يعتبر مسجد قباء أحد أهم المساجد التاريخية بالمدينةالمنورة والعالم الإسلامي، حيث يمثل هذا المسجد بدء التاريخ الهجري فقد تم تأسيسه مع هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة قبل 1433 ، لذلك يمكن القول إن مسجد قباء كان أول حدث في التاريخ الهجري مباشرة. ولمسجد قباء قيمة دينية كبيرة عند جميع المسلمين في جميع أقطار العالم، فبالإضافة إلى قيمته الدينية الكبيرة عند المسلمين يعتبر من أهم المعالم الدينية التي يقصدها زوار المدينةالمنورة من الحجاج والمعتمرين لزيارتها والصلاة فيها، فهو أول مسجد في الإسلام أسس على التقوى عندما قدم الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينةالمنورة مهاجرا من مكةالمكرمة. ويعتبر مسجد قباء في شهر رمضان أحد أهم المساجد التي يقصدها أهل المدينةالمنورة للصلاة فيها خصوصا صلاة التراويح، حيث يزدحم بالمصلين الذين يأتون من مختلف المناطق بالمدينةالمنورة. ويمثل مسجد قباء لسكان المدينةالمنورة ثاني مسجد من ناحية الأهمية بعد المسجد النبوي الشريف، فالمتعودون على أداء الصلوات بالمسجد النبوي الشريف يذهبون إلى مسجد قباء إن لم يتمكنوا من الذهاب للمسجد النبوي لأي سبب من الأسباب. ويقع مسجد قباء في الطريق المؤدي إلى مكةالمكرمة، وهو ما يجعل الكثيرين من المعتمرين الذين ينون الذهاب إلى أداء العمرة يمرون بمسجد قباء ويقومون بالصلاة فيه قبل أداء العمرة. ويقول إمام وخطيب مسجد قباء الشيخ صالح المغامسي إن مسجد قباء هو أول مسجد أسس على التقوى، حيث أسسه النبي صلى الله عليه وسلم، فورد بحسب المغامسي أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ لبنة ووضعها فصنع أبوبكر وعمر مثل ما صنع الرسول صلى الله عليه وسلم فتبعه الصحابة على ذلك. ويقول المغامسي إنه ورد أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يأتي قباء كل سبت ماشيا أو راكبا، حيث اختلف العلماء في معنى (كل سبت) فقالت طائفة هو يوم السبت المعروف، مشيرين إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يطمئن على من لم يشهد صلاة الجمعة معه، لأن الجمعة لم تكن تقام إلا في مسجده. وقالت طائفة أخرى من العلماء إن المراد ب (كل سبت) أي كل أسبوع. ويؤكد المغامسي أن أهم خصائص مسجد قباء تكمن فيما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال "من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء وصلى فيه ركعتين كتب له كأجر عمرة ". ويشير المغامسي إلى أن المعروف أن ضاحية قباء تقع في جنوبالمدينةالمنورة وأعلاها، وهي أول أرض مستها قدم النبي صلى الله عليه وسلم عند قدومه للمدينة المنورة.