شيعت جموع غفيرة من أهالي منطقة جازان وعدد من القيادات الأمنية بالمنطقة أمس، جثمان الشهيد جندي أول حسين علي بواح زباني، الذي استشهد مساء أول من أمس في القطيف إثر تعرضه لإطلاق نار من قبل مثيري الشغب. وأقيمت صلاة الجنازة على الشهيد بعد صلاة الفجر في جامع قرية الملحاء شمال محافظة صبيا حيث يقطن ذوو الشهيد. وتقدم المصلين مدير شرطة منطقة جازان اللواء عبدالله المشيخي، وعدد من ضباط وأفراد الأمن العام بالمنطقة وكبار المسؤولين ووالد الشهيد وأسرته. ونقل المشيخي تعازي وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز، ومساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف لأسرة الشهيد، سائلاً الله أن يتغمده برحمته ويسكنه فسيح جناته. وقال المشيخي في تصريح ل"الوطن"، إن الشهيد قدم واجبا لدينه ووطنه، واستشهد أثناء تأدية عمله في ميدان الشرف والكرامة، ونال أفضل شرف، ونحن نفخر جميعا بأبنائنا الذين يعملون دفاعاً عن هذا الوطن ومقدساته، مؤكدا أن ولاة الأمر لا ينسون أبناءهم من رجال الأمن ممن ضحوا بأرواحهم في سبيل رفعة هذا الوطن المعطاء. وحول عم الشهيد الزباني، مشهد العزاء إلى مشهد فخر واعتزاز باستشهاد ابن أخيه الجندي حسين الزباني، بعد أن اعتلى منبر جامع الملحاء بعد صلاة الجنازة، وقال إن ابن أخيه لم يمت وهو حي عند ربه يرزق، وإن شهادته كانت في سبيل الله طالما أنه كان يدافع عن دينه ووطنه. وأكد أن ما لاقته أسرته من اهتمام ورعاية من حكومة خادم الحرمين الشريفين في كل ما وفرته من خدمات وما قدمته من تسهيل في نقل جثمان الشهيد عبر طائرة خاصة من مطار الملك فهد بالدمام إلى مطار الملك عبدالله بجازان ما هو إلا صورة حقيقية لتلاحم القيادة الحكيمة بأبناء شعبها. فيما تحدث والد الشهيد قائلا: تلقيت خبر استشهاد ابني بإيمان وعزيمة وهو يدافع عن دينه ووطنه في هذا الشهر الكريم وفي ميدان الشرف مع زملائه بالقطيف، مؤكدا أن شهادته اعتزاز لنا جميعا ومصدر فخر لكل أبناء جازان. وأشار عبدالله الزباني الشقيق الأكبر للشهيد إلى أن شقيقه استشهد في عامه الأول في مجال عمله، معتبرا أن ذلك شرف لا يضاهيه شرف، مبيناً أن الشهيد يعد الابن الأصغر للعائلة التي تتكون من 11 فرداً، خمسة من الذكور وأربع من الإناث بمن فيهم والده ووالدته. وأضاف أن الشهيد كان يحدث والدته دائما عن الدور البطولي الذي قام به الجنود البواسل في الدفاع عن تراب الوطن أثناء أحداث المتسللين الأخيرة على الشريط الحدودي، لافتا إلى أنه يتمنى أن يكون أحد أولئك الجنود الذين ضحوا بدمائهم، ونالوا شرف الشهادة وكأنه متيقن وعلى موعد معها، وأنه سينال ذلك الشرف. إلى ذلك، أجمع جيران الشهيد الذين فتحوا استراحتهم لاستقبال العزاء، على أن الشهيد كان من خيرة جيرانهم ويتمتع بأخلاق عالية وصاحب ابتسامة دائمة وهو محبوب من الجميع، وأن استشهاده وهو يدافع عن وطنه يعد فخرا للجميع.