«فشلت في أن أكون شاعراً، وفشلت في تعلم العزف على آلة موسيقية رغم عشقي للموسيقى ولآلة العود تحديداً».. المفارقة العجيبة هي أن قائل هذه العبارة ليس مديراً لإحدى الدوائر الحكومية، أو حتى ناقداً أدبياً، بل هو.. رئيس مجلس إدارة جمعية الثقافة والفنون سلطان البازعي! هذا الصحافي الذي تدرج في المهام حتى وصل إلى منصب رئاسة التحرير (في جريدة «اليوم»)، يترأس الجمعية التي تعتبر الحاضن الأول لعملية إنتاج الثقافة والفنون في المملكة منذ إنشائها في عام 1973م، وقد عُرف البازعي بتواضعه الكبير، ولذلك فإن كثيرين يدركون أن اعترافاته بالفشل في الشعر والموسيقى إنما تخفي وراءها شاعراً وموسيقياً موهوباً قمعه البازعي نفسه بسبب «ذائقته» الأدبية والفنية العالية التي لا ترضى بما هو دون الإبداع. ويعتقد كثيرون أن رئاسة البازعي للجمعية، التي بدأت قبل عام واحد فقط، قد جاءت متأخرة لنحو ربع قرن على الأقل! فهذا الرجل الذي برع في ميدان العلاقات العامة وحصل على شخصية العام في المؤتمر الإقليمي الثالث للعلاقات العامة المنعقد مؤخراً في قطر، يحمل أفضل الطموحات الثقافية والفنية، ولكنه يحتاج للوقت و.. المال: «الهم الأكبر الذي يحمله مجلس الإدارة على المدى القريب هو تدعيم أنشطة الفروع عبر زيادة الموارد المالية للجمعية». يعتقد البازعي، المتحدث الرسمي السابق للجنة العامة للانتخابات البلدية، الذي عُرف عنه حماس وتأييد كبير لعملية الانتخاب في جميع المجالس المحلية، «أن الجمعية قد تلجأ للانتخابات» في المرحلة المقبلة، لكن مراقبين يعتقدون أن حماس البازعي ربما يكون قد تراجع بعد الأحكام القضائية التي طالت عدداً من عمليات الانتخاب التي جرت في الأندية الأدبية في المملكة. وربما تكون الفترة القليلة الماضية للبازعي في الجمعية من أصعب الفترات التي واجهته طوال عام كامل، والأمر لا يعود إلى مواجهة مشكلات جوهرية في خطط الجمعية واستراتيجياتها، وإنما لأنه شاهد عديداً من الأدباء والفنانين ممن يُفترض بالجمعية رعايتهم، وهم يتساقطون من المرض واحداً تلو الآخر من دون أن يُعثر في خطط الجمعية وصناديقها ما يشفع لهم للحصول على سرير في مستشفى حكومي، ليجد في «العلاقات العامة» ملاذاً له في رعاية الأدباء والفنانين، وما زالت الاتصالات جارية!