تسابقت القوى الدولية -ومنذ سنوات عدة- ساعية إلى إنشاء قواعد عسكرية في منطقة القرن الإفريقي لتكتنز هذه المنطقة الصغيرة بأكثر من 16 قاعدة عسكرية، فيما ازداد الصراع الخفي بين «الولاياتالمتحدةالأمريكية، الصين، بريطانيا، فرنسا» للسيطرة عليها، رغم تباين أهداف كل دولة من هذه السيطرة. ويقول خبراء عسكريون، إن أهمية منطقة القرن الإفريقي برزت بعد حرب أكتوبر 1973، إذ كان لإغلاق باب المندب دور جوهري في التأثير على مجريات الحرب، مما شد الانتباه إلى أهمية ذلك المضيق في التأثير على واقع دول المنطقة التي تطل عل البحر الأحمر وخليج عدن، وكيفية تحكمها بشكل كبير في حركة التجارة العالمية. فضاء دول القرن يقول معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، إن القرن الإفريقي يتم تعريفه على أنه المنطقة التي تضم «إريتريا، جيبوتي، الصومال، إثيوبيا»، ولكن من الناحية العسكرية، فإن القرن الإفريقي يشير إلى فضاء أمني، يضم إضافة إلى الدول الأربع، كلا من «كينيا، جزر سيشيل، جنوب السودان، السودان». غير أن حسابات القوى العسكرية الأجنبية في تلك المنطقة تشمل الوجود العسكري البحري في خليج عدن، وجنوب البحر الأحمر، ومضيق باب المندب، كما يضع المخططون العسكريون، القواتِ الأجنبية الموجودة في مناطق قريبة من القرن الإفريقي، وتتعاون مع القواعد الموجودة بالمنطقة، ضمن حسابات القوى الخاصة بالقرن الإفريقي، خاصة القوات الموجودة في الساحل الإفريقي والخليج والمحيط الهندي. الوجود العسكري يفسر الخبراء الوجود العسكري الأجنبي في القرن الإفريقي بأنه يشمل قواعد القوات البرية، وموانئ، ومطارات عسكرية صغيرة، ومعسكرات تدريب، ومنشآت شبه دائمة، ومراكز دعم لوجيستي، سواء بشكل دائم، أو في مهام مؤقتة، وأبرز جوانبها القواعد المنتشرة بالقرب من سواحل القرن الإفريقي، المطلة على البحر الأحمر والمحيط الهندي وخليج عدن. أهمية القرن الجيوسياسية تقول صحيفة «وول ستريت جورنال»، إن أهمية منطقة القرن الإفريقي تكمن في أنها تطل على البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي، ويمكن لمن يسيطر عليها أن يتحكم في مضيق باب المندب، الذي يعدّ واحدا من أهم الممرات المائية في العالم، تجاريّا وعسكريّا، لافتة إلى أن الدول الكبرى تنفق ملايين الدولارات، لحماية ممرات التجارة العالمية. كما تتسابق الدول التي تمتلك قوات بحرية في المنطقة إلى إنشاء قواعد عسكرية تعمل كمراكز دعم لوجيستي، ونقطة انطلاق لعملياتها الحربية في المنطقة، ضمن عمليات مكافحة الإرهاب والتصدي لعمليات القرصنة، إذ تمتلك فرنسا قاعدة قديمة في جيبوتي، بينما أنشأت الولاياتالمتحدةالأمريكية قاعدة لها عقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر2011، لتكون نقطة انطلاق لقواتها في عمليات محاربة الإرهاب في اليمن والقرن الإفريقي. القواعد العسكرية تقول تقارير عسكرية، إن 16 دولة تدير 19 قاعدة عسكرية في منطقة القرن الإفريقي، فيما يتوقع أن تضيف تركيا وروسيا، إضافة إلى دولتين عربيتين 4 قواعد جديدة محتملة في المنطقة، فيما شهد الساحل الإفريقي تزايدا كبيرا في حجم الوجود العسكري الأجنبي به منذ 2001، حسبما أورد موقع «ديفينس ويب». جيبوتي تتمركز في جيبوتي التي لا تتجاوز مساحتها 23 ألف كيلومتر مربع «تكبرها إمارة أبو ظبي مثلا بثلاثة أضعاف تقريبا»، 9 قواعد عسكرية والعاشرة قريبا، حيث تقبع وسط محيط مثقل بالإرهاب والحروب «الصومال، إثيوبيا، إريتريا، اليمن»، مما جعلها حاضنة لقواعد عسكرية أمريكية وألمانية وإيطالية وصينية ويابانية، وإسبانية، إضافة إلى 3 قواعد فرنسية، بينها قاعدة بحرية، ومطاران، أحدهما في منطقة ساحلية. الصومال وحسب معهد ستوكهولم، يوجد في الصومال 5 قواعد عسكرية أجنبية عاملة، تشمل قاعدة عسكرية للإمارات العربية المتحدة في مدينة بوساسو الصومالية، وقاعدة أخرى في مدينة بربرة بإقليم «أرض الصومال»، يضاف إلى ذلك قاعدة تركية في مقديشو، وقاعدة «باليدوجل» الجوية الأمريكية في محافظة شبيلي السفلى، والقاعدة البريطانية في منطقة بيدوا. إريتريا تحتضن دولة إريتريا قاعدتين عسكريتين: الأولى قاعدة عسكرية إسرائيلية، لم يتم تحديد موقعها، وقاعدة عسكرية إماراتية، في مدينة عصب الساحلية، حسب معهد ستوكهولم الذي ذكر أنه من المحتمل أن تكون روسيا لديها قاعدة عسكرية في تلك الدولة. إثيوبيا لم يشر التقرير إلى وجود أي قواعد عسكرية أجنبية في إثيوبيا، غير أنه يقول إن المنظور العسكري للقرن الإفريقي يشير إلى أنه يشمل فضاء أمنيا أوسع يضم «كينيا، سيشيل، جنوب السودان، السودان»، لافتا إلى وجود قاعدتين عسكريتين في كينيا: إحداهما أمريكية، والأخرى بريطانية، وقاعدة أمريكية في سيشيل. القواعد البحرية تعدّ القوات البحرية المتمركزة قبالة سواحل القرن الإفريقي، وفي جنوب البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي، ضمن القوات الأجنبية، المؤثرة في منطقة القرن الإفريقي. التمركز الأمريكي تمتلك الولاياتالمتحدةالأمريكية أكبر قاعدة عسكرية في منطقة القرن الإفريقي، وتحديدا في جيبوتي، إذ يوجد بها أكثر من 4 آلاف فرد، بين عسكري ومدني، أنشئت بعد هجمات 11 سبتمبر، كما تمتلك واشنطن قواعد عدة عسكرية سريّة في دول القرن، حيث توجد في كينيا قاعدتان بحريتان، وقاعدة جوية في إثيوبيا للطائرات دون طيار. ويقول موقع «انترسبت» الأمريكي، إن مهام القوات الأمريكية في القرن الإفريقي تكمن في تحقيق هدفين، هما: مكافحة الإرهاب، ومكافحة القرصنة، إذ أنشئت قيادة خاصة بتلك المنطقة تحمل اسم القيادة المشتركة لمنطقة القرن الإفريقي، ويشمل نطاق عملها كلا من» إريتريا، الصومال، إثيوبيا، جيبوتي»، إضافة إلى «كينيا، سيشيل، السودان». وتحولت قيادة منطقة القرن الإفريقي في 2007، من القيادة المركزية الأمريكية، إلى القيادة الأمريكية في إفريقيا «أفريكوم»، وزاد عدد الجنود الأميركيين التابعين لقوة المهام بالقرن الإفريقي إلى 4 آلاف جندي عام 2017، يتمركزون في جيبوتي، وتضم مقاتلات «إف 15 إي إس»، ومقاتلات «إف 16»، إضافة إلى دبابات. الانتشار البريطاني افتتحت بريطانيا قاعدة عسكرية جديدة في مدينة بيدوا الصومالية، لتدريب ما يقرب من 120 من جنود القوات الصومالية، وتعزيز الاستقرار والأمن على المدى الطويل في الصومال، كما تعمل على مساعدة الجيش الصومالي في تنفيذ العمليات الحالية بمنطقة شابيلي السفلى، إلى جانب تقديم الدعم العملي في المناطق المستعادة حديثا. كما توجد قاعدة عسكرية تابعة للجيش البريطاني في شمال العاصمة الكينية نيروبي، لتدريب القوات الكينية، والتي تأتي بموجب اتفاق كيني - بريطاني، تنفذ 6 كتائب مشاة سنويًّا تدريبات، إضافة إلى 3 فترات تدريب لمهندسين عسكريين ينفذون مشروعات مدنية في البلاد. ويتمثل وجود القواعد العسكرية لبريطانيا في السابق في القرن الإفريقي، على شاكلة القوات التابعة للاتحاد الأوروبي، والتي تتمركز في جيبوتي والمعروفة بالعملية الأوروبية لمكافحة القرصنة، وتضم 8 دول أوروبية بهدف السيطرة على عمليات القراصنة، في مضيق باب المندب، ومراقبة حركة الملاحة العالمية. ماذا تستفيد الدول المستضيفة للقواعد الإيرادات الناتجة عن المتاجرة بالقواعد العسكرية ضرورية في تنمية البلاد تحتفظ الدولة بمفاتيح القواعد العسكرية على الرغم من تشويه سيادتها تشكل القواعد العسكرية عنصرا تجاريّا حقيقيّا ودبلوماسيّا في الوقت نفسه تتنافس الدول فيما بينها لجذب القوات العسكرية الأجنبية للاستفادة من الإيرادات مردود القواعد يشمل -أيضا- الضمانات العسكرية، والدعم المادي، وإنشاء البنى التحتية. أهمية القرن الإفريقي الجيوسياسية يطل على البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي يطل على أهم الممرات المائية في العالم، تجاريّا وعسكريّا من يسيطر على القرن يتحكم في مضيق باب المندب القواعد العسكرية تعمل كمراكز دعم لوجيستي نقطة انطلاق لعمليات مكافحة الإرهاب والتصدي للقرصنة يشكل نقطة انطلاق لعمليات محاربة الإرهاب في اليمن والصومال أبرز أهداف القواعد العسكرية في القرن الإفريقي الصين أطلقت أول عملية بحرية 2008 لمكافحة القرصنة في خليج عدن