واصلت المجموعات المرتبطة بالقاعدة ممارسة انتهاكاتها داخل سوريا، حيث أقدم مقاتلون مرتبطون بالتنظيم أمس الخميس على إحراق محتويات كنيسة ورفع رايتهم على أخرى في مدينة الرقة شمال سوريا، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، إن «مقاتلين من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام الذي يسيطر على الرقة أقدم على إحراق محتويات كنيسة سيدة البشارة للروم الكاثوليك». وأضاف أن عناصر من «الدولة الإسلامية» المرتبطة بالقاعدة «قاموا بتحطيم الصليب المرفوع أعلى كنيسة الشهداء للأرمن الكاثوليك، ورفعوا بدلاً منه علم الدولة الإسلامية». وباتت الرقة منذ مارس الماضي أول مركز محافظة يخرج عن سيطرة نظام الرئيس بشار الأسد، وفرضت «الدولة الإسلامية» سيطرتها على المدينة حيث تقيم مقراً رئيساً لها في المبنى السابق للمحافظة. ووقعت خلال الأشهر الماضية مواجهات عدة بين مقاتلين مرتبطين بالقاعدة ومقاتلين من فصائل مختلفة في مناطق عدة وسط بروز نقمة شعبية في المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة على المجموعات المتطرفة، وتنفيذها عمليات خطف وقتل لاسيما في حق الأجانب، وبينهم صحفيون. ويشكل المسيحيون ما نسبته 5% من سكان سوريا البالغ عددهم 23 مليون شخص. في سياقٍ متصل، أفاد ناشطون معارضون بأن سبعة مسلحين ينتمون إلى جماعة متشددة مرتبطة بالقاعدة قُتِلُوا في اشتباكات ضد ميليشيا كردية سورية أمس الأول، الأربعاء، مع تزايد العنف بين العرب والأكراد في سوريا. وقالت مصادر في المعارضة إن القتال الذي وقع في بلدة أطمة على الحدود التركية -وهي طريق هروب رئيس للاجئين الفارين من الحرب الأهلية- يظهر كيف أن المنطقة أصبحت ساحة قتال لعدة جماعات مسلحة تتنافس على السيطرة على الأرض. وأضافت المصادر أنه بالإضافة إلى المسلحين السبعة الذين ينتمون لجماعة «الدولة الإسلامية في العراق والشام» المرتبطة بالقاعدة مع الذين قتلوا في اشتباكات الذراع السورية لحزب العمال الكردستاني فإن مجندتين بحزب العمال قتلتا أيضاً بقذائف مورتر على مشارف بلدة جندريس القريبة. من جانبه، أعلن مسؤول أمريكي أمس الخميس أن الصين والولايات المتحدة متفقتان على ضرورة التوصل إلى قرار «ملزم» في مجلس الأمن الدولي حول تفكيك الترسانة الكيميائية السورية. وقال المسؤول في ختام لقاء بين وزيري الخارجية الأمريكي، جون كيري، ونظيره الصيني، وانغ يي، إن «الوزيرين متفقان على ضرورة التوصل إلى قرار ملزم» حول سوريا. لكن لم يتضح بعد ما إذا كانت بكين التي تحظى بحق النقض في مجلس الأمن الدولي، ستدعم نص مشروع القرار الذي يجري إعداده حالياً. لكن المصدر رفض القول ما إذا كان الوزيران بحثا مسألة كيفية تفعيل أي قرار يصدر عن المجلس، خلال لقائهما في أحد فنادق نيويورك. وفي دمشق، غادر مفتشو الأممالمتحدة المكلفون بالتحقيق حول استخدام الأسلحة الكيميائية بعد ظهر أمس الخميس فندقهم إلى جهة مجهولة، بحسب ما أفاد مصدر صحفي. وذكر المصدر أن عدداً من أعضاء الفريق الذي يرأسه السويدي، آكي سلستروم، غادروا فندقهم ظهراً على متن ثلاث سيارات من دون أن يتمكن الصحفيون من توجيه أسئلة لهم. وكان الفريق قد وصل ظهر أمس الأول، الأربعاء، لاستكمال تحقيق بدأه في نهاية أغسطس حول استخدام السلاح الكيميائي في ريف دمشق ورفع فيه تقريراً في 16 سبتمبر خَلُصَ فيه إلى أنه تم استخدام أسلحة كيميائية على نطاق واسع في النزاع السوري. وسيقوم فريق الخبراء الدوليين بدراسة نحو 14 حالة استخدام محتمل للأسلحة الكيميائية خلال النزاع المستمر منذ ثلاثين شهراً في سوريا. وأعلنت البعثة في حينه أنها جمعت «أدلة دامغة ومقنعة» بأن غاز السارين أدى إلى مقتل مئات الأشخاص في هجوم على الغوطة الشرقية في ريف دمشق في 21 أغسطس. وأوضح سيلستروم أن التقرير الذي تم تقديمه «كان جزئياً»، وأضاف أن «ثمة اتهامات أخرى تم عرضها للأمين العام للأمم المتحدة وتعود إلى مارس تطال الطرفين المتحاربين في النزاع»، مشيراً إلى وجود «13 أو 14 تهمة» تستحق التحقيق فيها.