أو إن شئت الإعلام المتفاعل، هي تلك التي تسمح للقارئ بالتعليق على الخبر والعمود الصحفي وكل ما ينشر فيها، وبذلك تتعرف على رد فعل القارئ وتفاعله مع الأحداث، وكلما كان هامش الحرية المتاح للقارئ واسعا، كلما تمكنت الصحيفة من الوصول إلى نبض القارئ ودخيلته، والملاحظ أن هامش الحرية المتاح للقارئ أوسع من المتاح للكاتب الصحفي، وأنا أقول ذلك من واقع تجربة شخصية باعتباري كاتب عمود صحفي، وغالبا ما ألاحظ أن القارئ في تعليقه يقول ما ترددت أو لم أجرؤ أن أقوله، فعلى سبيل المثال غالبا ما ألجأ لكي أتجنب مقص الرقيب إلى التورية والمواربة والالتفاف حول الموضوع دون الدخول فيه مباشرة، فأفاجأ بأن القارئ فسر ما واريته والتففت حوله وصرح به، ولا شك في أن الصحافة التفاعلية هذه أعطت جرعة من الحياة للصحافة ولولاها لانتهت الصحافة إلى الموات، وهو ما يحدث لها تدريجيا الآن في وجود التويتر والفيسبوك وماي سبيس والمدونات، فهنا الحرية ليس لها هامش بعكس تعليقات القراء التي تخضع في النهاية لرقابة الصحيفة، وهنا ستستطيع أن تتعرف على النبض الحقيقي للشعب، فليس ثمة من يراقب أو يحد من حرية ما يكتب في هذه الوسائل الالكترونية، ولو حاولت جهة ما حجبها لاحتاجت إلى الملايين وإلى آلاف المراقبين، ثم إن هذه الوسائل أسرع من الصحف في نشر الخبر حتى من الصحف التي لها أكثر من طبعة في اليوم، ولكن هل يأتي اليوم الذي تنتهي فيه الصحافة؟ لقد ماتت فعلا صحف كبيرة واسعة الانتشار مثل نيوز أو ذي وورلد والساينس كريستيان مونتير، والبقية يجب أن تتغير وتتجدد لكي تستمر على قيد الحياة. نقلا عن الرياض