افتتحت أمس الثلاثاء في مركز اكسل للمعارض والمؤتمرات في العاصمة البريطانية لندن القمة الوزارية لمنظمة السياحة العالمية وسوق السفر العالمي بمشاركة المملكة ووفود 149 دولة ، كما انطلقت في الوقت نفسه فعاليات الدورة الرابعة لمعرض سوق السفر العالمي "دبليو تي أم"، ورأس وفد المملكة العربية السعودية في القمة رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز .. ونوه الأمير سلطان بن سلمان في كلمته بالندوة الرئيسية للقمة التي حملت عنوان "كيفية سد الفجوة بين السياحة والطيران"، بتزايد أهمية المملكة الاقتصادية، ومكانتها كمحور مهم في منظومة الاقتصاد العالمي، وأبان أن السوق السياحية السعودية شهدت خلال السنوات الماضية تطوراً ملحوظاً من حيث إقبال السائح السعودي، حيث تشهد المملكة وبشكل سنوي أكثر من (33) مليون رحلة سياحة داخلية، كما أسهمت السياحة في توفير 751 ألف وظيفة مباشرة، مشيراً إلى أن المملكة اهتمت خلال السنوات الماضية بتنمية قطاع السياحة وتطويره، لما له من دور مهم في تنمية الاقتصاد الوطني وتوفير فرص العمل للمواطنين .. وقال إن "المملكة العربية السعودية توجد فيها قبلة المسلمين وموطن الحرمين الشريفين، وتتبوأ مكانة دينية وسياسية واقتصادية مرموقة، كما أن موقعها الجغرافي الاستراتيجي كان مسرحاً لتقاطع طرق التجارة الدولية والأحداث المهمة عبر التاريخ كونها ملتقى للحضارات وجسراً للتواصل الحضاري، وأضاف: "وفي هذا العصر، تزايدت أهمية المملكة الاقتصادية، ومكانتها كمحور مهم في منظومة الاقتصاد العالمي، ويدل على ذلك مكانة المملكة في المحافل الدولية لاسيما بعد انضمامها في ديسمبر 1999م إلى مجموعة العشرين "G20″ التي تضم أكبر 20 اقتصاداً في العام، مشيرا إلى أن المملكة تعد الدولة العربية الوحيدة العضو في مجلس إدارة صندوق النقد الدولي. وبين أن نصيب المملكة من إجمالي حصص الدول الأعضاء في صندوق النقد الدولي بلغ 2,93%، وبلغت قوتها التصويتية 2,8%, لافتا إلى أن المملكة تمكنت من زيادة حصتها في صندوق النقد الدولي بنسبة 4% خلال عام 2012م والثلاثة أرباع الأولى من عام 2013م"، وأشار إلى أن المملكة أنشأت هيئة مسئولة عن القطاع السياحي تأكيداً على اعتماد السياحة قطاعاً إنتاجياً رئيسا وانطلاقاً من المقومات السياحية المتميزة التي تتمتع بها المملكة، إضافة إلى ما تتميز به المملكة من استقرار سياسي وأمني وتقدم واضح في الاقتصاد والمجتمع السعودي .. وأفاد أنه قد نقلت إلى الهيئة مهمة تطوير هذا القطاع الاقتصادي المهم وما يرتبط به من قطاعات أخرى مهمة مثل: مرافق الإيواء السياحي، وكالات السفر والسياحة، ومنظمي الرحلات السياحية، وتطوير الوجهات السياحية الكبرى، و إعادة هيكلة وتطوير قطاع المعارض والمؤتمرات، بالإضافة إلى قطاعات أخرى تتعلق بالجانب الثقافي والتراث الوطني، وكشف عن أن الهيئة عملت منذ إنشائها على إعداد وتنفيذ خطة وطنية لتطوير السياحة في المملكة وزيادة تنافسيتها، وتعديل الأنظمة ذات العلاقة بصناعة السياحة، واستحداث أنظمة جديدة، حيث كان آخر قرار أصدر خلال الشهر الماضي هو نظام السياحة الوطنية لتنظيم وتطوير هذا القطاع الاقتصادي الكبير" . وتابع : "كما عملت الهيئة على مواجهة الطلب المرتفع والمتزايد على السياحة المحلية من خلال البدء في تهيئة المواقع السياحية للاستثمار، وجذب الاستثمارات في الوجهات والمواقع السياحية، حيث تم مؤخراً إقرار عدد من الشركات المساهمة في القطاع السياحي كما تم إقرار برامج موجهة لتطوير منظومة مرافق الإيواء المتخصصة وتحفيز المستثمرين والمطورين ، ومنها التمويل الميسر للمشاريع السياحية وتمديد تأجير مواقع تابعة للدولة لمدة تصل إلى 60 عاما" .. ولفت الأمير سلطان بن سلمان إلى أنه خلال السنوات الماضية شهدت السوق السياحية السعودية تطوراً ملحوظاً من حيث إقبال السائح السعودي، موضحا أنه حسب إحصاءات مركز المعلومات والأبحاث السياحية (ماس) بالهيئة العامة للسياحة والآثار لعام 2012م فإن المملكة تشهد وبشكل سنوي أكثر من (33) مليون رحلة سياحة داخلية، وأكثر من (18.6) مليون رحلة سياحية مغادرة، وأكثر من (14.3) مليون رحلة قادمة منها (7.2) رحلة للحج والعمرة، مما جعل المملكة تجذب عدد كبير من شركات الطيران الدولية، ونتج عن ذلك مليون و126 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة بقطاع السياحة ، منها 751 ألف وظيفة مباشرة في قطاع السياحة، وبين أن نسبة السعودة في هذه الوظائف ارتفعت من 10% في عام 2000 إلى 27% في عام 2013م فيما بلغ عدد العاملين في قطاع الطيران بشكل مباشر وغير مباشر 219،000 شخص يعملون في بشكل مباشر في قطاع الطيران و 139،000 وظيفة في قطاع السياحة المرتبط بأنشطة الطيران .. وأبان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار أنه لتحقق التطوير في الحركة السياحية من وإلى المملكة، فقد عملت المملكة على تطوير البنية التحتية للخدمات العامة، ونظراً لمساحة المملكة الواسعة، فلقد كان من الأهمية بمكان تطوير النقل بمختلف وسائله، الطرق البرية، وخطوط السكة الحديد، وتطوير حركة النقل الجوي بين مدن المملكة وبين المملكة ودول العالم، حيث تم إقرار الخطة الاستراتيجية للنهوض بصناعة الطيران بالمملكة من مجلس الوزراء عام 2012م لتشجيع شركات الطيران على تقديم الخدمة للمطارات الداخلية وإشراك القطاع الخاص في إدارة وتشغيل المطارات .. وأشار إلى أن الهيئة العامة للطيران المدني في المملكة عملت على زيادة عدد الرحلات الجوية من خلال منح تراخيص وتشغيل لشركات طيران جديدة، وفتح المطارات الإقليمية للرحلات الدولية، وتحديث المطارات، وقال الأمير سلطان بن سلمان إن حركة النقل الجوي الداخلي والدولي في المملكة شهدت نمواً سريعاً خلال العشر سنوات الماضية مع تطور الحركة السياحية الداخلية، والتطوير الاقتصادي والاجتماعي الذي شهدته المملكة, حيث عملت المملكة على تحرير حركة النقل الجوي، وفتح المجال بشكل أكبر للقطاع الخاص ولشركات طيران جديدة لتسيير رحلات داخلية، وفتح المجال للمزيد من شركات الطيران الدولية لتسيير رحلات للمملكة بالإضافة إلى تطوير وفتح المزيد من المطارات المحلية لاستقبال رحلات دولية وصلت إلى (12) مطارا .. وأوضح أن المملكة تعمل حالياً على زيادة الطاقة الاستيعابية للمطارات لاستيعاب الطلب المتزايد على هذا القطاع، مؤكداً أن موقع المملكة والإمكانات التي أتاحتها والتسهيلات التي وفرتها أسهمت بشكل كبير في حركة النقل الجوي ليس إلى المنطقة فحسب وإنما بين قارات العالم. وقال إن "هناك تنسيقاً مستمراً بين هيئة السياحة وهيئة للطيران المدني وشركات الطيران المحلية يتمثل في اجتماع دوري بين الجهات للتنسيق ووضع الخطط التي تسهم في تطوير وتنمية حركة السياحة المحلية من خلال تدعيم قدرات النقل الجوي، وتوفير القوى البشرية العاملة في السياحة وصناعة النقل وبخاصة النقل الجوي، حيث أنشأت المملكة خلال العشر سنوات الماضية أكثر من (25) كلية ومعهداً في تخصصات مختلفة لخدمة هذا الصناعة، ومن خلال مراجعة وإقرار استراتيجيات وخطط تم تنفيذها حاليا لإعادة هيكلة قطاعات السفر والسياحة ، والنقل الجوي الداخلي، أرتفع عدد ركاب الرحلات الداخلية بنسبة (20%) خلال عام 2012م ليصل إلى (16.6) مليون راكب، ويتوقع أن ينمو بمعدل 7% سنوياً، كما يتوقع أن يصل عدد الركاب في عام 2014م إلى (19) مليون راكب، كما أنه من المتوقع أن تصل حركة النقل الداخلية في 2020م مرجح لها أن تصل إلى ( 28.5) مليون راكب، وتتجاوز الحركة الدولية أكثر من (20) مليون راكب" .. وتركزت محاور النقاش في الندوة الرئيسة للقمة والتي حملت عنوان "كيفية سد الفجوة بين السياحة والطيران" على قضايا التأشيرات والضرائب بمختلف أنواعها، وتسهيل مفهوم إجراءات السفر، والأمن، كما تناول الوزراء والخبراء في الندوة تجارب عدد من الدول في شأن التأشيرات والنمو المتزايد لرحلات الطيران وضرورة استمرار الحوار والنقاش بين المسؤولين في قطاعي السفر والسياحة من جانب والطيران من جانب آخر، وأبرز المتحدثون أهمية النظر إلى الفوائد الاقتصادية التي يشترك فيها الجميع كبديل لمفهوم مبدأ المعاملة بالمثل بالنسبة لقضايا التأشيرات، وعدد الوزراء والخبراء الطرق والسبل الكفيلة بازدهار صناعة السفر والسياحة للوصول بإجمالي عدد السياح على مستوى العالم إلى 1.8 بليون سائح بحلول عام 2030، مؤكدين أن العصر الحالي هو عصر السفر بينما سيستمر الأفراد في السفر رغما عن بعض الصعوبات .. يذكر أن معرض سوق السفر العالمي يعد من أبرز المناسبات المتخصصة في السياحة والسفر حيث تستقطب أكثر من 48,000 من كبار خبراء السفر والمسؤولين الحكوميين ووسائل الإعلام العالمي، للتعرّف على آخر التوجهات والتطورات في عالم السياحة والسفر، وتستمر فعاليات المعرض إلى يوم الخميس بمشاركة 5000 عارض من 149 دولة، فيما شهدت الندوة الرئيسة مشاركة عدد كبير من وزراء السياحة من مختلف دول العالم. الأمير سلطان في القمة ألأميز سلطان في القمة الامير سلطان يتحدث في القمة // الرياض | الشرق