عبء الكتابة عن شخصية بهذا الحجم تبدو مسؤولية أدبية كبيرة .. فهي ليست توثيقاً لعمل شخصي ، ولا كتابة عن سيرة حياة إنسان ، ولا هي توثيق لسيرة في العمل المهني والإنساني ، بل هي شيء من كل ذلك ، إنها محاولة لإلقاء الضوء على قدرة متميزة في العمل على تغيير الواقع والنفاذ إلى كل تفاصيل حياة الناس ، والاختلاط بهم ، والعمل على نشر ثقافة العمل الإيجابي فيما بينهم ، ومحاولة بناء الدوافع الذاتية للتغيير ، والرغبة في العمل الجاد ، وتكوين صورة إيجابية للجهد الشخصي عندما يكون أداة لصناعة الفرق ، وتوجيه الجهود عبر تكوين نقلة نوعية في أنماط التفكير وأساليب العمل انطلاقاً من مفاهيم المشاركة الجادة والعمل المتقن .. إنها سمو الأميرة نورة بنت محمد آل سعود حرم صاحب السمو الملكي أمير منطقة القصيم الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز . إن التصدي للكتابة عن سيرة شخصية بحجم سمو الأميرة نورة ليست لمجرد التوثيق أو محاولة إلقاء الضوء على هذه السيرة التي قصدت صاحبتها أن تبقى في الظل دون محاولة للظهور أو تكوين هالة إعلامية حولها ، بل هي شكل من أشكال المسؤولية الاجتماعية والمهنية لإبراز النماذج المضيئة وإلقاء مزيد من الضوء عليها لجعلها نموذجاً قابلاً للاحتذاء والتأسي والمقارنة . لقد جاءت سمو الأميرة للمنطقة في ظل مرحلة من المتغيرات الثقافية والاجتماعية التي تفرض تكوين مقاربة مهنية وعملية جادة لتوجيه مسيرة المجتمع النسوي عبر صناعة ثقافة العمل والجرأة على التغيير بأساليب تتفق مع الثوابت وقيم المجتمع . ولئن كانت ثقافة مجتمع القصيم تولي اهتماماً كبيراً للعمل المهني والاجتماعي بشكل عام ، وبدور المرأة وتفعيل مشاركتها الاجتماعية بشكل خاص ، فإن بناء معالم هذا العمل وتوجيهه لأهدافه بصورة سليمة بحاجة إلى قيادة فاعلة و مؤثرة و كوادر عملية جادة .. قيادة تحمل في ذاتها جاذبية القائد وملكاته ، كما تحمل مواصفات الشخصية المثقفة التي تعمل انطلاقاً من رؤية محددة المعالم واضحة الأهداف والتوجهات ، وقادرة على التواصل مع المجتمع بصورة إيجابية فاعلة ، وقادرة على تبني وجهة نظره ، واستيعاب مخاوفه ، وفهم إمكاناته ، وتوظيفها بصورة تخدم تلك الرؤية التنموية .. وكل تلك المزايا كانت حاضرة ومجتمعة في شخصية سمو الأميرة ، كيف لا وهي القادمة من عمق التاريخ والثقافة السعودية ، والقادرة على فهم تقاليد المجتمع السعودي ، وطرق تفكير أهله ، والاندماج في عاداته الاجتماعية بصورة تلقائية ، كما أن ثقافتها الشخصية وقدراتها القيادية ، وحضورها المميز كان متوهجاً بصورة تحمل كل من يتعامل معها على التعلق بهذه الشخصية والشعور بمدى ما تحمله من ثقافة وقدرة وإمكانات يدعمها تربية مميزة ، وعمق فكري كبير ، مضافاً إليه التواضع الجم ، والقدرة المميزة على الاحتواء ، واستيعاب الآخر ، والتعامل معه مهما كانت طريقة تفكيره ورؤيته للأمور ، وإقامة جسور الحوار مع كل من حولها بطريقة جذابة عمادها القوة والإقناع وذكاء الطرح وحسن الحوار انطلاقاً من الإيمان بدور الفرد في صناعة المجتمع وتغيير وقائع المكان والزمان .. ومما لا شك فيه أن دور الفرد يتراجع في ظل المجتمع المدني و ثقافة العمل المؤسسي ، لكنه من غير الممكن أن يضعف ، ذلك أن المؤسسات تقدم الفرد المتميز لدفة القيادة ، والقيادة الصحيحة تقوي دور المؤسسات من خلال جعل تلك المؤسسات مصنع مبادرة وتغيير لا مصدر جمود وتوقف !! ومهما كان حجم العمل المؤسسي النسوي في المنطقة فإن تواجد شخصية بمواصفات سمو الأميرة قد أضاف إليه زخماً مميزاً وضخ الحيوية في مفاصله وأسهم في إخراج قيادات متميزة ومفعمة بالرغبة في العطاء ومواجهة التحديات عبر عنصر الكفاءة والثقة . إن دور سمو الأميرة يكمن في المشاركة في صياغة مرحلة خاصة في ثقافة العمل النسوي في المنطقة من خلال فهم التحديات ووضع الحلول لها والاستجابة لمتطلباتها ، وعدم الرضوخ لفكرة الاستسلام للواقع كما هو بصورته الراهنة ، بل العمل على تطويره وبناء مفاهيمه التي تستجيب لروح العصر ومتطلباته . إن شخص سمو الأميرة ودورها أشبه ما يكون بالعمل الدؤوب لتغيير خريطة المجتمع المحلي وثقافة العمل النسوي من خلال العلم والمعرفة والعمل المستمر الذي يستوعب الثوابت وينطلق منها دون أن يترك مجالاً للاصطدام بها أو يترك فرصة لاختراقها ، والعمل على ضخ هذا المعنى في شرايين وأوردة أبنائها وبناتها من أجل تحقيق حضور لافت في مشهد العمل والتفوق ، وصناعة القيادات الشابة المؤثرة وإتاحة فرص العمل أمامها من خلال التشجيع والتوجيه دون استخدام أساليب الوصاية على الفرد أو إغلاق منافذ الابتكار أمامه . إنها شخصية جمعت في خصائصها ملامح القيادة الناضجة وروح النفس الندية الطيبة وأصالة المنشأ العريق . أحبتها القلوب وسبق حضورها سمعة عطره وسيرة وضاءة ، واستطاعت خلال فترة وجيزة أن تعلن للجميع مبادئ المحبة والتواصل والمشاركة من خلال الحضور الدائم والتواصل ، والمشاركة الفعالة ، واستطاعت خلال مسيرة حياتها الاجتماعية والمهنية في المنطقة صناعة أرض واسعة من المحبة والأخوة والخلق ، وشيدت بفكرها مسارات تنموية ، وجعلت من موقعها الاجتماعي والقيادي أداة لنشر اللباقة وحس المواطنة والولاء ومد يد العطاء ونشر لغة التواصل والتفاهم بين الجميع . لقد جعلت من نفسها حديثاً يتحدث به كل من التقى بها من النساء بفكرة واحدة . امرأة عندما تلتقي بها أو تتحدث معها تشعر بألفة عجيبة وصلة قربى ظاهرة وارتياحاً نفسياً مضاعفاً ولغة أبوية ناصحة ومودة أخوية حقيقية ، فهي سيدة مجتمع تجعل من المبادئ مرجعاً لها ، ومن العلم أداة لنفع الناس ومن القيادة وسيلة لعمارة الأرض ، احتوت الجميع بخلقها ، وأسرت الجميع برباط مودتها ، وغمرتهم بكرم الخلق وحسن الظن والسعي في الخير ونفع الناس وبناء المجتمع . لقد تعود منها الناس في المنطقة أن تشهد مناسباتهم ، وأن تشاركهم اهتماماتهم ، وأن تحضر أفراحهم ، وتشاطرهم أحزانهم . وهي في كل ذلك لا تكتفي بالجانب المعنوي بل تتجاوز كل هذا إلى المشاركة المادية والدعم الصادق وكما عرفت بذلك في الجانب الاجتماعي ، فقد عرفها الناس عقلية مهنية ملتزمة ، تحرص على تنمية المفاهيم العلمية في الإنتاج والعمل ، وتكرس هذه الاهتمامات من خلال التعامل معها بروح الخبرة والوعي ، وتجعل من خبراتها في كل مجال معارف متاحة يستفيد منها الجميع ، واستطاعت من خلال ذلك ورغم قصر الفترة الزمنية نسبياً أن تحدث فرقاً واضحاً في ميدان العمل واتجاهاته مختصرة بذلك مسيرة زمنية طويلة ومستخدمة رؤية بعيدة النظر ثاقبة التفكير . و لم يكن عطاؤها هذا مقتصراً على مفاهيم تفعيل المشاركة النسائية في نهضة المجتمع بل استطاعت ومن خلال رؤية متميزة أن تدفع مجتمع العمل النسائي في الميدان التربوي وغيره إلى مستوى متميز من الوعي الوطني واعتناق مفاهيم المواطنة بصورتها الصحيحة وبشكل ناضج وصحيح ، واستطاعت نقل فكرة المواطنة من مستوى الشعارات إلى مستوى الإيمان والعمل والمشاركة عبر بناء المفاهيم ومراجعة الأدوات ، ودعم الشخصيات القيادية الفاعلة لتكريس هذه المفاهيم وجعلها جزءاً لا يتجزأ من ثقافة بيئة العمل ووسائله . وعند التعمق في السيرة الذاتية لسمو الأميرة نورة نجد أن عطاءها الاجتماعي والعلمي ، ومشاركتها في الحراك التنموي ليس وليد حضورها للمنطقة ، بل يمتد إلى ما قبل ذلك بكثير في منطقة عسير ، مستندة في كل ذلك إلى مستوى تعليمي وثقافة إدارية وقيم اجتماعية أصيلة .. فهي قد تلقت تربيتها في بيئة اجتماعية عريقة أصيلة أضافت لها الكثير من الوعي بقيم المجتمع وأصالته ، وزودتها بمعارف جمة تضرب بجذورها في أعماق ثقافة البلد وموروثاته وأصالته ، فقد ولدت وعاشت في مدينة الرياض ، وتلقت تعليمها في معهد العاصمة النموذجي ، وحصلت على بكالوريوس في الآداب من جامعة الملك سعود بالرياض .. ثم عملت خلال فترة تتجاوز العشرين عاماً على مستويات محلية وعربية للترويج لعدة قضايا تنموية لا سيما تلك المتعلقة بالتنمية البشرية بكافة اتجاهاتها ، وتمكين المرأة وتفعيل دورها الاجتماعي ، وتطوير مناحي الحياة وتنمية الطفل .. كما قامت سموها بدور فاعل من خلال الدعم والتواصل مع منتديات ولجان عديدة كان لها أثر بالغ في وضع استراتيجيات محلية ذات صلة بموضوعات مختلفة وهامة منها ؛ الصحة والتعليم ، وخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة ، والبيئة ، وتعزيز دور ومكانة المرأة في المجتمع السعودي ضمن إطار الخصوصية الاجتماعية والمفاهيم الشرعية وذلك من خلال تقديم الدعم الكامل لتنفيذ برامج التنمية المستدامة التي تعنى باحتياجات المرأة الاجتماعية والاقتصادية . وإضافة إلى ذلك شملت اهتمامات ودعم سموها مجالات حقوق الإنسان ، والثقافة والتراث ، والمشاركة في قيادة برامج المحافظة على مظاهر الثقافة والتراث المحلي بما يكفل نشر هذا التراث والاستفادة منه وذلك في منطقة عسير أولاً ثم في منطقة القصيم ثانياً ، وذلك عبر عمل منظم يستهدف استقطاب الخبرات ، ودعوة المختصات في هذه المجالات لزيارة المنطقة والاستفادة من خبراتهن وتجاربهن الناجحة في هذا المجال . كما أننا عند مطالعتنا لسيرتها في قيادة مثل هذه الأعمال نجد تاريخاً حافلاً بالعمل ، ومجداً زاخراً بالإنجازات ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر : جمعية الجنوب النسائية روضة الجنوب . مركز الجنوب لذوي الاحتياجات الخاصة . لجنة الصحة وأصدقاء المرضى بالقصيم ( والتي ينبثق منها : الرعاية المنزلية ، والكشف المبكر عن سرطان الثدي ، ومرض السكري ) لجنة البيئة لجنة إحياء التراث والحرف اليدوية . لجنة رعاية أسر الشهداء . مركز فتاة القصيم التنموي . لجنة متابعة وتطوير العمل النسوي . كما أنها أسهمت بدور فاعل في : مركز تأهيل معلمات رياض الأطفال في (بريدة وعنيزة ) مركز تثقيف أمهات المعاقين في ( بريدة وعنيزة ) وقد امتد هذا التاريخ والمشاركة والدعم العملي من عام 1405 ه حتى هذا اليوم بنفس الزخم ، ونفس الحضور ونفس الثقة ، ونفس الروح المتوثبة للإنجاز دون كلل أو ملل بشكل يدعو إلى الدهشة والإعجاب ؛ وكانت خلال كل تلك الفترة ، وفي خضم هذه الرغبة بالإنجاز رقماً ثابتاً في كل أحداث المنطقة ومناسباتها عبر المشاركة الفاعلة والدعم والتخطيط ومن ذلك ( التخطيط لمؤتمر البيئة الأول بمنطقة القصيم .. ملتقى جدة الاقتصادي .. المواسم الثقافية للجمعيات الخيرية .. الخ ) وكانت أيضاً عضوة نشطة في عدد من الجمعيات العاملة ( جمعية الملك عبد العزيز بالقصيم .. جمعية الخليج للإعاقة .. برنامج الأمير فيصل بن بندر للتدريب والتوظيف .. ) إن سمو الأميرة نورة لم تسع إلى تولي عمل رسمي أو إدارة تنفيذية ، واستعاضت عن ذلك في توجيه جهدها إلى مجالات أوسع وأكثر تأثيراً ، وذلك عبر العناية بالعمل الاجتماعي التطوعي والرسمي ، وتوظيف خبراتها ، وطاقاتها ، وقدراتها على إيجاد أرضية للتواصل مع كافة طبقات وشرائح المجتمع ، و توجيه اهتماماته نحو مناطق متجددة ومؤثره على الدوام ، وذات طابع شامل ، ولعل من أبرز وأشهر هذه المجالات : بناء المفاهيم الوطنية : لقد عملت الأميرة نورة خلال مسيرتها الاجتماعية والتربوية في منطقة القصيم على العناية بنشر مفاهيم وفكر المواطنة ، و العمل على إخراج العمل الوطني من العباءة الرسمية ، إلى عمل اجتماعي عام ، يتضمن التجديد والابتكار الدائم ، والتوظيف المتقن ، وتبني الأفكار التي تنتقل بالعمل الوطني من إطار الفكرة والشعار ، إلى فضاءات التطبيق السلوكي ، والتأثر الوجداني ، وقد لا أكون مبالغاً إن قلت إنها استطاعت نشر مفاهيم وطنية وتحويلها إلى ممارسات يومية ، وجزء من بنية الأسرة في منطقة القصيم من خلال تواصلها الجاد ، وإيمانها بما تقوم به ، مستفيدة بذلك من إيمانها العميق بأهمية وتأثير المواطنة على السلوك والأفكار ، ومستثمرة مخزون الكاريزما والحب الذي تتمتع به في أوساط العمل والأوساط الاجتماعية النسوية في المنطقة . تطوير التعليم : التعليم الأفضل ، والقضاء على الأمية بكافة مستوياتها شعار شهير يتبناه معظم القيادات التنفيذية ، لكن الفرق هو في إيجاد البيئة القادرة على التنفيذ والقادرة على تقبل التغيير ، ونشر الحماسة في نفوس العاملين ؛ وهذا بالضبط ما يمكن أن يوصف به الدور الذي تقوم به سموها ، فهي تؤمن إيماناً كاملاً بوجوب الالتزام بالمرجعية المهنية ممثلة بوزارة التربية والتعليم ، وتؤكد في معظم لقاءاتها على هذا المفهوم ؛ لكنها وفي اتجاه مواز لهذا الجانب تعمل على نشر ثقافة الإيمان بدور التعليم في التنمية ، وتعمل على نشر روح متوثبة بين كافة المنتسبات إلى هذه المهنة ، وربما كانت معظم العاملات في الميدان التربوي والتعليمي قد سبق لهن الالتقاء بسموها ، وتراهن يجمعن على إجابة واحدة تجاه الانطباع الذي يخرجن به : وهو أن هذه الشخصية قادرة على إشعارك بأهمية دورك وتأثيره مهما كان موقعك ، وهي قادرة على دفعك لمزاولة عملك ، وتنفيذ أفكارك الطموحة ، وتنمية اعتزازك بما تقوم به ، إضافة إلى قدرتها على طرح ملاحظاتها وتوجيهاتها بطريقة لبقة ومؤثرة وذكية .. وهي في أطار ذلك تؤكد على وجوب استحضار دور التعليم في تكريس الإيمان بالثوابت وتعزيز الأخلاق وتقويم السلوك عبر نشر الإيمان بأن منظومة القيم الصالحة التي يتمتع بها المجتمع السعودي هي أبرز عوامل قوته و هي القادرة على حمايته والنهوض به . ثقافة العمل التطوعي : وهي تنطلق في هذا من فكرة محورية هامة هي : أن المجتمع السعودي مجتمع مسلم ومسالم ومحب للخير بطبيعته ومساعدة الآخرين جزء من فطرته الإنسانية وتركيبته الاجتماعية وثقافته الدينية ، وقد تمحور عملها في الجانب الاجتماعي حول مجموعة من القيم الأساسية هي : دعم روح الابتكار في العمل الخيري والتخلص من النمطية وخلق مجالات تطوعية تتناسب وظروف المرأة و خصائص الأسرة السعودية . العمل على إعادة بناء مؤسساته وتحقيق مفهوم الرقابة الداخلية دون حرمانها من المرونة . العناية بالتخطيط ورسم الأهداف والسياسات العامة والتخلص من الاجتهادات الفردية . توسيع القاعدة الاجتماعية للعمل التطوعي المنظم وتكثيف المشاركة النسوية فيه بكافة أشكالها . إيجاد علاقة تكاملية بين كافة المؤسسات التي تعنى بالعمل الاجتماعي التطوعي. العناية بتنمية مستوى المهارات الذاتية والتنمية المهنية الموجهة للمرأة في المنطقة من خلال إقامة المشاريع التي تخدم هذا الجانب . وكل هذه الأعمال تتضمن المشاركة الذاتية من سموها ، معطية بذلك الأمثولة الإيجابية والقدوة الصالحة . وأخيراً ؛ فإنني على يقين بأن سموها كانت ولاتزال تفضل العمل في الظل بعيداً عن دائرة الضوء الإعلامي ، وفضاءات تسجيل الحضور ، وتستعيض عن حضور اسمها الشخصي بحضور هذه الأعمال والمشاركات ، وتحقيقها لأدوارها ، ونجاح هذه المشاريع ، فرؤيتها الشخصية تؤكد دائماً على أن العمل يجب أن يكون مؤسسياً لا شخصياَ ، وأن يكون العائد وطنياً شاملاً لا فردياً !! لكن هذه الأسطر رغم إيماني بقصورها ليست إلا جزءاً من واجبي كمواطن أن أساهم بجهد يسير في نشر مثل هذه السير والنماذج التي تمثل مفهوماً طيبة للقدوة في مجال العمل ، وأن يحفظ الحق لأهله ، وأن ينشر الجهد الإيجابي ؛ ليكون قدوة صالحة ، ونموذجاً طيباً يحتذى به ، مع يقيني التام بأن في خفايا سيرتها ما لم أستطع رصده أو الاطلاع عليه ، وكل أملي أن أكون من خلال هذه الكلمات قد أسهمت في وضع مزيد من الضوء على هذا الجهد الفريد ، والمواطنة الصالحة والمعين الذي لا ينضب من الفكر الناضج والطاقة الموجهة . أحمد بن عبد الله أبا الخيل