مع بداية كل إجازة صيفية، يبدأ موسم الزواجات لدينا ويبدأ أصحاب الفرح بتوزيع بطاقات الدعوة للأهل والخلان والأصدقاء، ويبدأ هؤلاء بالتهاني الحارة والتبريكات المفضلة، فبعضهم يسوغ للشاب المتزوج عبارات الجد وأخرى تأخذ شكل الهزل، فمنها على سبيل المثال ما يعنى بالرجولة والفحولة وإبراز العين الحمراء, وفرض الرأي على الزوجة بالأمر والنهي. أما الزوجة فتبقى في تلك الليلة يكتنفها الخوف المريع, وما يدور في نفسها من علامات الاستفهام للرجل المقبل عليها، وبنات جنسها يرددن عليها النصائح (الطاعة والسمع للزوج فيما يقول)، فأغلب الحياة الزوجية تسير خلف أهواء وآراء الآخرين، وليس ما تمليه الشراكة بين الزوجين من معاني المودة والرحمة في السكنى, والتفاهم والتلاطف في الحياة الزوجية, وكيفية بناء العش الزوجي، وكيف يتم ذلك بالحب الصادق والعلاقة الحميمة بينهما مهما عصفت بهما رياح الظروف واجتاحت بهما العادات والتقاليد القبلية. فلماذا لا نؤسس لزواج يبنى أساسه على التصالح المستمر والتعايش الدائم بعيدا عن النصائح السلبية, والتوجيهات الخاطئة التي نسمعها وتتكرر دون أن نعي. فعلينا أن ندرك أن كل ما حولنا قد تغير بفعل التكنولوجيا التي نعيشها، وبالتالي أفكارنا ونصائحنا لابد أن تساير الزمان والمكان.