أدى الهجوم الذي نفذته مجموعة مسلحة في سيناء وأسفر عن مقتل 16 جندياً مصرياً إلى توتر في العلاقة بين مصر وحركة حماس التي تفاوتت مواقفها ما بين الدفاع عن نفسها، والهجوم على مواقف مصرية اتخذت بعد الهجوم من بينها إغلاق معبر رفح حتى إشعار آخر. وقال مصدر مصري ل "الوطن" "في ضوء المعلومات المتوفرة عن هذا الحادث الإرهابي الجبان يجب على الحكومة المقالة في غزة الإجابة على كثير من التساؤلات وتقديم الإيضاحات للشعب المصري، وعليها الوفاء بحماية الحدود ومنع حركة العناصر الإرهابية المسلحة من الدخول والخروج عبر الأنفاق، وتشكيل تهديد للأمن القومي المصري". وأضاف" لم يعد يكفي بعد هذه الدماء العزيزة مجرد النفي أو الإدانة أو محاولة التهرب من المسؤولية". وكانت مجموعة مسلحة من 10 أفراد مزودين بالبنادق الآلية والقنابل اليدوية وقاذفات الصواريخ المحمولة قد هاجموا مساء أول من أمس نقطة تفتيش حدودية قرب معبر رفح، وقتلوا 16 من قوات حرس الحدود. كما نجحوا في الاستيلاء على مدرعتين تابعتين للجيش المصري ودخلوا بإحداهما إلى الأراضي الإسرائيلية قبل أن ترد القوات الجوية بقصف السيارة وتدميرها بالكامل، مما أدى لمقتل 8 مسلحين كانوا بداخلها. إلى ذلك أعلنت مصر أمس حالة الحداد لمدة 3 أيام على ضحايا هجوم سيناء. وقال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية ياسر علي إن الرئيس محمد مرسي أصدر قراراً جمهورياً بإعلان حالة الحداد على شهداء الحدود، على أن تتم لهم جنازات عسكرية، وأن يتم تكريمهم على غرار تكريم أبناء ثورة 25 يناير"، مؤكداً أن الأجهزة الأمنية تعمل على مدار الساعة لكشف مرتكبي الحادث وأن هناك إجراءات للتأكيد على سيادة الدولة المصرية على سيناء كاملة". وفيما وصل إلى مطار العريش مرسي ووزير الدفاع المشير محمد حسين طنطاوي، توعد رئيس الوزراء هشام منفذي الهجوم برد قاس ومؤلم، مضيفا "سأعمل مع القوات المسلحة والداخلية لتحقيق القصاص لدم الشهداء". وبدوره قال المجلس الأعلى للقوات المسلحة في بيان "عاد الإرهاب ليطل بوجهه القبيح مرة أخرى على مصر، ولكن هذه المرة في ثوب جديد هو مهاجمة القوات التي تتمركز في سيناء معتمدة على قلة خبراتهم لأنهم من عناصر الشرطة المدنية". وتابع البيان "سيدفع الثمن غالياً كل من امتدت يده على قواتنا في سيناء". بدوره اعتبر نائب رئيس المكتب السياسي لحماس موسى أبو مرزوق إغلاق المعبر "نوعاً من العقاب الجماعي". بينما اعتبرت الرئاسة الفلسطينية أن الهجوم على الجنود المصريين إنما يعتبر "دعوة مباشرة لاستدعاء العدوان الإسرائيلي على شعبنا الصامد والصابر في القطاع". وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة "التضامن مع مصر وشعبها في مواجهة الإرهاب والتطرف لا يكتمل دون اقتران القول بالعمل بحزم وبلا هوادة لاجتثاث الأسباب والبيئة التي ولدت وترعرعت في كنفها عصابات القتلة".