أرجعت مصادر بصفوف المعارضة السورية مُقترح نشر قوة حفظ سلامٍ دولية على الأراضي السورية، والذي تشير تسريبات على احتمالية تبنيه من قبل المبعوث العربي الدولي الأخضر الإبراهيمي الذي اقترح إرسال 3000 مراقب دولي، إلى الرئيس بشار الأسد الذي طرحه على المبعوث السابق كوفي عنان لحل الأزمة السورية. وعد المعارض السوري عبد الإله بن ثامر الملحم عضو المجلس الوطني السوري عضو مجلس القبائل العربية بسورية، في تصريحاتٍ ل"الوطن"، تفكير الأسد في هذه الخطة يتمحور حول محاولة تصويره للرأي العام والمجتمع الدولي أن "الشعب السوري سيُحرق الطائفة العلوية"، سعيا منه لإقامة دويلة علوية على الساحل السوري، يتزعمها مع عصابة نظامه الحاكم. واعتبر الملحم هذه المقترح "سبيل لنجاة الأسد مما اقترفت يداه". وأكد على أن تسريب هذا المقترح إبان مرحلة عنان، وقال "تردد على مسامعنا أن الأسد طرح هذا الأمر كوسيلة حلٍ ومخرج في حال لم يتمكن من إخماد الثورة". وأضاف "الأسد من خلال هذا المقترح يرغب في أن يشير للمجتمع الدولي أن الشعب السوري قد يُبيدُ الطائفة العلوية، وهو في حقيقة الأمر سيكون عبارة عن طوق نجاة له ولزمرته الحاكمة، لكنه لن ينجو مما اقترفت يداه هو ومن يُسانده، نحن نقول إن الطائفة العلوية جزء لا يتجزأ من المُكون السوري، ومن لم يشترك في سفك الدم لن يحاسب، الشعب سيُشكل محاكم عادلة لإنصاف من قُتل ومن هجِّر ومن هتكَ عرضة". ورأى الملحم أن قوة حفظ السلام المبنية على مقترح الإبراهيمي ليست وليدة اللحظة، وهي ليست للإبراهيمي، مُعتبراً أن "الأسد طلب من المجتمع الدولي بعد هذا القتل والتدمير للشعب إقامة دويلة علوية تتطلب حمايةً دولية، ولكن نحذر من هذا الطرح". وتابع "الأسد أداة تنفيذ لمخطط خطير قادم في المنطقة يرتكز على إنشاء دويلات كما حدث بالعراق الذي تمت تجزئته لدويلات ضعيفة وغير واضحة المعالم، لكنها أصبحت على أرض واقع، وهناك نية واضحة لتنفيذ هذا المخطط بسورية، لكن الثورة تجاوزت كل هذه المخططات والمؤامرات، الشعب لن يقبل بعزل أراضيه عن بعضها، وسيحافظ على وحدة النسيج والأرض والدولة". وجاءت تصريحات الملحم بناء على تسريباتٍ ألمحت إلى أن المبعوث الأُممي من المفترض أن يكون قد "وضع خطةً لنشر قوة حفظ سلام بسورية ربما يقترب حجمها من 3 آلاف عنصر، على أن تشمل قوات من دول أوروبية، بل ويتوقع أن تكون تلك القوات من قوات اليونيفيل التي تشارك في ضبط التوترات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية". وكان الإبراهيمي اعتبر الأسبوع الماضي أن الحرب بسورية في طريقها ل "التفاقم"، وحذّر في مجلس الأمن من بوادر أزمةٍ غذائية وصفها ب"الحادة"، وأنها باتت تلوح في الأفق.