أثار قرار مجلس الوزراء المصري بإلغاء الاحتفال بمولد السيدة زينب امس خشية انتشار أنفلونزا الخنازير بين رواد المولد الذين يفدون من أنحاء مصر، جدلا بين قيادات الطرق الصوفية في مصر، فيما اعتبر الرافضون أنه لا معنى لهذا القرار في ظل "الحماية" التي يتمتع بها الصوفيون ببركة أولياء الله الصالحين، على حد اعتقادهم. ووفقا لما نشرته صحيفة المصريون اليوم الثلاثاء وصف الشيخ محمد الشهاوي رئيس اللجنة الخماسية المكلفة إدارة المشيخة العامة للطرق الصوفية القرار بأنه "تهريج وسخف واستهانة واستفزاز بالمشاعر الروحية لأتباع الطرق الصوفية في مصر" الذين قدر عددهم بحوالي 15 مليون صوفي. وأضاف في اتصال هاتفي مع "المصريون" من المملكة المغربية حيث يشارك مشايخ الطرق الصوفية في مصر في الاحتفال بمناسبة عيد جلوس الملك محمد السادس علي العرش المغربي، إن "الصوفية في مصر لا يخافون ولا يخشون فيرس أنفلونزا الطيور أو الخنازير"، في إشارة إلى مبررات الحكومة بإلغائها الاحتفال بموالد آل البيت في مصر، خوفا من انتشار العدوى بالفيروس. وكانت لجنة مشتركة من مختصين بوزارة الصحة ونقيب الأطباء وأساتذة الأمراض الصدرية من جامعتي القاهرة وعين شمس، وممثل لوزارة الأوقاف ومستشار الصحة العالمية لبحث أوصت بمنع إقامة الموالد في الوقت الحالي بجميع أنحاء مصر، نظرًا للزحام الشديد الذي تشهده هذه الموالد بما يساعد على انتشار الأمراض في التجمعات والأماكن المزدحمة سيئة التهوية. وقال الشهاوي في سياق اعتراضه: إن "أتباع الطرق الصوفية محصنون ببركة أعمالهم وبركة ورضا آل البيت وأولياء الله الصالحين، ثم أن الله هو الحافظ وهو الشافي"، وأبدى تحديه للقرار الحكومي، مؤكدا أن الصوفيين مصممون على الاحتفال بمولد آل البيت ويرفضون أن تعلق الحكومة "خيبتها الثقيلة"- حسب وصفه- على شماعة الصوفية. في حين قال الشيخ محمد عبد المجيد الشرنوبي شيخ الطريقة البرهامية إنه يؤيد تأجيل الاحتفالات حتى يزول خطر وباء أنفلونزا الخنازير، خاصة وأن هناك بعض الحكومات التي اتخذت قرارا بإلغاء العمرة إلي البيت الحرام، حيث قررت تونس وموريتانيا إلغاء العمرة خشية إصابة مواطنيها بالوباء. لكنه اعتبر قرار إلغاء الاحتفال بالموالد "يكشف لنا أن آل البيت وأولياء الله الصالحين غاضبون جدا وغير راضين عن الأوضاع السيئة التي نعيشها والحال المزري الذي وصلنا إليه وتعسف الحكومة ضد الصوفية، خاصة بعد اعتقال الشيخ مصطفي الهاشمي وإلغاء الليلة الكبيرة لمؤسس الطريقة الهاشمية في أبو حمص بالبحيرة". ورأى عضو باللجنة الخماسية المكلفة إدارة الطرق الصوفية أن "القرار ظاهره الخوف من فيرس أنفلونزا الخنازير، في حين أن السبب الحقيقي لإلغاء هو غضب آل البيت وأولياء الله الصالحين مننا ومن سلوكياتنا وأخلاقنا"، واستدرك قائلا: الحكومة لا تجرؤ ولا تستطيع إلغاء الاحتفالات بمولد آل البيت، لكن التأجيل جاء بصورة مؤقتة حتى تزول الغمة والكرب. وأوضح الشرنوبي أن قرار تأجيل الاحتفال بالموالد يشمل الموالد الكبيرة مثل السيدة زينب والسيد البدوي وسيدي إبراهيم الدسوقي حيث يشارك في هذه الموالد ما يقرب من 2 مليون مواطن، أما الموالد والليالي الصغيرة فهي مستمرة لأنها لا تشهد زحاما كبيرا، مشيرا إلى أن الإسكندرية تشهد احتفالات بمولد سيدي جابر وستحتفل الأسبوع القادم بمولد سيدي بشر وسيدي كمال