بغداد – مازن الشمري النائب طه: عنصر المبادرة في يد المجموعات الإرهابية وليس بيد الأجهزة الأمنية. برلماني: عندما تغلق أمريكا سفارتها فبالتأكيد لديها معلومات خطيرة. أقفلت قوات الأمن العراقية الطرق المؤدية إلى المنطقة الخضراء وسط تضارب المعلومات عن موعد «ساعة الصفر» لتنظيمات القاعدة المتحالفة مع البعث المنحل لمهاجمتها بعد أن نجحت فيما عرف ب «غزوة هدم الأسوار» وتهريب السجناء من سجني التاجي وأبي غريب. ولاحظت «الشرق» شدة الازدحام في وسط بغداد أمس، بعد أن أغلقت القوات الأمنية شارع السعدون وشارع أبو نواس، ومنعت موظفي المنطقة الخضراء من الدخول إليها عبر بوابات محاذية لفندق الرشيد ووزارة التخطيط واكتفت بفتح منفذ واحد من منطقة الحارثية. وأكدت مصادر سياسية مطلعة أن المنطقة الخضراء شهدت انتشار المدرعات والدبابات في الشوارع الرئيسة تحسبا لأحداث متوقعة بعد إغلاق السفارة الأمريكية أبوابها، مشيرة إلى وجود أكثر من سيناريو لمهاجمة المنطقة الخضراء شديدة التحصين، أولها، استهداف وزارة الخارجية أو مبنى مجلس محافظة بغداد بعدد من السيارات المفخخة لشغل عناصر الأمن وإدخالها بحالة توتر ومساعدة العناصر الأخرى لتفجير سيارات أخرى عند مداخل الخضراء تمهيدا لدخول العناصر الإرهابية، وتصف هذه المصادر، السيناريو الثاني، في دخول نحو (50 إلى 100) انتحاري إلى محيط الخضراء سيرا على الأقدام تباعا ويقومون بتفجير أنفسهم لمساعدة عناصرهم الأخرى على دخول المنطقة المحصنة والسيطرة على مبنى شبكة الإعلام القريبة من المنطقة الخضراء، ودخول مجموعات إرهابية للمنطقة لإحداث الفوضى ومحاولة السيطرة على أبرز وأهم المؤسسات من بينها مقرا مجلسي النواب والوزراء. وكانت الساعات ال 72 الماضية شهدت ما يعرف عسكريا بإنذار «ج» حيث شهدت العاصمة بغداد إجراءات أمنية غير مسبوقة، بتنفيذ عمليات دهم وتفتيش في الضواحي والأحياء السكنية المكتظة في بغداد منذ ظهيرة يوم الخميس. في غضون ذلك أكد شهود عيان، أن القوات الأمنية أغلقت منطقة كرادة مريم بالحواجز الإسمنتية وأغلقت شارع الزيتون ومنافذ الدخول المؤدية إلى المنطقة الخضراء من جهة ساحة النسور والجسر المعلق والجادرية ومجمع القادسية. وقال عضو لجنة الأمن والدفاع النائب شوان محمد طه «لا أستبعد وجود مخطط لاقتحام المنطقة الخضراء وعدد من الأماكن والمؤسسات المهمة خلال الأيام المقبلة نتيجة للفشل الذريع في إدارة الملف الأمني وعدم وجود خطط استراتيجية بهذا الشأن، مشيرا إلى أن هاجس الخوف بات يسيطر على الجميع نتيجة لتصاعد موجة العمليات الإرهابية وقدرة هذه المجاميع على ضرب أي موقع تريد الوصول إليه ما يدلل على أن عنصر المبادرة بيدها وليس بيد الأجهزة الأمنية. من جانبه لم يستبعد النائب وليد المحمدي وجود مخطط إرهابي لاقتحام المنطقة الخضراء في محاولة من المجاميع الإرهابية لإسقاط هيبة الدولة، داعيا الأجهزة الأمنية وقياداتها إلى تحمل المسؤولية في الحفاظ على أرواح المواطنين. من جانب آخر، استبعد مقرر مجلس النواب عن ائتلاف العراقية محمد الخالدي عقد جلسة طارئة للبرلمان قبل عيد الفطر المبارك لمناقشة إغلاق السفارة الأمريكية في بغداد، وعد الخطوة الأمريكية بأنها مؤشر خطير على العلاقة بين العراق والولاياتالمتحدة خاصة وأنها تعد من أقرب أصدقاء العراق في العصر الجديد. مشيرا إلى «أن الأوضاع السياسية والأمنية في العراق مضطربة جداً وأن القرار الأمريكي سيضفي على المشهد السياسي والأمني في البلاد صعوبات جديدة». ويعتقد رئيس كتلة الأحرار النيابية بهاء الأعرجي أن بيان الخارجية الأمريكية بغلق سفارتها في بغداد يعني «إعطاء الضوء الأخضر للقاعدة للاستمرار في عملياتها الإرهابية». بدورها، عزت لجنة الأمن والدفاع النيابية، أسباب غلق السفارة الأمريكية في العراق إلى امتلاكها معلومات خطيرة عن الأوضاع الأمنية المتردية التي بدأت تتجه خارج حدود البلاد الإقليمية، ويرى عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، حامد المطلك أنه «عندما تلجأ السفارة الأمريكية لغلق سفارتها التي لم تغلقها منذ 11 عاما فبالتأكيد لديها معلومات خطيرة بعد الأوضاع المتردية والمتفاقمة التي بدأت تتجه إلى خارج الحدود في بلدان إقليمية أخرى». علم الولاياتالمتحدة داخل مجمع السفارة الأمريكية في بغداد (رويترز)