جدة – عبدالعزيز الخزام القرشي: عليها إعادة تشكيل سياساتها لتتواءم مع الواقع الجديد الحارثي: ينبغي أن تهتم بالمناطق المنسية وتدعم حركة النشر الدبيش: أدعوها لمعالجة أسباب العزوف بعد دراسة الأسباب الشريف: أتمنى العناية بالموهوبين وإشراكهم في التخطيط والتنفيذ طالب كتاب ومثقفون المؤسسات الثقافية المحلية بتفعيل نشاطاتها في العام الجديد، والعمل على تحقيق الأهداف السامية التي أنشئت من أجلها، وتلمس حاجات المثقفين، وتجاوز الخلافات والعقبات التي تقف حائلا أمام تقدم النشاطات. وعلى مشارف العام الهجري الجديد، يوجه عدد من الكتاب والمثقفين، عبر «الشرق» رسائل للمؤسسات الثقافية، تعرض ما الذي يودون من هذه المؤسسات العمل على تحقيقه. واقع العولمة خلف القرشي في البداية طالب القاص والمترجم خلف القرشي، المؤسسات الثقافية بإعادة النظر في سياساتها العامة، وقال: «رسالتي الموجزة للمؤسسات الثقافية مع مطلع العام الجديد هو أن تعي هذه المؤسسات زمنها وتعيش واقعها وتدرك حقيقة التحديات التي تواجهها في إيصال رسالتها في ظل ثورة المعلوماتية والانفتاح الإعلامي والثقافي وتداخل وتلاقح الحضارات والثقافات المختلفة». وتابع القرشي: «المؤسسة الثقافية المعاصرة لا ينبغي عليها انتظار المثقف أن يأتي إليها ويفيد من خدماتها، وهو المشغول بقنوات تواصل ثقافي ومعرفي متعددة تزاحمه على وقته، بل يجب عليها أن تكون جزءا فعالا ضمن هذه القنوات، تقدم خدماتها بطرق ابتكارية جذابة تضيف له وتصله في مكانه وعلى جواله. ولكي تحقق المؤسسات الثقافية ذلك يجب عليها إعادة النظر في سياساتها وهياكلها ونظمها وطواقمها البشرية وتعيد تشكيلها بما يتماهى مع الواقع الجديد الذي فرضته العولمة والمتغيرات التقنية والإنسانية». مناطق منسية إبراهيم الحارثي ووجه المؤلف المسرحي إبراهيم الحارثي رسالة مختصرة، طالب فيها المسؤولين عن المؤسسات الثقافية ب»تلمس حاجات المثقفين، والحرص كثيرا على نوعية الحراك، وتساهم بشكل كبير في تحقيق هدف المؤسسة الثقافية التي تحاول كثيرا تطوير نفسها». وأضاف قائلا: على المؤسسة الثقافية أن تقوم «بجهد مضاعف من أجل تنويع نشاطاتها، وتغير التكرارية الحاصلة لحضور الملتقيات والفعاليات، والاهتمام بالمناطق المنسية ودعم حركة النشر بشكل أكبر». شللية وتنافر جابر الدبيش أما الشاعر جابر الدبيش، فدعا القائمين على المؤسسات الثقافية بتفعيل دور هذه المؤسسات، وألا يقفوا حجر عثرة أمام ذلك، وأن يكونوا أكثر وعيا وإدراكا للمسؤولية التي أوكلت إليها، ووضع استفتاء يشمل كل المثقفين وفي كل منطقة على حدة عن مدى رضاهم عنها وما هي مطالبهم لتحقيقها وجمع نتاج الأدباء والتكفل بطباعته والاهتمام بهم. وتابع الدبيش رسالته قائلا: «كما أطلب من المؤسسات الثقافية دراسة أسباب عزوف المثقفين عنها ومعالجة ذلك، وتحويل هذه المؤسسات من بيئة طاردة إلى بيئة مستقطبة، وهذا يعود إلى وعي القائمين على هذه المؤسسات بعيدا عن سياسة الشللية والتنافر المتبعة حاليا، على أن تتم محاسبة المعرقلين لتفعيل الثقافة نهاية كل عام». الشأن الثقافي معتوق الشريف من جانبه، قال المشرف على منتدى «حوار الشباب» في نادي جدة الأدبي (مزمع انطلاقته مع بداية العام الهجري الجديد)، الكاتب المسرحي، معتوق الشريف، في رسالته: «أتمنى من المؤسسات الثقافية العناية بالموهوبين الشباب وإشراكهم في عمليتي التخطيط والتنفيذ للبرامج والنشاطات الثقافية وأن تقدم مبادرات لخدمة الأحياء للوصول للمثقفين الذين يملأون المقاهي والجلسات في الأحياء وخصوصا المتقاعدين وأن تفتح مجال المشاركات مع الجهات والمؤسسات المدنية والحكومية لخدمة الثقافة. كما أتمنى الاهتمام بالشأن الثقافي بدلا من التنافس في إبراز الجانب الأدبي المتخصص الذي ينحاز إليه الأكاديميون المسؤولون عن الأندية الأدبية والمؤسسات الثقافية الفردية والتضامنية. كما أتمنى أن يسعى الجميع إلى الاهتمام بالجوانب الثقافية الأخرى من مسرح وفن تشكيلي وغيرهما لاسيما في ظل تراجع الجمعيات التي تهتم بهذه الفنون بسبب العوائق المالية التي تعلق عليها العجز في خدمة الثقافة بأنماطها المختلفة». وأضاف أن «الثقافة لم تعد صنفا أو نمطا واحدا وإنما هي شاملة لكل ما هو متصل بحياة الناس بدلا من اللجوء إلى الاهتمام بالجوانب الأدبية التي تحد من حضور المستهدفين من الحضور للفعاليات والنشاطات التي تقدمها المؤسسات الأخرى، إضافة إلى أنني أتمنى أن تدمج المكتبات العامة لتصبح جزءا من الأندية الثقافية طالما لم تفعل دورها الثقافية المأمول منها». واختتم الشريف رسالته بقوله: «آمل أن يكون هناك تبنّ للموهوبين في المدارس وتشجيعهم على الإبداع الثقافي والأدبي باستضافتهم وزيارتهم في المدارس وطباعة إنتاجهم وتشجيعهم، فهم أمل الوطن ومستقبله، لاسيما أننا نشاهد لهم إنتاجا منقطع النظير في وسائل التواصل الاجتماعي ودون توجيه، مما يعكس في جوانب منه التجاهل وجانب عدم التشجيع وهذا يشكل ثغرة يستغلها أعداء الوطن للتحريض والانحراف الفكري».