاعب والوصول إلى الاعتماد على النفس في تحقيق حياة كريمة. جائزة عادلة كيف ترين مستوى تحقيق جائزة الأميرة عادلة بنت عبدالله العلمية والإنسانية في مجال سرطان الأطفال لأهداف تأسيسها؟ أعلن عن الجائزة عام 2009، وتهدف إلى دعم وتشجيع الإنتاج العلمي المتعلق بأبحاث سرطان الأطفال من الناحيتين العلمية والإنسانية، لحث أبناء الوطن والمقيمين في المملكة، على إنتاج أعمال متميزة ومساهمات تخدم الأطفال المرضى بالسرطان. الهدف من الجائزة مواجهة هذا المرض الخبيث من خلال تحفيز ودعم الباحثين على تطوير وإنجاز الأبحاث العلمية في مجال أمراض سرطان الأطفال وما له علاقة به، وتنشيط وتشجيع المساهمات والإنجازات الإنسانية والخيرية لدعم وتطوير الخدمات المقدمة للأطفال المصابين بمرض السرطان، إلى جانب تعزيز الأعمال التطوعية في المجالات الإنسانية. وأعتقد أنها خلال أعوامها البسيطة استطاعت أن تقدم الدعم المادي والمعنوي لفئات الجائزة الأربع: مجال البحث العلمي ومجال الخدمات المساندة الصحية والمجال الإنساني ومجال الإرادة والتحدي. العنف والحريات العنف في العالم في كل مكان ولدينا مثل سوانا نسب من هذا العنف هل تتصورين أن الجهود المبذولة لدينا كافية لمكافحته وكيف تتولد لدينا ثقافة السلام؟ ثقافة السلام ونبذ العنف مؤشر على الرقي الفكري وحضارة التعامل ومن الضروري أن تُبث ثقافة التسامح وتقبّل الرأي الآخر وأن ينبذ العنف و يكون الحوار وسيلة للتعبير وألا يكون الاختلاف سبباً للخلاف. هناك بالطبع جهود مبذولة من المؤسسات المعنية بالثقافة كافة والحوار ولكن أرى أننا نحتاج إلى أن نكثف التوعية بمخاطر العنف والتحفيز على التعاطي المتحضر مع المشاكل في عدة برامج موجهة لمختلف الفئات العمرية خصوصا للأطفال والمراهقين كما نحتاج إلى تكثيف البرامج الإعلامية ووضع التشريعات القانونية الصارمة التي تعاقب المعنّف، إضافة إلى أنه من الضروري نشر النصوص الدينية التي تحث على احترام المختلف عنا في الفكر أو العقيدة كما كان قدوتنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وكذلك نشر آراء الفقهاء المعتدلة والصحيحة التي تدعو إلى التعامل الحكيم والراقي مع الآخر. كيف ترى الأميرة أثر الربيع العربي على الحياة الاجتماعية والسياسية في الخليج؟ يمكن القول إن الوعي بمساحة الحرية المسؤولة في التعبير عن الرأي أصبح أكبر، وجرت مراجعة الاستحقاقات التنموية، كما أن الفرد الخليجي أدرك أنه عنصر مؤثر في الاستقرار الاجتماعي والسياسي، وأصبح هناك نضج في الإحساس بالمسؤولية تجاه المكتسبات الوطنية والسعي للبناء عليها إضافة إلى تقدير الأمن والاستقرار الذي يشكل أساس أي تنمية في المجتمع. هل تعتقدين أن الحراك الاجتماعي في مجتمعنا يسير بشكل صحيح أم أن القلق يتزايد بشأن المطالب والحريات؟ إذا قرأنا التاريخ وجدنا أن ما يمر به مجتمعنا مرحلة طبيعية من التحولات والتغيير في ضوء نشاط مؤسسات المجتمع المدني بتأدية دورها وازدياد عددها، فإن المجتمع قادر على إيجاد التوازن المطلوب، والقلق يأتي فيما يضر بالمجتمع والوطن، أما الحريات المسؤولة التي تسهم في دفع عجلة التطور والنماء وتتماشى مع قيمنا فلا قلق منها. هل تقصدين أن التاريخ يعيد نفسه؟ نعم ولذلك من المهم ألا نستغرب ما يمر به مجتمعنا من تغييرات اجتماعية وعلى كل الأصعدة هو الآن يستعد لمرحلة مقبلة من التغيير للأفضل. ثقافة التراث تؤمنين بثقافة المتاحف وأنشطة المتحف الوطني بارزة هل تعتقدين أن الأسرة مسؤولة عن الوعي بهذه الثقافة أيضا؟ بالتأكيد من المهم أن يعتاد الأطفال زيارة المتاحف وذلك للارتقاء بفكرهم وتوسيع مداركهم وتحفيزهم على الاهتمام بالحضارات المختلفة، لذلك يحرص المتحف الوطني على تنظيم زيارات للطلاب والطالبات للمتحف والاطلاع على أنشطته المخصصة لتطبيق بعض المناهج من خلال معروضات المتحف. أما عن دور الأسرة في تعزيز الزيارات الثقافية فأرى أنها مسؤولية المؤسسات الثقافية والإعلام في تشكيل الوعي لدى أفراد المجتمع. إذن أنت تجدين متعة في الاهتمام بالتراث والتعرف على الثقافات المختلفة فالمجال بعيد عن التطوع؟ أكيد أتمتع بالعمل في مجال التراث وأرى أن نقل واستعراض التجارب الثقافية والمتحفية العالمية مهم، وتطوعي في هذا المجال منذ 12 عاماً علمني كثيراً في ما يخص دور المتاحف وأهمية التراث في حفظ الهوية الوطنية. ما زالت الجمعية السعودية للمحافظة على التراث وليدة فما هي طموحاتك لتحقيق أهدافها؟ الجمعية السعودية للمحافظة على التراث تسعى لأن تكون محركاً فاعلا ومؤثراً في مجال حفظ التراث السعودي ورفع مستوى الوعي بأهمية قيمته الوطنية من خلال رصد وتوثيق وتطوير التراث السعودي وتحديد الجوانب التي تحتاج إلى العناية والاهتمام وتحفيز ودعم المجتمع والمؤسسات المعنية للتعاون في إحياء التراث بمختلف أبعاده. لدينا رصيد حضاري كبير وموروث تراثي غني ضارب في أعماق التاريخ وهو كنز يعد رصيداً ثميناً لنا وعلينا الحفاظ عليه للأجيال المقبلة، كما أنه مورد للعلم ورافد للسياحة الثقافية. من هنا جاء اهتمامي بالعمل في هذه الجمعية وأرى أنها رغم حداثة عمرها إلا أنها تبنت عدداً من المبادرات والمشاريع التي تسعى لتحقيقها من خلال تعاونها مع الجمعيات والمؤسسات المماثلة داخل المملكة وخارجها للاستفادة من خبراتها.