في الوقت الذي اعترف فيه نائب مدير فرع وزارة التجارة بعسير عبدالله القيسي بوجود مشكلة بين شركة الغاز والموزعين لتطبيق نظام معين مما تسبب في نشوب أزمة بانقطاع الغاز في عدد من المحلات بأبها وخميس مشيط، ما زالت الأزمة مستمرة لليوم الثالث على التوالي، إذ أغلق عدد من المحلات أبوابها أمام الزبائن لعدم توفر الغاز في ظل تزايد الطلب عليه وخصوصاً مع شهر رمضان المبارك. "الوطن" التقت عددا من المواطنين عند محلات الغاز، ومنهم عبدالله محمد عسيري الذي قال "أربعة أيام وأنا أبحث عن أنبوبة غاز، ذهبت لكل المواقع إما أن تكون مغلقة نهائيا في بعضها أو يتعذر وجود الغاز في بعضها الآخر دون معرفة الأسباب، مما سبب لنا معاناة كبيرة خصوصاً أننا في الشهر الكريم حيث يزيد الطلب على الغاز في كل المنازل". وأضاف عسيري، انتظرنا لليوم الأول لعلها مجرد أزمة عابرة، إلا أن الحال استمر على ما هو عليه لليوم الثالث على التوالي، متسائلاً عن سبب انقطاع الغاز عن محلات بيعه مع حلول شهر رمضان المبارك، منتقداً الغياب التام للجهات الرقابية. فيما رصدت "الوطن" إحدى المواطنات أمام محل لبيع الغاز في حي شمسان بأبها وهي تبكي، وأشارت إلى أنها أم لأربعة أيتام وحضرت عن طريق سيارة أجرة لمحل بيع الغاز حاملة معها الأنبوبة الوحيدة التي يعتمدون عليها في منزلهم، إلا أنها تفاجأت عند وصولها للمحل أنه لا يوجد غاز، مما جعلها أمام خيارين كلاهما مر، فإما أن تعود لمنزلها دون الغاز ثم تعود للمحل في وقت آخر وتتحمل مصاريف سيارة الأجرة، أو أن تبقى أمام المحل لحين توفر الغاز وتترك أطفالها وحدهم بالمنزل، مشيرة إلى أن هذه المعاناة تكررت العام الماضي في شهر رمضان المبارك. بدوره، طالب المواطن علي الخالدي، الجهات المعنية بالتحقيق في سبب نشوب هذه الأزمة وإيقاع العقوبة على المتسبب سواء الشركة أو الموزعين، مراعاة لحقوق المواطنين وخصوصاً مع حلول هذا الشهر الفضيل، مؤكداً أن العديد من الأسر في مدينة أبها وخميس مشيط عاشت خلال الأيام الماضية أياما عصيبة مع انقطاع الغاز، متسائلاً عن دور الغرفة التجارية في إنهاء هذه الأزمة. من جهته، اعترف نائب مدير فرع وزارة التجارة بمنطقة عسير عبدالله القيسي ل"الوطن" أمس، بوجود مشكلة بين شركة الغاز والموزعين، وقال الشركة تريد تطبيق نظام معين وكان اختيار الوقت غير مناسب ويجب أن تتوقف عن اشتراطاتها التى تطالب بها الآن إلى ما بعد رمضان، مشيراً إلى أنها تمت مخاطبة إمارة عسير بطلب زيادة عدد الموزعين وتغيير الموزع غير الملتزم. كما أشار إلى أنها تمت مخاطبة الوزارة منذ أول من أمس لكن لم يأت حتى أمس أي رد. ووعد القيسي بالعمل العاجل على إنهاء المشكلة، مؤكدا أنه تم تعميد الشركة بإنهاء المشكلة القائمة بشكل فوري، حيث حددت مهلة 24 ساعة للشركة ليكون تجاوزالأزمة اليوم، لافتاً إلى أن شروط شركة الغاز على الموزعين تتمحور في أن يكون هناك عدد سيارتين لكل محل توزيع غاز، وإعادة عبوات الغاز الفارغة بشكل يومي، وبذلك لابد من توفير سيارة أخرى تنقل العبوات بشكل يومي، فضلاً عن اشتراطات مالية للتأمين.