الرياض – يوسف الكهفي البازعي: كفاءات الجمعية قادرة على وضع مكانة خاصة للموسيقى السعودية قال مدير عام الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، عبدالعزيز السماعيل ل»الشرق»: إن المجتمع السعودي من أوائل المجتمعات العربية تقبلاً للموسيقى، مستدلاً بأن أكثر مبيعات الموسيقى في العالم العربي هي مبيعات السوق السعودية، وكذلك حجم الاستهلاك. وأكد أن المجتمع السعودي محب للموسيقى والغناء، وأنه رائد في هذا المجال على مستوى الوطن العربي، وإن كانت هناك فئة ترفض الفنون الموسيقية والغناء، فهذا ليس بجديد، وهذا ينطبق على كل المجتمعات، وليس المجتمع السعودي فحسب، «فدورنا في جمعية الثقافة والفنون أن نمضي في الاهتمام والتطوير وصقل المواهب لإيجاد موسيقى وفن في إطار احترام العادات والتقاليد». وعن عدم إحياء جمعية الثقافة والفنون لحفلات غنائية، أوضح السماعيل أن إحياء مثل هذه الحفلات لايدخل في إطار عملها، مشيرا إلى أن دور الجمعية في هذا المجال يقتصر على الدورات النظرية، وأن هناك جهات أخرى تتولى هذه المسألة، نظراً لتكلفتها الباهظة، وحاجتها إلى إعداد وتنسيق، متمنياً أن تكون هناك جمعية خاصة للموسيقيين أسوة بجمعية المسرحيين، وأن لاتواجه من العقبات مثلما واجهته السينما، لافتا إلى أن الموسيقى في المجتمع مهمشة، وفي وضع ضعيف، وتواجه قصوراً في مستوى التنظيم والإعداد والدعم والاهتمام، غير أنه أكد أن الحكم على المجتمع السعودي أنه رافض للموسيقى غير صحيح. جاء ذلك عقب عقد أولى جلسات ملتقى فناني ومثقفي الرياض، مساء الاثنين الماضي، في مقر الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون في الرياض، والتي حضرها إلى جانبه، رئيس مجلس إدارة الجمعية سلطان البازعي، ورئيس مجلس الإدارة السابق، الدكتور محمد الرصيص، وعدد من الفنانين والمهتمين بالفنون والثقافة في الرياض. وسيطر الحديث عن الموسيقى والغناء في المملكة العربية السعودية على الجلسة، التي وجه فيها البازعي، مشرف لجنة التراث والفنون الموسيقية في فرع الجمعية في الرياض، يحيى زريقان، بأن يضع تصوراته لمستقبل الموسيقى في الجمعية، ليدخل في حيز مشروع قابل للتطبيق خلال السنة المقبلة. وقال البازعي، في الجلسة الأولى لملتقى فناني ومثقفي الرياض: يجب أن نتصدى لمسؤولياتنا بما يليق بها، لذلك يجب أن يكون للموسيقى السعودية مكانتها الخاصة من الاهتمام، تعبر عن روح المجتمع وفنه وتراثه، ونحن قادرون على ذلك من خلال الكوادر والكفاءات الموجودة في الجمعية، مختتما حديثه بقوله: ما دام هذا العمل نابعاً من الجمعية، فستتخلص الجماهير السعودية من هذا التلوث الذي تسمعه، من خلال أعمال موسيقية ترتقي بالذائقة. وكان الفنان حسن خيرات افتتح الجلسة بمعاتبة الجمعية على عدم اهتمامها الكافي بمجال الموسيقى والغناء كما كانت سابقاً، موضحا أن هناك تجاهلاً وغياباً لتبني المواهب الموسيقية والغنائية السعودية ودعمها بشكل خاص بالدورات التدريبية المتخصصة. وعلق يحيى زريقان على ذلك قائلاً: السنة المقبلة ستكون حبلى بما هو أفضل، كمّاً ونوعاً، في هذا المجال، من خلال تكثيف الدورات التدريبية، واستقطاب معلمين محترفين لديهم القدرة على تقديم أربع دورات موسيقية سنوياً على الأقل. وأوضح أن مضاعفة «الجرعة الموسيقية»، من خلال الفلكلور سيكون خطوة لا بأس بها لتسهيل عملية تطعيم ذائقة المتلقي بالموسيقى الهادفة. وفي حديثه، قال عبدالعزيز السماعيل: لايخفى كم هي الطاقات الإبداعية السعودية في هذا المجال، ومع هذا فالجمعية تولي عناية خاصة بالموسيقى، وإن لم تكن في جميع الفروع، لأسباب من أهمها قلة المدربين المتخصصين في المجال، موضحاً أن الجمعية تقدم حالياً دورات نظرية مكثفة لدراسة المقامات الموسيقية وتعليم النوتة الموسيقية وتطبيقاتها على بعض الآلات الوترية، مشيراً إلى أن هذا البرنامج ينفذ حالياً في ستة فروع، منها فرع الدمام، الذي لم يتوقف عن إعطاء هذه الدورات منذ عام 1428ه، متمنيا أن تنفذ مثل هذه الدورات في جميع الفروع. بدوره، عبر المسرحي نايف البقمي، عن معاناة المسرح السعودي جراء عدم وجود متخصصين في الموسيقى قائلاً: «نحن بحاجة ماسة لمؤلفين موسيقيين، حتى نكف عن الأخذ من الأعمال الموسيقية العالمية والعربية»، لافتاً إلى أن الجمعية بحاجة إلى أستوديوهات إنتاج فني، كي تخرج من مرحلة الاستهلاك إلى مرحلة الإنتاج. أما المسرحي سامي الزهراني، فأوضح أن تجربة الدمام الموسيقية تعد من أفضل التجارب، ويجب الإفادة منها في إنتاج أعمال موسيقية، من خلال تسجيل حلقة تدريبية للموسيقى من الدمام تعمم على جميع الفروع، مشيراً إلى أن هناك نحو 300 شخص في الطائف يرغبون في التدرب على آلة العود. وعلى خلفية ما تم تداوله من نقاش، تحدث الرصيص عن تجربة الجمعية مع الموسيقى إبان رئاسته لمجلس إدارتها، لافتاً إلى تأثر اهتمام الجمعية بالموسيقى تباعا بالمتغيرات الحادثة منذ عام 1400ه، وأن ذلك أحدث تباطؤا ثم تلاشيا للموسيقى لفترة من الزمن، مبينا أن الجمعية اضطرت إلى تغيير مسمى لجنة الفنون الموسيقية، إلى لجنة الإنشاد، وقبل ست سنوات تقريباً، أعاد المجلس السابق الاعتبار للموسيقى وأضافها إلى لجنة التراث، لتصبح لجنة التراث والفنون الموسيقية، وفي مرحلة تالية أوصى بفصل الفنون الموسيقية عن التراث كي تصبح لجنة مستقلة. عبدالعزيز السماعيل