انتهت اجتماعات اسطنبول المكثفة بين قوى المعارضة السورية والحكومة التركية لمناقشة التطورات حول خطوة نظام الرئيس بشار الأسد بتسليم مدينة القامشلي لعناصر من حزب العمال الكردستاني الذي عبرت قواته إلى داخل الأراضي السورية تحت حماية عناصر من الجيش السوري بعد ساعات من استعادتها لنقطة اليعربية الحدودية بين سورية والعراق. واتهمت قوى سياسية سورية، بغداد وطهران بالتورط في هذه الخطوة التي تؤكد المستوى الانتحاري الذي يمارسه نظام الأسد في مواجهة الهزائم المتواصلة. وخلال المباحثات التي استمرت عدة أيام قرر المجتمعون تفويت الفرصة على النظام وطلب من عناصر الجيش الحر والقبائل العربية والكردية بعدم الدخول في مواجهة مع عناصر حزب العمال الكردستاني رغم الاستفزازات التي يقومون بها من وضع حواجز ورفع أعلام. وقال عضو الامانة العامة للمجلس الوطني السوري منهل باريش ل "الوطن"ان "علينا نزع فتيل الأزمة التي قد تعصف بسورية من خلال اشتعال مواجهة مدمرة بين القوى العربية القبلية خاصة من قبيلة شمر وحلفاؤها من الأكراد وبين عناصر حزب العمال". وقال "الثورة مستمرة ولم ولن تنجح الخطط المريضة التي يحاول النظام من خلالها إثارة القلق لدى دول الجوار ونقل المعركة بعيدا عن حدوده في محاولة لإنقاذ نفسه بعد أن اصدر الشعب حكمه بطرد الطاغية". وعن كيفية التعامل مع حزب العمال الكردستاني والقلق التركي من هذا التغلغل الخطير، قال "أي تصريحات تصدر من حزب الاتحاد الديموقراطي السوري في كردستان العراق تتناول عمل قوات كردية شبه عسكرية تمهيدا لخطة انفصال وأن تكون مشروعا لبشماركة سورية فهو مرفوض". وحول الوضع الميداني أكد باريش أن معركة حلب هي في صمودها، ويعتبر هزيمة جيش الأسد وفشله في استعادتها نهاية المعركة بين النظام والجيش الحر وقوى المقاومة، مطالبا الدول الصديقة بعدما التخلي عن هذه المعركة والتي ستغير موازين القوى العالمية ليس في المنطقة فقط بل وفي العالم كله. واوضح ان معركة حلب تحتاج الى تضامن الدول الصديقة للشعب السوري مع المجلس الوطني الذي اصبح يلمس نوعاً من التغير في مواقف بعض الدول المساندة لقضية الشعب السوري حيث بدأت في التضييق على اعضاء المجلس الوطني وسجنهم لاسباب غير منطقية، واعتبر ان هذا التراجع يشكل خطرا ليس على اعضاء المجلس الوطني والمعارضة السورية بل وقوى العمل السياسي الذين يروجون لهذه القضية الانسانية حول العالم.