وجد رئيس مجلس إدارة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون سلطان البازعي، نفسه رئيساً ل«الجمعية» دون إشعار سابق، ورأى أمامه مجلس إدارة معيناً يتولى إدارته، وحملاً من الإشكاليات يسعى إلى حلها، في ظل نقص التمويل. وأعلن البازعي في محاضرة بعنوان «جمعية الثقافة والفنون.. واقع وتطلعات»، أقيمت في ديوانية الملتقى الثقافي في محافظة القطيف، أمس الأول، أنه لا يميل إلى تمديد فترة رئاسته التي تستمر عامين، مشيرا إلى أن أول اجتماع عقده المجلس بحث أمر الانتخابات واستكشاف أنظمتها والخروج منها بما يناسب الجمعية، التي رأى أنها تعمل دون رؤية واضحة، ما حدا بالمجلس إلى وضع «البرامج الوطنية» والسعي إلى تحقيقها. ولم يخف الهجوم الذي تتعرض له الجمعية فيما يخص أنشطة الموسيقى. وقال البازعي، في الأمسية التي أدارها الشاعر زكي الصدير، وسط حضور لا يذكر، إنه تفاجأ باختياره رئيساً، ولا يعرف كيف تم اختيار أعضاء مجلس الإدارة؟، مبينا أن التكليف مدته عامان، ونأمل إنجاز عملنا، معلناً عدم ميله إلى التجديد، وتمنى أن يكون المجلس المقبل منتخباً. إلا أنه رأى في الانتخابات إشكالية تتمثل في: من ينتخب من؟ وهي إشكالية تعاني منها الأندية الأدبية، موضحاً «رأينا في لائحتها أن من يحمل شهادة بكالوريوس وله مؤلف يمكنه الانتخاب، وأدى ذلك إلى حضور أشخاص لا علاقة لهم بالأندية، وأغلبهم من المعلمين، وتكشف الأمر عن أن بعضهم حضر لنصرة مرشحين». ويطرح تساؤلات من قبيل: من هو الفنان والمسرحي والموسيقي، كيف نعطيهم هذه الصفة؟ وذكر أن مجلس الإدارة بدأ بحث الأمر واستكشاف الأنظمة الانتخابية في المنطقة، مرجحاً العمل بالانتخاب من الأسفل وصولاً إلى القيادات العليا في الجمعية، مفترضاً أن بذلك «تكون الجمعية شكلت أرضية لانتخاب مجلس الإدارة». ورأى أن الجمعية ما زالت دون الطموح، معترفاً بتغييب المرأة عن المشهد الثقافي، وقال إن «ظهور المرأة على المسرح من الممنوعات، ولا نعرف متى يرفع المنع؟، كما لا نعرف متى تقود سيارتها؟». وأشار البازعي إلى أن الجمعية تعمل دون رؤية واضحة، وهل هي مسؤولة عن كل الفنانين؟ وكيف تتعامل مع الجمعيات الفنية مثل التشكيلية والفوتوغرافية وغيرهما؟، وهل هي المنتج للثقافة والممثل له؟ وقال يجب وضع استراتيجية واضحة على مدى العشر سنوات المقبلة. وكشف عن أن 80% من ميزانية الجمعية تصرف على التشغيل، من دفع إيجارات وصيانة ومكافآت العاملين، فيما تحظى الأنشطة ب 20% فقط. وقال إن فروع الجمعية عبارة عن مبان مستأجرة وغير مؤهلة ومتهالكة. وأوضح أن لكل فرع من فروع الجمعية أرضاً، منذ سنوات، لكن لا يوجد مبلغ كاف لبنائها. وذكر أن معظم الفروع، مثل الدمام والأحساء والرياض تمكنت من الحصول على تمويل لبعض أنشطتها، فيما بقية الفروع لم تتمكن من ذلك، مشيراً إلى التوجه إلى القطاع الخاص لحل أزمة التمويل، خاصة أن «جهود رفع ميزانية الجمعية لم تنجح مع وزارتي الثقافة والإعلام والمالية». وأعلن أن أحد أهداف الجمعية تأسيس فرقة موسيقية وطنية، مشيراً إلى أن فروع الجمعية تقدم دورات موسيقى، وقال: نواجه ضغطاً من قبل الرافضين للموسيقى، ونتلقى رسالتين كل أسبوع تعترضان على دورة أو نشاط موسيقي، وأعلن أنه «لو طلب عدد من الفتيات تعلم الموسيقى لوفرنا لهن مدربة، وليس كما يشاع».