أكبر الشركات سابك وأرامكو والبنوك والشركات العالمية تطبق أعلى معايير الجودة، واستطاعت أن تنجح في تطبيق الجودة ولكنها لم تحقق نسبة %100 في الجودة رغم أن المنتج الذي تسعى لتجويده هو منتج مادي، بينما التعليم يسعى إلى تجويد منتج بشري يصعب قياسه، فما قد أراه مظهرا للجودة قد يراه غيري سببا لغير ذلك، وما يراه غيري مظهرا للتميز؛ أراه مسوغا لغير ذلك، فكثيرة هي المشاريع التربوية التي انطلقت في الميدان التربوي ما بين عربي ومترجم وكلها يتنافس ويجتهد، ومنها ما ينجح في إيجاد طالب نوعي قادر على الاستمرار في التعليم بحب وحماس ورغبة وجودة قادر على اختيار التخصص، وقادر على العمل الذي يواجه به عولمة العلم والفكر والمشاعر وهو قابض على هويته، ومن أجل هذا النوع من المُخرج تنوعت أفكارنا التعليمية وتباينت وتباعدت وكذلك تشابهت وتكررت وكثرت وتاهت بين معجب يدعمها ويطالب بإعادة بنائها وتوزيعها وتعميمها، ومستهجن يرفضها ويطالب بإعادة النظر فيها ودراستها وإيقافها حتى إشعار آخر. تاهت بين ملفات تشكلت للاستطلاع والرأي، وملفات أخرى تشكلت للتأويل والمناقشة. وخارطات معرفية تشكلت للظنون وخارطات معرفية تشكلت للدفاع. ما الذي أوصلنا إلى هذا التنوع في المشاعر تجاه التعليم؟ هل هو اختلافنا حول مفهوم التعليم؟ أم هو اختلاف الإنسان الذي يحاول أن يضع تعريفا للتعليم؟ السؤال: أليست مدخلات هذه الشركات التي نجحت في تطبيق الجودة هي مخرجات التعليم؟ ومؤشري الذي أعتمد عليه هو نظرة سريعة لما يدور حولنا في العالم بما أننا لسنا جزءا منفصلا عنه، وما تنعم به بلادنا من أمن أصبحنا محسودين عليه. فما الذي غرس في هذا الجيل قيمة الرضا بالوطن وقيمة القناعة بخيرات الوطن إلا التعليم؟ فالجودة هي التعليم.