لم نكن نتوقع كمية المخلفات والبيوت الآيلة للسقوط في زيارة حي النعاثل، أحد أشهر الأحياء بالهفوف، والذي احتضن قبل مائة سنة أشهر العائلات الأحسائية، وكان يشتهر بعدد من الممرات والتي كانت تسمى (ساباط) وهي ساباط العجاجي وبراحة الشعيبي، وعدد من الأزقة المبنية من الطين وجذوع النخيل. وبدأت الزيارة بمدخل الحي عبر ساباط العجاجي، وهو أشهر الأزقة في الحي، ويطل على الحي من الجهة الشمالية، ولم نجد سوى عمالة وافدة من كل جنسية تتنقل في الحي، وسط غياب المواطنين، وفي زاوية أحد البيوت كان “سراج” بنجلاديشي الجنسية، دليلنا السياحي داخل منزل يقطنه، ومكون من سبع غرف وغرفتين في السطح، ويسكنه أكثر من ثلاثين شخصا من جنسيات آسيوية، وكان عدد من العمالة يقوم بطهي الطعام والبعض يمارس لعب الورق وهناك من بات الذهول واضحا على محياه بعد مشاهدتنا في الموقع؟ وبعد انتقالنا إلى جانب آخر في الحي شاهدنا أحد المواطنين، يوسف البصيلان، وقال إنه ترعرع به منذ الصغر، مضيفا : كلما أشاهد البيوت الآيلة للسقوط أتذكر أيام الماضي، والأسر العريقة التي سكنته، ولكن أتمنى من الجهات المختصة تنظيم الحي، وحصر المنازل والتنسيق مع أصحابها. ويتذكر جدران الحي وشباب الحارة الجميلة، مضيفا أنها أصبحت فعلا ماضيا والحي مليء بالعمالة الوافدة. ويقول عبد العزيز الصفج، أحد سكان الحي سابقا، يوجد عدد قليل من العائلات السعودية تسكن الحي بسبب ظروفهم المعيشية، وعدم استطاعتهم الانتقال إلى الأحياء الجديدة، وهي بيوت قليلة جدا في حين هناك عمالة كثيرة جدا تسكن الحي. وحاولت “الشرق” مقابلة أحد أولياء الأسر، فلم تجد أحدا منهم، لخروجهم في طلب رزقهم، في المقابل نجد العمالة متواجدة بشكل كبير جدا في الحي، وتجولنا بين البيوت الآيلة للسقوط وشاهدنا بيوتا قد يتم استغلالها من قبل ضعاف النفوس، كما تم مشاهدة عدد من العبوات لعدد من المشروبات الكحولية بين هذه البيوت المهجورة وملابس داخلية. وتابعت “الشرق” عمالة خرجت من منزل، حاملين عددا من الحافظات المغلقة، وحب الفضول جعلنا نتابع العمالة حتى اكتشفنا أن أحد الغرف تم تجهيزه ليكون مخصصا لخياطة العبايات النسائية، وفي غرفة مجاورة وضعت طاولة كبيرة. في حين شاهدنا أحد المواطنين برفقة ابنه الصغير، وقال أتمنى عودة الجولات الأمنية للأحياء القديمة، وقبل عدة سنوات كانت هناك جولات على الأحياء القديمة ومن ضمنها حي النعاثل فتم ضبط عدد من العمالة الهاربة وغير النظامية. من جهة أخرى، أوضح مدير الدفاع المدني بمحافظة الأحساء العقيد محمد الزهراني أن لجنة مشكلة تضم أمانة الأحساء والدفاع المدني والشرطة والكهرباء، مهمتها تتمثل في الوقوف على المباني التي تشكل خطرا على المارة والطرقات، مضيفا لوحظ استخدام المباني كمستودعات وسكن للعمالة السائبة والنظامية، وسبق أن عرض الدفاع المدني على الجهات الحكومية ضمن لجنة الدفاع المدني الفرعية، بشق الطرقات وممرات فسيحة تسهل دخول آليات الدفاع المدني لتلك المواقع.وأكد الناطق الإعلامي لأمانة الأحساء بدر الشهاب أن إزالة المنازل وفق آلية المسح الميداني، الذي يعتمد تقسيم مناطق العمل جغرافيا وفقا المصورات الجوية للمناطق المستهدفة، ويقف فريق المسح الميداني على الطبيعة ويعاين جميع المباني، في منطقة الهدف لتقويمها والبت فيما إذا كانت تقع ضمن المباني المستهدفة من عدمه. ويتم تحرير إشعار للمالك إذا كان معروفا للجنة أو عن طريق العمدة إذ لم يتم التعرف على صاحب المبنى. وأوضح أن الأنظمة تنص على إعطاء المالك فترة زمنية نظامية، فإذا لم يقم المالك بإزالة المبنى خلال تلك الفترة، تزيله الأمانة مع إلزام المالك بدفع الغرامة المنصوص عليها مع دفع تكلفة الإزالة. معلومات عن الحي : يقع حي النعاثل وسط الهفوف ويحوي أكثر من 450 منزلا. – يضم الحي عددا من المساجد الصغيرة. – يسكن الحي نحو ثلاثة آلاف عامل من العمالة الوافدة. – في الحي مدرستان للبنين والبنات. – يبعد الحي عن سوق النساء مائة متر. محمد الزهراني بدر الشهاب عمالة وافدة في الحي