دعا أكاديمي متخصص بالبيئة الأمانات والبلديات بالمناطق إلى تغيير توجهها نحو زراعة النخيل في الشوارع والميادين بالمدن، معللاً ذلك بأن زراعة النخلة في الشوارع يضعها في موقع غير مناسب لها وأن عوادم السيارات تسبب لها مشاكل كثيرة ومتعددة "ومن حق النخلة علينا أن نختار لها المكان المناسب لها". وأوضح عميد كلية الغذاء والبيئه بمدينة بريدة أحمد الغنيم في تصريح إلى "الوطن" أمس أن من أهم جوانب التحسين البيئي هو نشر زراعة الأشجار والشجيرات والمسطحات الخضراء في المدن، وأن الأمانات والبلديات في مختلف مناطق ومحافظات المملكة تسعى جاهدة لتغطية أكبر مساحة ممكنة في كل مدينة ومحافظة بالأشجار والمسطحات الخضراء لإعطاء منظر جمالي جذاب وتحسين للمناخ البيئي، ولكن عند التدقيق في أنواع وأصناف المزروعات في هذه المواقع يتضح أن نخيل البلح الأكثر زراعة في الطرقات والشوارع الكبيرة والصغيرة، وتساءل عن دلالة ذلك وعلاقته المباشرة بميزة التحسين البيئي، أم أن ذلك يعود فقط لارتباط هذه الشجرة تاريخياً بالمجتمع. وأشار الغنيم إلى أن لنخيل البلح قيمة وتاريخا وأن الدين الإسلامي أكد أهميته الغذائية والاقتصادية وجاء ذكرها في القرآن الكريم عدة مرات، وعززت السنة النبوية المطهرة الاهتمام بنخيل التمر، مضيفاً أن زراعة النخيل في الشوارع والطرقات لا يحفظ للنخلة قيمتها الدينية والاجتماعية من وجهة نظره، وأنه مهما قدمت البلديات والأمانات من خدمات للنخلة فإنهم لن يستطيعوا تغطية حاجتها من الخدمات المتعددة بما يجعلها عرضة للإصابة بالأمراض والآفات وتكون سبباً في انتشار الأمراض لقطاع زراعي مهم يشكل أحد الضروريات الاقتصادية في القطاع الزراعي. وقال إن النخلة شجرة مثمرة واقتصادية وهي دعامة رئيسية للاقتصاد الوطني وليست شجرة زينة يمكن وضعها في الأرصفة والشوارع. وعن الأماكن التي يرى زراعة النخلة فيها، اقترح الغنيم أن يركز المعنيون بزراعتها في الحدائق والمنتزهات العامة بدلاً عن الشوارع، لأن ذلك سيعود بفوائد عدة منها تحقيق إيراد مناسب للبلديات والأمانات.