درجت المملكة وبشكل متصل على تقديم كم كبير من المساعدات التنموية المادية والإنسانية لمختلف دول وشعوب العالم، ولم تأل السعودية حكومة وشعبا، جهدا بالمسارعة في مد يد العون وإغاثة الملهوف في أية بقعة من بقاع الأرض متى نادى منادي الإنسانية، وتعتبر المملكة أكبر دولة تقدم مساعدات تنموية للدول النامية من حيث نسبة ما تقدمه من عون إنمائي إلى إجمالي ناتجها القومي، وذلك انطلاقا من دورها الريادي في مساعدة الدول، وتعزيز جهودها لدفع مسيرتها التنموية في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية، خاصة للدول الأقل نموا والأشد فقرا، مما جعلها في مقدمة الدول المانحة على الصعيدين العالمي والإقليمي، وشهدت الفترة الأخيرة واحدة من أكبر موجات الإغاثة في التاريخ الحديث، وكان للمملكة القدح المعلى في تلبية النداء الإنساني الذي انطلق من غرب أفريقيا ومن وسطها حتى وصل إلى شمال القارة السمراء أخيرا. وإنفاذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وصلت أخيرا جسور الإغاثة السعودية إلى عدد من الدول الأفريقية ومنها النيجر، حيث تمت إغاثة المتضررين من الأمطار الغزيرة والفيضانات التي شهدتها البلاد، كما وصلت الإغاثة السعودية إلى واجادوجو عاصمة بوركينافاسو، للتخفيف من آثار الأمطار الغزيرة، وكذلك الحال مع السنغال التي وصلتها المساعدات السعودية لإغاثة متضرري السيول والفيضانات، وأرسلت المملكة إلى تشاد 71 طنا من المواد الإغاثية في وقت سابق، فيما تم تقديم مساعدات إنسانية لجمهورية إثيوبيا، تضم مواد غذائية متنوعة تقدر بنحو 300 طن هدية لشعب إثيوبيا، وكان خادم الحرمين الشريفين، قد أمر العام الماضي بتخصيص 50 مليون دولار لشراء مواد غذائية للاجئين الصوماليين تقدم عن طريق برنامج الغذاء العالمي، إضافة لعشرة ملايين دولار لتأمين الأدوية واللقاحات بالتنسيق بين وزارة الصحة، ومنظمة الصحة العالمية، كما وجه بتأمين كميات من التمور لهؤلاء اللاجئين بالتنسيق بين وزارة المالية، ووزارة الزراعة، وفي بداية العام الجاري وصلت إلى ميناء العاصمة الصومالية مقديشو باخرة المساعدات السعودية الثانية، التي سيرتها الحملة الوطنية السعودية لإغاثة الشعب الصومالي من ميناء جدة الإسلامي، وهي محملة بالمواد الإغاثية البالغ حمولتها 10 آلاف طن من المواد الغذائية والإغاثية المتنوعة، كما باشرت الحملة سابقاً توزيع كميات كبيرة من المواد الغذائية والإغاثية والطبية التي وصلت إلى العاصمة الصومالية عبر الباخرة الإغاثية الأولى، والجسر الجوي الذي شمل 24 طائرة حملت آلاف الأطنان من المواد الإغاثية المتنوعة، لمساعدة متضرري مجاعة الصومال، غطت حاجة ما يقارب مليونا وأربعين ألف صومالي، وفي فبراير الماضي أرسلت المملكة إلى تونس 530 طنا من المواد الإغاثية شملت مواد غذائية وأدوية طبية وخيم وبطانيات، ليتم إرسالها على خمس دفعات متتالية على مدى خمسة أيام متواصلة. إلى ذلك أكد تقرير لبرنامج الغذاء العالمي في المقر الأوروبي للأمم المتحدة بجنيف في يناير الماضي أن المملكة هي الدولة الرائدة على مستوى العالم في مكافحة الجوع والمساعدات الإنسانية، موضحا أن التبرعات التي قدمتها المملكة أسهمت بشكل كبير في تخفيف المعاناة في مجاعة القرن الأفريقي وأسهمت أيضا في التنمية المستدامة عبر إقامة المشاريع الزراعية ومشاريع إنتاج الغذاء في المجتمعات التي تعجز عن إنتاج غذائها، لتكون نتائج مساهماتها طويلة الأجل، وتشارك في مشاريع التنمية المستدامة. وقال المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي أمير عبدالله، أنه خلال ذروة الأزمة الغذائية العالمية وارتفاع أسعار الوقود، أعلن الملك عبدالله بن عبدالعزيز، عن منح المملكة 500 مليون دولار للبرنامج، وهي أعلى مساهمة يتم تقديمها دفعة واحدة في تاريخ المنظمات الدولية كافة، وأضاف" ساعدت هذه المنحة برنامج الغذاء العالمي في الوصول إلى ملايين الجياع، وأن هناك 60 دولة استفادت من تبرعات المملكة معظمها في أفريقيا كالصومال والسودان وإثيوبيا وكينيا.